ملتقى الأمن الفكري الأول «المواطنة الرقمية» يختتم فعالياته

تاريخ التعديل
5 سنوات 6 أشهر
ملتقى الأمن الفكري الأول «المواطنة الرقمية» يختتم فعالياته

ساره القحطاني

اختتمت يوم الثلاثاء الماضي فعاليات ملتقى الأمن الفكري الأول «المواطنة الرقمية» الذي نظمته الجامعة ممثلة بوحدة التوعية الفكرية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود.
وخلص المشاركون في الملتقى في ختام أعماله إلى عدد من التوصيات أهمها: ضرورة توعية الأسرة لأفرادها فيما يتعلق بالتعامل الأمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي تحقيقا لمبادئ المواطنة الرقمية، وضرورة تفعيل دور المؤسسات التعليمية في توعية الشباب والشابات حيال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال لغة وأسلوب يناسبان احتياجاتهم وتطلعاتهم.
وكان الملتقى شهد في يومه الأول جلستين علميتين شارك فيهما عدد من طلاب وطالبات جامعة الملك خالد والجامعات الأخرى، بـعشر أوراق علمية.
وشهدت الجلسة العلمية الأولى خمسة مشاركين كان في مقدمتهم الطالب محمد فهد العقيل من جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز بالخرج، حيث قدم بحثا تناول فيه التعريف بمواقع التواصل الاجتماعي، وإيجابياتها وسلبياتها، وأثر استخدامها في تشكيل النسق القيمي والأخلاقي للشباب السعودي.
تلته الطالبة بسمة عطا الله القرشي من جامعة الطائف وتطرقت خلال ورقتها إلى واقع وسائل التواصل الاجتماعي وذلك باعتبار أن العالم يعيش حاليا أكبر فترة تحول زمنية في القرن الـ 21، إثر الثورة المعلوماتية الضخمة التي ساعد في نموها تطور وسائل الاتصالات الحديثة بمختلف صناعاتها، وتحدثت عن مفهوم وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها السلبي، بالرغم من وجود الإيجابيات الكثيرة التي تعود بالنفع على المجتمع السعودي.
وقدم الطالب سلمان بن أحمد العيد من جامعة الملك فيصل ورقة حول مفهوم الإعلام الجديد، ومكانته، موضحا مفهوم الإعلام الجديد ومكانته وخصائصه ودوره في تعزيز الانتماء للوطن، مشيرا إلى خطورة الإعلام الجديد على الأمن الفكري من خلال عدم خضوع الإعلام الجديد إلى جهة رسمية تتحمل مسؤولية التحرير والنشر، وسهولة بثّ بعض الإشاعات المغرضة التي لا حقيقة لها من أجل تحقيق أهداف وأغراض، ومتابعة مختلف الفئات العمرية، وسهولة الاختراق من قبل جهات خارجية.
وطالب بضرورة تشديد الرقابة على ما ينشر في وسائل الإعلام الجديدة بصورة جدية، وإسناد فرق متخصصة لديها خبرة في التعامل مع الإعلام الجديد لعملية المراقبة.
وتناولت الطالبة رغد الجريد من جامعة الأميرة نورة في ورقة علمية شاركت بها، دور التصميم الجرافيكي في تعزيز الانتماء الوطني، ويهدف البحث إلى توضيح أهمية رفع وتنمية الحس الوطني للمواطنين من خلال التعريف بما تتميز به المملكة وذلك بتطبيق استبيان إلكتروني على عينة من أفراد المجتمع السعودي من عمر ١٥-٢٥ سنة.
وأسفر البحث عن عدة نتائج أهمها أن من أسباب رفع حس المواطنة المسؤولة المحافظة على الممتلكات والافتخار باللغة العربية والثقافة المحلية بصفتها شاهدا على الإرث الوطني العظيم.
تلا ذلك الجلسة العلمية الثانية تحت عنوان دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الأمن الفكري، شارك فيها الطالبان سلمان المالكي وعبدالرحمن الراشدي من جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز والطالب مشاري الصامل من جامعة حائل، و الطالب عادل البلوي من جامعة تبوك. 
كما شاركت الطالبة رفعة الشهراني من جامعة الملك خالد ببحث هدف إلى التعرف على واقع الانعكاسات التربوية لشبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز قيمة المواطنة الرقمية، وتطرق لمفهوم الأمن الفكري، وأهميته للمجتمع، ووسائل تعزيز وتحقيق الأمن الفكري في المجتمع.
وفي اليوم الأخير اختتمت جلسات الملتقى  بجلستين علميتين شارك فيهما عدد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب وطالبات جامعة الملك خالد والجامعات الأخرى، بسبع أوراق علمية.
وأدارت الجلسة الأولى د. دولة عسيري من جامعة الملك خالد وشاركت فيها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد أ. د. لبنى العجمي بورقة حول دور المؤسسات التعليمية في تعزيز المواطنة الرقمية أكدت خلالها أن المواطنة الرقمية تعد من المفاهيم الحديثة في الأدبيات التربوية بشكل عام والأدب المتعلق بتربية المواطنة والدراسات الاجتماعية بشكل خاص، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي له آثار إيجابية وسلبية لدى فئات المجتمع عامة وطلبة المؤسسات التعليمية؛ وهذا يتطلب وجود مفهوم المواطنة الرقمية وتوضيح علاقته القوية بمنظومة التعليم.
