تركي الشيباني: إنتقاء الأصدقاء في الابتعاث يعزز فرص النجاح

تاريخ التعديل
5 سنوات شهر واحد
تركي الشيباني: إنتقاء الأصدقاء في الابتعاث يعزز فرص النجاح

حنان البشري

لمرحلة الابتعاث مكانتها الخاصة عند أهلها من المبتعثين والمبتعثات، حيث يؤكد المبتعث تركي بن فيحان الشيباني المعيد بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والحاصل على درجة الماجستير في تخصص التاريخ الأوروبي الحديث والمعاصر من جامعة ليستر البريطانية، أن فترة الابتعاث من أجمل الفترات التي قضاها  في إنجلترا ما بين ثقافة جديدة ولغة مختلفة عن لغته الأم ومجتمع مختلف عن المجتمع العربي.

مشوار الابتعاث 
وحول بداية مشواره في الابتعاث قال «ابتعثت من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عام  2015 لدراسة اللغة ومرحلتي الماجستير والدكتوراه كنوع من تأهيل المعيدين من الناحية التطويرية والتوسع في العلم من خلال منظور ومحتوى التعليم في الدول المتقدمة كل حسب بلد ابتعاثه».

بداية صعبة
وحول تجربته في الابتعاث يقول «بدأت البعثة وسكنت في مدينة أوكسفورد الشهيرة بجامعتها العريقة وبتراثها العمراني التاريخي وبمكتباتها الزاخرة بأنواع الكتب في شتى التخصصات من أشهرها مكتبة بودلين Bodleian Library وكانت تراودني أسئلة كثيرة حول المرحلة الجديدة، منها كيفية تعلم اللغة ثم بداية الدراسة الأكاديمية، كانت البداية صعبة جدا بالنسبة لي وهذا شيء طبيعي، حيث الحنين للأهل والوطن وكذلك كيفية الخوض في تجربة كانت بدايتها صعبة.
وأضاف «اعتمدت على الله عز وجل في كل خطوة قمت بها، فبدأت تعلم اللغة الإنجليزية وكل يوم استفيد واستخدم طريقة جديدة للتعلم كحفظ الجمل والممارسة خارج أوقات الدراسة. وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها بعد مضي ٧ أشهر من التعلم المستمر والمتواصل، بعد سنة وبضعة أشهر حققت شرط دخول الجامعة، ثم بدأت بإكمال مرحلة الماجستير والتي انتهت بالنجاح بفضل من الله».

مشاركة في مؤتمر
ولفت إلى أنه تعلم الكثير من الأشياء حول تخصصه خلال دراسته الأكاديمية، حيث قام بزيارة الأرشيف البريطاني الذي يحتوي على وثائق متنوعة لكل حقبة تاريخية وحدث تاريخي.
كما أنه قام بحضور مؤتمر مهم في جامعة لندن  كان بعنوان History New to Teaching Event وأتيحت له الفرصة بالمشاركة فيه من خلال النقاش وتبادل وجهات النظر.  

التعلم بالترفيه
وأكد أنه يشجع نفسه دوما أثناء التعلم ويستخدم أسلوب التعلم بالترفيه بدلا من البقاء لفترات طويلة بين الكتب والملفات.

اختيار الصحبة
وحول أهم العوامل التي تسهم في تحقيق النجاح قال: "اختيار الصحبة عامل مهم لتحقيق النجاح، فأنا أحذر من المثبطين والمتذمرين، حتى وإن خاطب المبتعث أو المبتعثة نفسه قائلا: لن يقوموا بالتأثير علي فهذا غير صحيح، ستتسرب بعض الأفكار المحبطة إلى ذهنك في كل اجتماع معهم".

كتابة مقال أو قصة
وكشف عن طريقة تعلم استفاد منها في الكتابة وصياغة الجمل الإنجليزية، وهي أن يقوم بكتابة مقال أو قصة ويصيغها بأسلوبه، علما أن ذلك ليس مطلوبا منه في المعهد الذي يدرس به، ثم يقوم بعرضها على الأستاذ؛ ليحصل منه على التقييم حول كتاباته والأخطاء التي يقع فيها، ثم يقوم بتعديلها ويعرضها مرة أخرى عليه.
وذكر أن تلك الطريقة جديرة بتطوير الكتابة بشكل ملحوظ في بضعة أشهر.

إرادة صلبة
وقال «تولدت لدي قناعة بأن الإنسان سيتعلم ويحقق الذي يريده بعد توفيق الله ثم العزيمة التي لا يتخللها ضعف وبإرادة صلبة لتحقيق الهدف المطلوب، فتعلم اللغة يعتبر مسألة وقت فقط، أعرف كيف تبدأ ومن تصاحب وكيف تنجز، هذا كل ما في الأمر».

لا للخوف والإحباط
ولفت إلى أن هناك شعارا يردده في كل مناسبة يلتقي فيها بزملائه في الغربة الذين يتشرف بهم  ويعتز بصحبتهم دوما وهو «توكل على الله ثم كن طموحا متفائلا، لا للخوف، لا للإحباط».

بداية الشجرة بذرة
واختتم حديثه قائلا «كانت سنوات البعثة جميلة بلحظاتها وبأحداثها المليئة بالمغامرات والتعلم، وكذلك كسب خلفية تاريخية وعلاقات اجتماعية كان لها أثر كبير في تحمل تعب الغربة، وليتذكر كل مبتعث ومبتعثة، أن بداية الشجرة بذرة وطريق مليء بالصعوبات، لكن ليست مستحيلة المنال.
وأردف «أشكر الله على كل شيء، ثم اشكر والدي ووالدتي وإخوتي وأصدقائي ووطني الذي أتاح لي هذه الفرصة في كل دعم معنوي وتشجيع تلقيته منهم وكلمة تحفيزية ودعم مادي كان له الأثر الكبير في مسيرة النجاح».
وأضاف «أتمنى من الله التوفيق والنجاح في قادم الأيام والنجاح لكل مبتعث ومبتعثة، تغربوا من أجل العلم وصبروا وكافحوا وعليهم أن يحتسبوا الأجر في ما يواجهون؛ لكي يعودوا بوعي أكبر وخبرة اكثر من أجل الانخراط في تنمية وتطوير وطننا الغالي».