مبادرة أبها عن الإعلام والأزمات المنبثقة عن المؤتمر الدولي:

تاريخ التعديل
5 سنوات 4 أشهر
Afaq logo

بسم الله الرحمن الرحيم

مبادرة أبها عن الإعلام والأزمات المنبثقة عن المؤتمر الدولي:
الإعلام والأزمات.. الأبعاد والاستراتيجيات

13-14 رجب 1440 الموافق 20-21 مارس 2019

قسم الإعلام والاتصال، كلية العلوم الإنسانية، جامعة الملك خالد، أبها، المملكة العربية السعودية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
بعون الله وتوفيقه اختتم «المؤتمر الدولي الثالث: الإعلام والأزمات- الأبعاد والاستراتيجيات» الذي نظمه قسم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد بفندق قصر أبها بمدينة أبها المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 13-14 رجب 1440، الموافق 20-21 مارس ٢٠١9، برعاية وحضور ومشاركة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أمير منطقة عسير. وقد شارك في المؤتمر نخبة من العلماء والمختصين من داخل المملكة وخارجها.
 وفي الحفل الافتتاحي تحدث معالي مدير الجامعة المشرف العام على المؤتمر الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، فحيا المؤتمرين بتأكيده على أهمية المؤتمر وأهمية الإعلام في  عالمنا المعاصر بحكم أنه يتقاطع مع مختلف أوجه الحياة وأصعدة الشأن العام في كل الدول والمجتمعات.
وأكد أن تعقيدات الحياة في المجتمعات صنعت أزمات على مستوى مؤسسات وشركات ودول، ولا بد أن يتم تحليلها ومواجهتها بكل الطرق بما فيها وسائل الإعلام. وأشار إلى أن إعلام الأزمات لم يعد مجرد ممارسات إعلامية، بل أصبح تخصصاً علمياً تشارك فيه أقسام علمية عديدة بالجامعات، وتتسابق في دراسة ظاهرة الاتصال وعلاقته بالأزمات.
وبعد ذلك تحدث الأستاذ الدكتور علي بن شويل القرني، المستشار رئيس قسم الإعلام والاتصال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، فأكد أن الأزمات أصبحت من مكونات الإعلام الأساسية، وأنها تتداخل فيها أطراف عديدة، وتتشابك فيها مصالح مختلفة. ويبقى الإعلام هو الساحة الكبرى للأزمات، وهو الميدان الذي تتصارع فيه الأطراف، ولهذا أصبح هو الأدوات والقنوات والمحتوى والشكل الذي تظهر من خلاله الأزمة.
وأشار رئيس اللجنة العلمية إلى أنه وصل اللجنة أكثر من أربعمائة ملخص لطلب المشاركة في المؤتمر من داخل المملكة وخارجها؛ وبعد عمليات تدقيق وفحص للملخصات، واختيار خبراء ومسؤولين، وصلت اللجنة إلى اختيار أكثر من خمسين مشاركا ومشاركة من حوالي خمسة عشر جنسية.
وقد أقترح المشاركون أن تأتي توصيات هذا المؤتمر على شكل مبادرة يقدمونها باسم المؤتمر لتكون أكثر فاعلية وتحمل روح المرحلة، ويكون مسماها باسم مدينة أبها، مقر انعقاد هذا المؤتمر، وتشتمل هذه المبادرة على ما يلي:

أولا: وصف المبادرة
نظرا لتنامي الاهتمام بموضوع الأزمات في وسائل الإعلام، ولحاجة المؤسسات وأجهزة العلاقات العامة للتعامل مع الأزمات دون أن يعرض سمعتها للتشويش والمخاطرة، ودون أن يؤثر على الصور الذهنية للمؤسسة سواء أكانت شركة أو إدارة حكومية أو دولة أو ثقافة أو مجتمع؛ ومن هنا رأى المؤتمر أن تصدر عنه مبادرة شاملة عن الإعلام والأزمات.

