د. علي ياسر القرني: الاحتكاك بالمجتمعات المتقدمة يصقل مهارات المبتعث

تاريخ التعديل
5 سنوات 6 أشهر
د. علي ياسر القرني: الاحتكاك بالمجتمعات المتقدمة يصقل مهارات المبتعث

حنان البشري

«الابتعاث رحلة فيها لحظات قاسية ومواقف تستدعي حيرتك ودموعك أحيانا، إلا أنه جزء من الثمن، فإياك أن تقف، واستمتع برحلتك. فالنجاح ليس الوصول، وإنما رحلة كاملة وإنجازات وعطاءات في كل تلك الأيام».
هكذا يقول المبتعث المتخصص في علوم الحاسب الدكتور علي ياسر القرني،  أحد الذين سلكوا طريق الابتعاث بعزم وقوة وحماس طمعا في الحصول على العلم والثقافة والخبرة، ليعود إلى الوطن محملا بالنجاح والحماس للبدء بخدمة الوطن. «آفاق» تواصلت معه للحديث  أكثر عن تجربته في الابتعاث.

رحلة الابتعاث
يقول القرني «ابتدأت من مدينة الرياح شيكاغو لدراسة اللغة مرورا بتكساس لدراسة الماجستير، ثم انتهى بنا المطاف إلى القارة العجوز في بريطانيا لدراسة الدكتوراه». ويضيف «حرصت على التنويع في المدن والدول بل وتغيير القارة ككل؛ لكسب تجربتين مختلفتين تماما في الثقافات والشعوب والخبرات، وحتى في نمط الدراسة والتعليم، فالاحتكاك بالمجتمعات المتقدمة يصقل مهارات الشخص ويأخذه إلى حيث أنتهى الآخرون».
 
بين أمريكا وبريطانيا
وحول تجربة التنوع في المدن والدول خلال الابتعاث قال «اعتبرها فرصة ذهبية إذ كانت أول تجربة لي هي الانخراط في المجتمع الأمريكي؛ فذلك بلا شك يعطيك تجربة ثرية لدولة تقود العالم في كثير من مجالات الحياة والعلم، بلد يضع كل أدوات التميز في يديك ويضعك وجها لوجه أمام كل الفرص للتطور والتعلم، متى ما كنت على استعداد تام لذلك، بلد يحوي كل شعوب وثقافات ومتضادات العالم حتى في أصغر مدنه، وشعب يعشق السرعة والتجدد، يجعلك مرنا وتتكيف بسرعة مع المتغيرات».
وأردف قائلا «بعد ذلك انتقلت إلى بريطانيا، الشعب الذي يعشق الجدية لدرجة أنه لا يكاد يبتسم والذي يحتضن أول جامعة على وجه الأرض، نظام يبني اعتمادك على ذاتك شئت أم أبيت وتحقيق ما تراه مستحيلا من شدة الضغوطات ومعها الإنجاز،  وحتما ستتعلم أهم مهارة للنجاح وهي إدارة الوقت بفعالية عالية».

عطاء وتطوع
وحول أهم نشاطاته في الابتعاث قال: «بفضل الله أعشق الأنشطة اللا صفية والمشاركات التطوعية منذ المرحلة الثانوية وكنت رئيسا لنادي الحاسب الآلي بالكلية منذ البكالوريوس، ولكن المشاركات الأكبر كانت في رحلة الابتعاث ابتداء من النادي السعودي بجامعة «دي بول» في شيكاغو والنادي السعودي في تكساس، وكنت عضوا مؤسسا لجمعية «أبعاد» الطلابية في أمريكا، ثم انتقلت للنادي السعودي في مانشستر والجمعيات الطلابية، وكانت خير معين لي في التحصيل العلمي وطمس شعور الغربة بل وتحقيق التوازن في حياتي الشخصية وبناء الذات».
وأضاف «بفضل الله تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف من أمريكا، وحصلت على مكافأة التميز العلمي ولوحة الشرف في الدكتوراه ببريطانيا، لذلك فنصيحتي لكل مبتعث أن يخصص وقتا للتطوع، فلذة العطاء تفوق الأخذ. والعطاء واحة لإزالة كل الضغوطات».

عام استثنائي
وكشف أن عام 2018 كان عاما مميزا واستثنائيا، إذ حقق خلاله عددا من النجاحات، وقال «في هذا العام نشرت ورقة علمية في أكبر منظمة عالمية لعلوم الحاسب والهندسة وراجعت ورقتين علميتين بنفس المنظمة، كما  شاركت كمتحدث رسمي في المؤتمر العالمي السنوي لعلوم الحوسبة، وحصلت على مكافأة التميز للتحصيل العلمي ولوحة الشرف من الملحقية الثقافية لمرحلة الدكتوراه، كما تطوعت في  سبع جهات (تنظيم أسبوع الباحثين بليفربول، الجمعية العلمية بالملحقية السعودية الثقافية بلندن، عضو مؤسس في مبادرة سعودي ستيج، عضو مشروع الابتعاث رحلة التغيير، النادي السعودي بمانشستر، مجموعة مبتعثون في بريطانيا الإعلامية، والجمعية العلمية بجامعة مانشستر).
كما حصلت على رخصة مدرب معتمد، وعلى كورس في أمن المعلومات من جامعة أكسفورد، ودورة قيادة الوحدات الأكاديمية من جامعة برمنجهام.
 
رد الجميل للوطن
واعتبر أن الابتعاث فرصة سانحة للتغيير الإيجابي، مؤكدا أن أكبر إنجاز قد يحققه المبتعث هو أن يقدم نفسه كمشروع ويبني ذاته كشخصية ناجحة فاعلة تسهم في التنمية والعطاء ويرد الجميل للوطن المعطاء ولحكومتنا الداعمة التي لا تتوانى في بذل ما يحقق طموحاتنا ونجاحاتنا.
وقال «النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في الشهادة الدراسية بل في إضافة شهادات أخرى ومهارات متنوعة وخبرات تحدث التغيير الإيجابي وتقود عجلة العطاء».
وأضاف «تذكر دائما أن المبتعث سفير دون اختيار فلتكن صورة حسنة لوطن أسداك كل شيء».