عبد العزيز السعوي: الابتعاث فرصة لتعزيز المجالات الأكاديمية والثقافية
شوق يحيى
اعتبر المبتعث لدراسة الدكتوراه في تخصص فلسفة دراسات الترجمة بجامعة أبردين بأسكتلندا بالمملكة المتحدة، المحاضر في قسم اللغة الإنجليزية والترجمة بجامعة القصيم عبد العزيز محمد السعوي، أن الابتعاث ليس فقط إكمال مرحلة والحصول على شهادة؛ بل يعتبر أحد الفرص التي ينبغي على الإنسان استغلالها أكاديميا وفكريا وثقافيا.
وقال في حديث خاص مع «آفاق»، «يجب على المبتعث أن يندمج بمجتمع الابتعاث؛ ليمتلك تفكيرا فريدا يمكنه من أن ينظر للحياة وللأشخاص من زوايا مختلفة وليمتلك ثقافة تقبل آراء الآخرين واحترام وجهات النظر المختلفة».
مسيرة حافلة
وحول مسيرته الدراسية والمهنية بيّن أنها كانت مسيرة حافلة ولله الحمد، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل دعاء الوالدين، وبفضل الدعم الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، وإيمان حكومتنا الرشيدة بأن العقول البشرية لهذا الشعب العظيم هي مكامن قوة المملكة.
الطالب الوحيد
وكشف أنه خلال دراسته لمرحلة البكالوريوس في جامعة القصيم في قسم اللغة الإنجليزية في عام ٢٠٠٨، كان الطالب الوحيد في القسم الذي تم اختياره ضمن أحد برامج وزارة التعليم العالي آنذاك للدراسة في المملكة المتحدة خلال فصل الصيف، كما عمل معيدا في القسم ذاته بعد تخرجه في الحال، ومن ثم تم ابتعاثه للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الماجستير في تخصص دراسات الترجمة؛ ولكن بحكم عدم وجود هذا التخصص في ذلك الحين قرر الانتقال لدراسة الماجستير في المملكة المتحدة والتي أتمها في عام ٢٠١٥.
أعمال تطوعية
كما تطرق السعودي إلى الأعمال التطوعية، حيث بين أنه بدأ مرحلة الدكتوراه في جامعة أبردين في عام ٢٠١٦، والتي بدأ في حينها أيضًا بالانخراط في الأعمال التطوعية، وقال" كان أولها تقديمه لرؤية ٢٠٣٠ في «منتدى رؤية وطموح» باللغة الإنجليزية والذي كان يستهدف المجتمع الأكاديمي والطلابي في مدينة إدنبرة باسكتلندا، وذلك في عام ٢٠١٧.
وكشف أن هذه المشاركة فتحت له آفاقا واسعة للانخراط في أعمال تطوعية أخرى، منها الانضمام لأحد المجموعات التطوعية والتي أصبح لاحقا رئيسا تنفيذيا لهذه المجموعة، كما تم قبول ترشيحه للانضمام للجنة العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجمعية العلمية لأندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة والتي بعد حين أصبح نائبا لرئيس اللجنة ومن ثم عضواً في مجلس الإدارة.
عام العطاء
وأضاف أن عام 2017 كان عاما حافلا بالمشاركة في عدة فعاليات منها: العمل مع النادي السعودي في مدينة أبردين للدورة ٣٦ في تنظيم العديد من الأنشطة، كان أبرزها: تنظيم فعالية اليوم العالمي للغة العربية لاستهداف المجتمع الطلابي والأكاديمي؛ للتعريف باللغة العربية كونها أحد اللغات الرسمية والمعتمدة لدى الأمم المتحدة وإعداد دليل متكامل عن مدينة أبردين مع فريق عمل.
وأوضح أنه كان مقدم احتفالية اليوم الوطني السابع والثمانين في مدينة جلاسكو في احتفالية أندية اسكتلندا لليوم الوطني السابع والثمانين، والذي كان يستهدف المجتمع البريطاني والمجتمع الأجنبي.
تعليم العربية
وكشف في حديثه أن تعليم اللغة العربية كان مسؤولية يحملها على عاتقه كونها إحدى اللغات والمواد التي تدرس في جامعة أبردين، مشيرا إلى أنه قام بإنشاء برنامج تطوعي ولمدة ساعة أسبوعيا في المركز الدولي التابع للجامعة لمساعدة الطلاب الأجانب على تعلمها ومساعدتهم في تجاوز كل الصعوبات، واستمر هذا البرنامج لمدة سنتين، ما عدا الأوقات التي يكون فيها هذا المركز في إجازة.
رئيس النادي السعودي
وبين أنه في نهاية عام ٢٠١٧ تشرف بالعمل رئيسا للنادي السعودي في مدينة أبردين للدورة ٣٧ والذي يمتد لعام كامل من شهر نوفمبر ٢٠١٧ لغاية أكتوبر ٢٠١٨.
وأكد أن تولي مهام رئاسة النادي كان له أثر واضح ومتميز في صقل عدة مهارات يحتاجها القائد في أي مجال، وقال «خلال هذه الفترة والتي امتدت لعام تخللها العديد من الفعاليات والأنشطة كان من أبرزها تنظيم مبادرة بعنوان «رصد تطلعات الشارع البريطاني في مدينة أبردين حول زيارة سمو سيدي ولي العهد للمملكة المتحدة» في عام ٢٠١٨، والتي انطلقت بالتزامن مع زيارة ولي العهد، وهي المبادرة التي تم تكريمها في ملتقى التطوع في لندن تحت رعاية سعادة الملحق الثقافي الدكتور عبدالعزيز المقوشي».
ممثل الأندية الطلابية
وكشف أنه كان أحد رؤساء الأندية الطلابية في اسكتلندا لتنظيم فعالية اليوم الوطني 88 والتي تستهدف المجتمع البريطاني والأجنبي؛ لتعزيز الصورة الذهنية الصحيحة عن الوطن، وفي عام 2018 تم ترشيحه لشغل منصب ممثل الأندية الطلابية في مجلس إدارة الجمعية العلمية لأندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة، وفي العام ذاته تم تعيينه معيدا في قسم دراسات الترجمة في جامعة أبردين لتدريس طلاب الماجستير في هذا التخصص.
سفراء للوطن
واختتم حديثه قائلا: «لقد منّ الله علينا بنعم كثيرة منها نعمة الابتعاث التي تخصص حكومتنا الرشيدة لها مئات المليارات، لتعليم أبناء وبنات هذا البلد لإيمانها بأن التعليم هو أحد أهم قواعد البناء والنهضة والتطوير. ومن يعيش خارج أسوارهذا الوطن الغالي لا يمثل نفسه فقط؛ بل يمثل بلدا فيجب علينا أن نكون خير سفراء لأغلى وطن».