ثانيا: مبادئ عامة
• الأزمات هي جزء لا يتجزأ من الشأن العام، وهي في أغلب الأحوال أمر طبيعي قد تمر به المؤسسات نظرا لارتباط أنشتطها بجمهور داخلي وخارجي، ولأرتباطهم بأطراف خارجية مختلفة.
• تضع المؤسسات ضمن خططها الاتصالية إدارة الأزمة بالإعلام، لأهميته وتأثيراته البالغة.
• الكادر البشري جزء رئيسي في ادارة الأزمة و التعامل معها بطريقة إحترافية، الأمر الذي يتوجب اعداده و تكوينه التكوين الجيد.
• استشراف الأزمات والتنبؤ بها يسهل على المؤسسات وضع استراتيجيات واضحة لإدارتها، ثم تطويرها بعد ذلك وفق تطور وقائعها.
• جمع وتحليل البيانات وإنشاء قواعد معلومات محلية ووطنية يساعد في وضع نظام إنذار مبكر للأزمات، مما يمكن من وضع خطط وإجراءات عملية للتحكم فيها ومواجهة آثارها ونتائجها. 
• الاستفادة من دراسة وتحليل التجارب الدولية مما يسهل اتخاذ القرارات المناسبة في أوقات الأزمات.

ثالثا: تأسيس مركز وطني عن الإعلام والأزمات
تقترح المبادرة تأسيس مركز مختص بالأزمات والإعلام، تحت مسمي  «المركز الوطني للإعلام والأزمات» ويضطلع بالمهام التالية:
• رصد وتوثيق تعامل كافة المؤسسات مع الأزمات، بهدف توظيفها مستقبلا للاستفادة منها في الوقاية والتنبؤ بالأزمات المحتملة في كل المجالات.
• تقديم الاستشارات وتطوير المـوارد البشريــة الوطنية في مجال مواجهة الأزمات.
• تنظيم دورات وورش عمل للمسؤولين في الجهات الحكومية والخاصة وصانعي القرار بهدف تدريبهم على كيفية التعامل الصحيحة مع الأزمات.
• اعداد دراسات وطنية عن طبيعة الأزمات وأنواعها وسبل إدارتها والوقاية منها.
• اعداد دراسات دولية عن أساليب مواجهة الدول للأزمات، عبر استعراض وتحليل تجاربها المختلفة في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية وغيرها.
• عقد مؤتمرات سنوية على مستوى الوطن بهدف التوعية بثقافة الأزمات.

آلية التنفيذ
نظرا لأهمية وجود مركز وطني عن الإعلام والأزمات، فيمكن أن يتأسس هذا المركز تحت مظلة حكومية وبدعم سخي من الدولة، حتى يمكن أن يقوم هذا المركز برصد كافة المواقف والحالات المأزومة في الشأن السعودي وخاصة ذات العلاقة بالقضايا والموضوعات الوطنية، من خلال قراءة وتحليل وسائل الإعلام التقلدية والجديدة، والتعاطي معها بطريقة علمية والتنبوء بتداعياتها على مختلف الجهات ذات العلاقة، ويكون هذا المركز «بيت خبرة» Think Tank متخصص في كيفية تعاطي وسائل الإعلام مع الأزمات، واقتراح تصورات وحلول لكيفية إدارة تلك الأزمات من الناحية الإعلامية.

رابعا: الموسوعة الإرشادية للتعامل مع الأزمات
إطلاق مشروع علمي عبارة عن موسوعة ارشادية عن كيفية تعامل المؤسسات مع مختلف أنواع الأزمات، مشتملة على دراسات محلية ودولية، ونتائج مجموعات مركزة من أهل الخبرة والتخصص والمسئولية، ودراسات تحليل مضمون لوسائل الإعلام التقليدي والجديد، ودراسات حالة في مجالات متعددة، ودراسات تحليلية مفصلة؛ ويعمل المشروع على إنجاز أدلة عملية للمؤسسات تشتمل على الاجراءات والأساليب التي ينبغي اتباعها لمواجهة الأزمات وأيضا الخطط والآليات التنفيذية لصناعة القرار أثناء حدوثها.

آلية التنفيذ
اسناد هذا المشروع العلمي لجهة أكاديمية كبرى كجامعة الملك خالد ممثلة بقسم الإعلام والإتصال بكلية العلوم الإنسانية، باعتبارها حاضنة للمؤتمر الدولي الثالث عن الإعلام والأزمات، وقبله مؤتمران دوليان عن «الإعلام والإشاعة» و «الإعلام والإرهاب»، ولديها خبرات علمية واستشارية في مثل هذه الموضوعات، ويمكن تمويل هذا المشروع من جهة حكومية، أو من خلال وزارة التعليم عبر مشروعات مبادرات التعليم التي تدعمها الوزارة في الجامعات.

تم بحمد الله.

أبها، المللكة العربية السعودية
14/7/1440 الموافق 21/3/2019