ندوة علمية عن الجراثيم الجلدية والأدوية المضادة بكلية الطب

تاريخ التعديل
5 سنوات 9 أشهر
Afaq logo

استضافت كلية الطب بجامعة الملك خالد ممثلة في قسم الكائنات الدقيقة مؤخرا، الخبير العالمي والمتخصص في مجال دراسات وأبحاث الليشمانيا، الدكتور ألفارو أكوستا سيرانو، والذي يعمل أستاذا وباحثا في كلية الطب ومركز الأمراض المدارية الوبائية جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، وذلك ضمن ندوات كلية الطب العلمية. 
وكان عنوان الندوة «هل تعدل الجراثيم الجلدية استجابة علاج الأدوية المضادة للجراثيم؟» وشهدت الندوة حضورا مميزا، وافتتح اللقاء الدكتور أحمد الحكمي رئيس قسم الكائنات الدقيقة بكلية الطب بنبذة عن المتحدث، حيث ذكر أن الدكتور أكوستا سيرانو حاصل على درجة الدكتوراه في علم الطفيليات الجزيئية في عام 1996 من الجامعة الاتحادية في ساو باولو، البرازيل، وعمل كباحث فترة ما بعد الدكتوراه في كلية الطب بجامعة جونزهوبكنز، وأصبح بعد ذلك زميلا لـمعهد Wellcome Trust في جامعة دندي ومركز ويلكوم للطفيليات الجزيئية، غلاسكو، المملكة المتحدة.
التحق الدكتور أكوستا سيرانو بمركز ليفربول للطب المداري بجامعة ليفربول في عام 2008 ، ويعمل حاليا أستاذ في قسم علم الطفيليات.
تتركز الأبحاث الرئيسية للدكتور أكوستا سيرانو على فهم كيفية قدرة طفيليات الطفيليات على استعمار (ناقلات الحشرات)، بالإضافة إلى ذلك، وبالتعاون مع وزارة الصحة السعودية وزملاءهم من جامعة الملك خالد، يقوم بإدارة برنامج التحكم والوقاية من داء الليشمانيات الجلدي في المملكة. كما يشغل حاليا منصب نائب رئيس تحرير بالمكتبة العامة للعلوم Public Library of Science وهي دار نشر للكتب العلمية، لأمراض المناطق المدارية المهملة، وهو عضو في هيئة التحرير في علم الطفيليات الجزيئية والكيميائية الحيوية، وعضو المجلس في الجمعية البريطانية لعلم الطفيليات.
بدأ المتحدث حديثة بنبذة عن مرض الليشمانيا وأنواعه وخطورة تواجده وانتشاره، حيث يوجد حاليا ما بين أربعة واثني عشرة مليون شخصا مصابا بالداء حول العالم في ثمانية وتسعين بلدا. كما يوجد العديد من عوامل الخطورة حول العالم التي تزيد من فرص انتشار المرض بين البشر، وتشمل الفقر وسوء التغذية وإزالة الغابات والتمدن.
وكل عام يتم تسجيل مليوني إصابة جديدة  بالمرض مع معدل وفيات يتراوح بين 20 و30 ألفا سنويا. ويقطن حوالي 200 مليون شخص حول العالم المناطق الموبوءة بالمرض في كل من آسيا وإفريقيا وجنوب ووسط أمريكا وجنوب أوروبا. ويتواجد داء الليشمانيا في منطقة عسير ضمن المناطق الموبوءة في المملكة، كما يتواجد في عدة مناطق أخرى منها القصيم والمدينة المنورة والأحساء. 
وذكر المتحدث أنه عندما تتغذى ذبابة الرمل، الناقلة  لداء الليشمانيات الحشوي أو الجلدي في المملكة وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، على البشر، فقد ينقل طفيليات الليشمانيا إلى موقع العض. إذا نجحت الطفيليات، بعد 2-3 أشهر، في إحداث عدوى تؤدي إلى تقرحات مفتوحة يصعب علاجها بالأدوية الحالية، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور ندوب في الأشخاص المصابين.
في ندوته، قدم الدكتور أكوستا سيرانو أدلة على أنه عندما تصاب قرحة الليشمانيا بمزيد من العدوى؛ إما ببكتيريا أو فطريات انتهازية، يتم تعديل استجابة العلاج للأدوية المضادة للجراثيم. من خلال إجراء تحليل ميتاجينوميكس، تمكن الدكتور أكوستا سيرانو وفريقه، بما في ذلك الدكتور ياسر الراعي المحاضر بجامعة الملك خالد، والمبتعث حاليا للدكتوراه تحت إشراف الدكتور أكوستا سيرانو، من التعرف على مجموعات البكتيريا الموجودة في أنواع مختلفة من قرحة الليشمانيا. قد يؤدي عمل فريقه إلى التعرف على علاجات جديدة مضادة لليشمانية مبنية على نوع العدوى الثانوية التي تطورت في الأفراد المصابين.
وافتتح بعدها النقاش، حيث تركزت الأسئلة على فاعلية الأدوية الحالية والحاجة للنظر في العوامل التي تؤثر على قدرة العلاجات مثل البكتيريا الجلدية التي تحدث عنها الدكتور الفارو، وعن التغيرات المناعية المحتملة للموضوع؛ ثم تم تسليم الدكتور درعا تذكاريا من كلية الطب، وتم الاتفاق على عمل تعاون مستمر مع الدكتور ضمن التوجه للتعاون مع الفرق العلمية من جامعات عالمية لخدمة المنطقة والوطن؛ ولتكون جامعة الملك خالد مساهمة في رفع الوعي وتفعيل دور الأبحاث خاصة في مجال الأمراض المستوطنة. وفي نهاية الندوة تسلم الدكتور من عميد كلية الطب البروفيسور سليمان الحميد درعاً تذكاريا وتعبيرا عن الشكر لجهوده المقدمة.
‪++++‬