الأستاذ سعيد الشهري:الشاعر الذي يتعمق في قضايا النقد وإشكالاته  يعاني من سطوة المعيار الذاتي

تاريخ التعديل
سنتان 5 أشهر
الأستاذ سعيد الشهري

بين المحاضر بكلية العلوم الإنسانية والمتخصص في النقد الأدبي الأستاذ  سعيد الشهري إنه حاول  في حالة  التعليم عن بعد  تعويض غياب الاتصال المباشر مع الطالب ؛ عن طريق الإثارة والتساؤل والنقاش والحوار، كما حاولت استثمارها لإخراج إبداعات الطلاب ، التي غالبًا ما تختفي في القاعات بسبب شعورهم بالمراقبة ،  ورهبة التعبير عن الآراء أمام الآخرين.

جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معه ( آفاق ).

من هو الأستاذ سعيد الشهري ؟

محاضر بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد، كما أنني أحضر درجة الدكتوراة  بجامعة الملك سعود هذه الأيام ،فأقوم بتدريس النقد والأدب.

لماذا اخترت مسار النقد ؟

 يعد النقد من وجهة نظري مجالًا يساعد على إذكاء المهارات العقلية الأساسية،  التي يحتاجها الإنسان بدرجة معينة،  والأكاديمي بدرجة أعلى؛ ولكونه حقلًا مرتبطًا بالأدب - الذي يقوم على الغموض ، وخلق المفارقات،  وانتهاك اللغة بشكل منظم ، وفق تعبير الشكلاني الروسي إيخنباوم -  ، فإنه يحتاج إلى أدوات وظيفية دقيقة ، قادرة على نبش النصوص الأدبية ، وبعثرة طبقاتها، وكل ذلك يجب أن يصدر عن الحاسة النقدية ، التي يجدر بالناقد امتلاكها،  ثم تطويرها؛  لكل ذلك وجدت حماستي تدفعني باتجاه هذا التخصص ، باعتباره مهارة تزداد الحاجة إليها كل يوم؛  نظرًا لطبيعة العالم الحديث ، وتطور مجال النقد ، الذي بات متجاوزًا الأدب ،  إلى مساءلة الثقافة بشكل أوسع.

هل تملك موهبة مثل كتابة الشعر أو غيرها من المواهب؟

نعم، ولكن تخصصي بدأ يكبح جماحها، فالشاعر الذي يتعمق في قضايا النقد وإشكالاته؛ يعاني من سطوة المعيار الذاتي الذي يعمل مثل فلاتر تصفية المياه،  التي كلما زادت قل تدفق الماء من خلالها.

 كيف ترى مستوى طلابك في مجال  النقد ؟

متفاوتون؛ مع وجود قدرات عقلية هائلة لدى الكثير منهم، ولكنها تحتاج إلى جلاء وإعادة تأهيل ثم صقل، لأنهم وقعوا ضحية الحشو المعلوماتي،  والإخضاع المعرفي،  وهما ممارستان كفيلتان بوأد الحس النقدي في مهده.

هل سبق وأن درست مقرر آخر  يختلف عن مقررات النقد ؟

نعم مقررات كثيرة منها النحو والأدب وجميعها كانت تجارب جيدة، مع وجود ملاحظات على المناهج التي يمكن العمل على تطويرها،  وهذا ما تعمل الكلية بشكل مستمر  من أجل تحقيقه.

ماهي العلاقة بين الأدب والنقد؟

هذا سؤال عميق وواسع جدًا، ولكن بشكل عام التوتر بينهما قائم؛  فيريد كل منهما فرض واقعه على الآخر، ولكن النظريات الجديدة ؛ لاسيما نظرية التلقي،  تحاول نزع فتيل التوتر بينهما ، باعتبار النقد شكلًا من أشكال الاحتفاء المثمر بالأدب،  يغنيه من خلال أفاق الأعمال الأدبية ، وإبقائها فضاء للقراءات الجمالية المتعددة.

كيف تعاملت مع التعليم عن بعد ؟  وهل واجهت مشاكل في التدريس أثناء ازمة كورونا؟

حاولت تعويض غياب الاتصال المباشر مع الطالب؛ عن طريق الإثارة والتساؤل والنقاش والحوار، كما حاولت استثمارها لإخراج إبداعات الطلاب، التي غالبًا ما تختفي في القاعات بسبب شعورهم بالمراقبة ورهبة التعبير عن الآراء أمام الآخرين.

ماهو هدفك الذي تسعى اليه من خلال عملك بالتدريس؟

خلق عقول مستقلة ؛ تقوم على مهارات ناقدة،  وحس تحليلي ، لا مجرد قوالب تخزن المعلومات وتخرجها لاحقًا ؛ ربما مشوهة في بعض الأوقات.

 ماهي الصفة التي تفضل أن تجدها في الطلاب؟

الاستقلال العقلي؛ الذي تنضوي تحته مهارات معرفية أساسية جميعها ضرورية للتطور والنمو المعرفيين.

كلمة أخيرة؟

أشكرهم على تميزهم الرائع ، واستضافتهم اللطيفة، وأرجو لهم التوفيق.

 

ناصر ال عشبه