الموهوبة رهف عبد الرحمن:صورتي لشجرة الجاكرندا وصلت لملايين المشاهدات

تاريخ التعديل
سنة واحدة
الموهوبة رهف عبد الرحمن:صورتي لشجرة الجاكرندا وصلت لملايين المشاهدات

 

 

"المبدع هو من يستطيع أن يخرج صورة جميلة من أسوأ وأبسط الأماكن، عين المصور هي من تميز الجمال"، هذا ما قالته الطالبة  رهف عبد الرحمن أثناء الحوار الذي أجريناه معها في "آفاق"  لتحدثنا من خلاله عن موهبتها في التصوير. 

 بدايةً عرفينا عن نفسك؟

 رهف عبد الرحمن الشهراني، طالبة إعلام واتصال، مسار العلاقات العامة، عمري عشرون عامًا، شغوفة بمجال التصوير، ومتعاونة كمصورة مع العديد من الجهات

ما تخصصك وعلاقته بموهبتك، وهل اختيارك عن سابق رغبة؟ ولِم لَم تختاري مسار الإذاعة والتلفزيون؟ 

رغبتي الأولى كانت دراسة تخصص العمارة، لكنه لم يكن ضمن التخصصات المتاحة للطالبات في جامعة الملك خالد في ذلك الوقت، فاخترت تخصص الإعلام ،لأنه من أكثر التخصصات الجذابة، وشعرت أن لدي من المهارات ما يخدمني في هذا التخصص، لذلك استمتعت جدًا بدراسته. وبالرغم من أن مسار الإذاعة والتلفزيون فيه العديد من المواد المفيدة في مجال التصوير، لكن خشيت أن يحصرني في مجالات العمل. العلاقات العامة أوسع. و أستطيع في النهاية العمل بمهاراتي في مجال الإذاعة والتلفزيون، وبشهادتي وخبرتي في العلاقات العامة. 

 منذ متى بدأ شغف التصوير عندك؟ وكيف كانت لقطاتك الأولى؟ 

عندما كنت طفلة كانت تجذبني تطبيقات ومواقع الصور، وكنت أستمتع بمتابعة الفيديوهات على اليوتيوب وأحاول محاكاة أسلوبهم في التصوير، حتى أنني حاولت إقامة أستديو صغير في المنزل بأباجورات الغرفة، وبدأت بالتقاط صور وفيديوهات مختلفة، فبحكم السن، كانت بداياتي بسيطة جدًا ومتواضعة.

 

 بدأتِ لحظة اكتشافك للشغف، ولم تستسلمي لبساطة المعدات أو حتى لصغر السن، في حين أن الكثير من الشغوفين يؤجلون البدء في انتظار الفرصة المناسبة أو العمر المناسب، ما رأيك في هذا؟ 

بدأت التصوير بأبسط المعدات، والكثير من تغطياتي واللقطات المهمة كانت بواسطة جهاز الهاتف. التطوير في المعدات يأتي بعد التطوير في المهارات، فأكبر غلط يرتكبه المصور هو تأجيل البدء في انتظار المعدات المناسبة أو حتى الوقت المناسب، كل لحظة هي لحظة مناسبة للبدء. 

قمتِ بالتقاط صور بجودة احترافية وبأبسط المعدات، فهل ترين أن أفضل المخرجات تأتي من أفضل وأغلى المعدات؟ 

 لا يحتاج المصور دائمًا لمعدات غالية ، المصور المبدع هو من يستخدم أبسط المعدات ويصور في أبسط الأماكن ويخرجها بأفضل صورة. الكثير من المصورين الذي يدعون أنهم مبدعون، تجد أغلب لقطاتهم في بلدان أجنبية وأماكن فخمة جدًا، فيكون الجمال جمال المكان ليس جمال الصورة أو جهد المصور بالضرورة. المبدع هو من يستطيع أن يخرج صورة جميلة من أسوأ وأبسط الأماكن، عين المصور هي من تميز الجمال. 

متى شعرتِ إذن أنه الوقت المناسب لتطوير المعدات واقتناء الكاميرا وملحقاتها؟ 

بالتأكيد التصوير بالكاميرا سيمنحك ميزات ليست موجودة بكاميرا الجوال. طبيعة العمل حتمت عليَّ اقتناء الكاميرا، فلم أعد أصور فقط للتسلية، بل هناك أعمال تتطلب جودة احترافية، وبالتأكيد سيكون هناك أعمال ومشاريع ضخمة تنتظرني في المستقبل، فيجب أن أكون على أتم الاستعداد لها.

تصويرك لشجرة الجاكرندا سببت ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ما حكاية تلك الصورة؟ 

في الفترة التي بدأت المملكة العربية السعودية تولي اهتمامًا كبيرًا بالسياحة في عسير، كانت لي رغبة قوية جدا بدعمها بشتى الطرق، أخذت على عاتقي مهمة دعم هذه الحركة بالتصوير والتوثيق لكل الأماكن التي تستحق الزيارة في عسير. من بينها كانت صورة التقطها لشجرة الجاكرندا، وانتشرت انتشارا مذهلًا!، في البداية لم يعرف أحد أنني صاحبة الصورة، و ظلت تتداول في مختلف المنصات ومختلف الحسابات، والصحف العربية وحتى الأجنبية. فنشرت الصورة في حسابي على منصة "إكس  (تويتر سابقا) وذكرت أني صاحبة الصورة، ولله الحمد انتشرت التغريدة جدًا وعرف الناس أني صاحبة الصورة. حتى أن كثير من الشخصيات المهمة أعادوا نشرها في حساباتهم، مثل وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله آل سعود، وميّان بنت شهاب بن طارق آل سعيد زوجة ولي العهد العماني، وفايز المالكي عبر حسابه في تويتر.

كيف يستطيع المصور إثبات نفسه للناس والحصول على فرص عمل؟

كمصور يجب عليك الاستمرار بتطوير مهاراتك وتعلم أشياء جديدة، وعرض أعمالك على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ومحاولة التعاون مع مختلف الجهات، هذا بالتأكيد سيبرز اسمك كمصور، ويزيد من خبراتك. الحصول على فرصة العمل أمر متعب ومرهق جدًا، لم أستسلم لصعوبتها وآمنت أنه بإمكاني خلقها.  واستمريت بنشر أعمالي عبر حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، ولم أتردد في التعاون مع مختلف الجهات، فتعلمت أكثر وضاعفت رصيد خبراتي. اليوم أصبحت الجهات هي من تعرض على فرص العمل، ولست أنا من أبحث عنها، هذه ثمرة مجهودي ولولا توفيق الله لما تقدمنا، ومازلت أطمح للمزيد.

 

 كلمة أخيرة ؟

ابدأ مهما كانت إمكانياتك ولا تنتظر الوقت المناسب أو الفرصة المناسبة أو المعدات الاحترافية، في مثل هذه المجالات الواسعة التي فيها الكثير من الموهوبين والمبدعين، بالتأكيد أنك ستشعر بالإحباط مرات، وعدم الرضا عن النتائج، لكنه أمر طبيعي. وحاول ألا تُحبط أو تستسلم، ولا تضيع فرصة للعمل والتعلم، وبالتأكيد ستجد نتائج مرضية.

 

زينب أحمد