الجامعة تحتفي باليوم الدولي للحد من الكوارث وتعزز الوعي المؤسسي
شهد رئيس الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور سعد بن محمد بن دعجم، برنامجًا وجلسة حوارية تحت شعار "دور التعليم في حماية وتمكين الشباب من أجل مستقبل خال من الكوارث"، نظمتهما اليوم الجامعة ممثلة في إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال، بمناسبة اليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الذي يوافق 13 أكتوبر، بمركز المعارض والمؤتمرات بالمدينة الجامعية بالفرعاء؛ وذلك في إطار جهود الجامعة لتعزيز الوعي بالمخاطر والكوارث والبحث في سبل التعامل معها وتقليل تأثيراتها قبل وقوعها وأثناء حدوثها وبعدها.
وأوضح المشرف العام على إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال بالجامعة الدكتور صالح بن يحيى الغامدي، أن هذه الفعالية تمثل فرصة لنشر ثقافة الوعي بالمخاطر والكوارث وتعزيز جاهزية المجتمع الجامعي للتعامل مع الأزمات؛ وأبان أن إدارة المخاطر في الجامعة تسعى إلى ضمان استمرارية الأعمال دون انقطاع، وذلك من خلال تطوير خطط واستراتيجيات شاملة تضمن القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة ومواجهة التحديات الصحية والطبيعية التي تواجه المؤسسات الأكاديمية؛ وأضاف أن العمل الجماعي والتنسيق بين جميع جهات الجامعة هو المفتاح لتحقيق هذه الأهداف، وأن الإدارة تعمل على تقديم برامج تدريبية وورش عمل لرفع مستوى الوعي وتعزيز المهارات اللازمة للتعامل مع المخاطر بفعالية وكفاءة.
كما عقدت جلسة حوارية بعنوان "معًا نحو جامعة أكثر أمانًا" أدارها الدكتور صالح بن يحيى الغامدي، وشارك فيها كل من عميد عمادة الخدمات الإلكترونية بالجامعة الدكتور حامد صالح القحطاني، ووكيل كلية الهندسة للبحث والدراسات العليا بالجامعة الدكتور سعد فهد آل جبار، والمهندسة عذى القرني من إدارة الأمن السيبراني بالجامعة؛ حيث تناولت الجلسة التحديات التي تواجه الجامعات في ظل الأزمات، وسبل تعزيز استمرارية التعليم والبحث العلمي من خلال التخطيط المسبق والتعاون المشترك.
وشهدت الجلسة الحوارية مناقشة أربعة محاور رئيسة تتعلق بإدارة المخاطر في الجامعات، حيث استهل النقاش بالمحور الأول الذي تناول مفهوم المخاطر وكيفية التعامل معها في المؤسسات التعليمية؛ وأوضح الدكتور سعد جبار أن المخاطر قد تكون مالية أو أكاديمية أو تقنية أو بيئية، وكل منها قد يؤثر على تحقيق أهداف الجامعة الأكاديمية والإدارية، مشددًا على أهمية تحديد هذه المخاطر وتقييمها لوضع استراتيجيات فعالة للتعامل معها؛ من جانبه، استعرض الدكتور حامد القحطاني تجربة الجامعة خلال جائحة كورونا، حيث ساهمت البنية التحتية القوية في التحول السريع للتعليم الإلكتروني، مشيرًا إلى أن التقنية تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز استمرارية التعليم والحد من المخاطر؛ أما المهندسة عذى القرني فقد تطرقت إلى المخاطر السيبرانية التي تهدد الجامعات، مؤكدة على أهمية التعليم والتدريب المستمر لزيادة وعي العاملين والطلاب بأساسيات الأمن السيبراني.
وانتقل الحوار بعد ذلك إلى المحور الثاني الذي تناول الدور الوطني في تعزيز إدارة المخاطر، حيث تحدث الدكتور حامد القحطاني عن دور التحولات الرقمية الكبيرة في السعودية ضمن إطار رؤية 2030، وأهمية المؤشرات الوطنية، مثل "صمود" و"نضيء"، في تعزيز استمرارية الأعمال وضمان الأمان في مؤسسات التعليم العالي؛ من جانبها، أشارت المهندسة عذى إلى أن الأمن السيبراني يعد جزءًا أساسيًّا من الاستراتيجية الوطنية لحماية الأصول الرقمية في الجامعات، مؤكدة أن الجامعة تعتمد على فرق متخصصة لمراقبة التهديدات وتأمين الأنظمة؛ وأضاف الدكتور سعد جبار أن جامعة الملك خالد تعمل على تطوير سياسات فعّالة لتحسين البنية التحتية وتعزيز المرونة المؤسسية لمواجهة المخاطر البيئية وضمان استمرارية العمل.
كما ناقشت الجلسة في المحور الثالث أبرز التحديات والمعوقات الراهنة التي تواجه إدارة المخاطر في الجامعات، حيث استعرضت المهندسة عذى أبرز التحديات السيبرانية، مثل الهجمات الإلكترونية ونقص الوعي الأمني، بالإضافة إلى التكنولوجيا القديمة، مقترحة حلولًا لتطوير قدرات الدفاع السيبراني وتنظيم ورش عمل تدريبية لتعزيز مستوى الوعي؛ وأكد الدكتور سعد جبار أن من بين التحديات أيضًا نقص الوعي الثقافي بأهمية إدارة المخاطر والموارد المحدودة، مشيرًا إلى أن التنسيق بين الإدارات يعد أحد العوامل الأساسية لضمان استجابة فعالة للأزمات.
وختمت الجلسة بمحور رابع تناول أهمية بناء ثقافة المخاطر المؤسسية، حيث أكد الدكتور سعد جبار أن بناء هذه الثقافة يتطلب تعاونًا من الجميع، بدءًا من القيادة العليا وصولًا إلى جميع العاملين والطلاب، وأوضح أن تدريب الموظفين والطلاب بشكل دوري على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ يساهم في تعزيز استجابة الجامعة للأزمات؛ من جهته، أشار الدكتور حامد القحطاني إلى أن التقنية يمكن أن تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز ثقافة إدارة المخاطر من خلال تطوير منصات إلكترونية وحملات توعية مستمرة، مما يسهم في بناء بيئة تعليمية آمنة ومستدامة.
وفي ختام الجلسة، كرّم رئيس الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور سعد بن محمد بن دعجم، المتحدثين تقديرًا لمساهمتهم في تعزيز الوعي بأهمية إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال؛ ودعا ابن دعجم الجميع إلى المساهمة الفعّالة في هذا الجهد الجماعي، مؤكدًا أن العمل المشترك هو السبيل لبناء بيئة تعليمية آمنة ومستدامة.
منصور كويع