واستعرضت العجمي في ورقتها الأدوار التي تجعل المتعلمين في المؤسسات التعليمية يتسمون بالمواطنة الرقمية وتطرق مشرف مركز التوجيه والإرشاد بجامعة الملك خالد د. خضران السهيمي في ورقته إلى خطر الألعاب الإلكترونية ودور المؤسسات التعليمية في تعزيز المواطنة الرقمية من خلالها، واستعرض أهم الدراسات حول الألعاب والتطبيقات الإلكترونية، ومدى تأثيرها على السلوك، وتطرق لخطوات العلاج التي يمكن أن تتبناها المؤسسات الدعوية والاجتماعية ووزارة الصحة والجهات الأمنية.
وناقشت الطالبة خلود آل عامر من جامعة الملك خالد في الجلسة الثانية التي أدارها الطالب عبدالرحمن الرشيدي من جامعة الملك فيصل، بحثا حول «دور وسائل التواصل الاجتماعي في تهديد الأمن الفكري وكيفية توعية الشباب بالأخطار الفكرية»، في ما ناقش عبدالرحمن حدادي من جامعة تبوك في ورقته مفهوم الأمن وتعريف الأمن الفكري وأهميته للمجتمع، ووسائل تعزيز وتحقيق الأمن الفكري في المجتمع ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تهديد الأمن الفكري، وأساليب تعزيز الأمن الفكري في المجتمع. 
وقدم الطالب بو فجلة بن عباس من الجامعة الإسلامية ورقة علمية حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تهديد الأمن الفكري.
وتحدث الطالب عبدالعزيز العيد من جامعة الأمير سطام في ورقته عن أثر مواقع التواصل الاجتماعي على تهديد الأمن الفكري للشباب من خلال المغالطات الفكرية، كما شارك الطالب عاطف الرشيدي من جامعة حائل بورقة عمل أخرى في هذا السياق.
كما أقيم ضمن الملتقى دورة تدريبية حول «دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الوحدة الوطنية» قدمها المستشار بالقضايا الوطنية والأمن الفكري د. عبد العزيز بن عبدالرحمن الهليل، استهدفت رؤساء الأندية الطلابية ومشرفي الوفود المشاركة بالملتقى.
وتطرق الهليل خلالها للتعريف بالأمن الفكري وعلاقته بالوحدة الوطنية وأهميته وكيف يمكن إشاعة هذا المفهوم وتعزيزه ضمن المسؤولية الاجتماعية، ومن ذلك تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية تجاه ذلك بحكم مسؤولياتها تجاه أفراد المجتمع، وما تسهم به من تدعيم للأمن الاجتماعي.
وتحدث عن التطرف والعنف كظاهرة وعوامل لها دور في صناعة العنف والتطرف، ومؤشرات الانحراف الفكري وسبل المعالجة الفكرية لظواهر العنف والتطرف.
يذكر أن المشاركين خلصوا في ختام الجلسات إلى عدد من التوصيات أهمها: ضرورة توعية الأسرة لأفرادها فيما يتعلق بالتعامل الأمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي تحقيقا لمبادئ المواطنة الرقمية، وضرورة تفعيل دور المؤسسات التعليمية في توعية الشباب والشابات حيال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال لغة وأسلوب يناسبان احتياجاتهم وتطلعاتهم، بالإضافة إلى الاهتمام بدور المرأة السعودية في صناعة الوعي الرقمي والتأكيد على دعمها تماشيا مع متطلبات رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ فيما يتعلق بتمكين المرأة السعودية.
كما أوصى المشاركون بتفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو والتحزب والتحذير من الفكر المنحرف، وتضمين المناهج التعليمية بالتعليم العام والجامعي بكل ما من شأنه تعزيز الوعي والأمن الإلكتروني وآليات التعامل الأمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والحرص على استثمار الكوادر الوطنية من الشباب والشابات في صناعة الوعي الفكري للجيل القادم، وضرورة التواصل الدائم مع هيئة الاتصالات فيما من شأنه حجب المعرفات الشاذة والتي تدعو إلى تقويض القيم والفكر، والاهتمام بإطلاق مبادرة تتبناها جامعة الملك خالد ممثلة في وحدة التوعية الفكرية لحماية الطلاب من أخطار الانحرافات الفكرية التي تسببها وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية وذلك من خلال إعداد فريق عمل مشكل من عدة جهات تتبنى فكرة التوعية بأضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين، وإعداد حقائب تدريبية جاهزة وإعداد فريق العمل الجاهز لتنفيذ البرنامج بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، كما أوصى المشاركون بعقد ملتقى الأمن الفكري الثاني «آثار المواطنة الرقمية وصورها» في إحدى الجامعات السعودية خلال العام الجامعي القادم.
وقد تقدم المشاركون بخالص الشكر وأبلغه لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على دعمهما للمؤسسات التعليمية ورعاية ومتابعة برامجها لتساهم في صناعة التنمية والبناء للوطن الغالي، كما رفع المشاركون شكرهم لمعالي وزير التعليم ومعالي نائبه على تفضلهما بالموافقة على إقامة الملتقى نظرًا لأهميته العلمية والعملية، كما تقدموا بشكرهم لمعالي مدير جامعة الملك خالد على دعمه ورعايته ومتابعته الحثيثة لإنجاح فعاليات الملتقى.