الأستاذ الدكتور مريع آل هباش: الحوكمة تحمي الاقتصاديات من آثار الاحتيال والجشع والفساد

تاريخ التعديل
سنتان 8 أشهر
الدكتور مريع هباش

 

"تجربة حوكمة الشركات تعتبر حديثة في السوق السعودية وما زال مفهوم الحوكمة غير واضح عند الكثير من الشركات والمنظمات بشكل عام" هذا ما كشفه لنا مدير مركز حوكمة الشركات بالجامعة أستاذ المحاسبة المالية بكلية الأعمال الأستاذ الدكتور مريع سعد الهباش من خلال الحوار الذي أجريناه معه في "آفاق". 

ما الذي تتطلعون لتحقيقه من خلال مركز حوكمة الشركات بالجامعة؟ 

نتطلع لأن يكون المركز بيت الخبرة الأول في المملكة في تقديم الاستشارات والتدريب والتقارير في المواضيع ذات العلاقة بالحوكمة ولا شك ان تحقيق هذه الرؤية يحتاج لممكنات بشرية ومادية وهو ما نسعى مع إدارة الجامعة لتوفيرها وتسخيرها للمركز. 

ما أهم المعوقات التي تقف أمام حوكمة الشركات في السعودية والتي لمستها من خلال البحث العلمي أو العمل أو الدراسة؟ 

تجربة حوكمة الشركات تعتبر حديثة في السوق السعودية وما زال مفهوم الحوكمة غير واضح عند الكثير من الشركات والمنظمات بشكل عام حيث يعتقد الأغلبية أن الحوكمة هي لوائح وقوانين وهيكليات يتم الالتزام بها ورقيا بينما الحوكمة هي ثقافة للقيادة الأخلاقية  تستهدف تحقيق الاستدامة وتعزيز القيمة طويلة الأجل للمنظمات، وقد يكون أحد أسباب هذا الخلل في فهم الحوكمة وبالتالي في ممارستها هو الاعتقاد بأن الحوكمة نظام عالمي موحد يصلح لكل البلدان والمنظمات وهذا حتما غير صحيح بل لكل بلد خصوصيته الاقتصادية والاجتماعية والإدارية وبالتالي فان الاستثمار في مراكز البحوث التي تقدم دراسات تجريبية لنماذج الحوكمة المناسبة للمنظمات في السعودية هو خطوة هامة نحو تحسين الوضع الحالي. 

ما أهم القضايا والمجالات المحاسبية والتمويلية والمالية التي تشغل اهتمامك كمتخصص في المحاسبة والتمويل؟ 

هناك توجه عالمي نحو تعزيز الأداء البيئي والاجتماعي والحوكمة ESG بدلا من قياس نجاح الشركات وفق أدائها الاقتصادي او المالي فقط كما ان معايير الإفصاح العالمية GRI أصبحت واقعا في العديد من الدول المتقدمة ولا شك ان البحث في هذه المواضيع ودراستها تمهيداً لتقديم تشريعات وأدلة لتنظيمها أمر هام سيساهم في تعزيز المواطنة الصالحة للشركات وزيادة شفافية أعمالها وبالتالي تحسين منظومة الحوكمة في بيئة الأعمال السعودية. 

عملت في مرحلة سابقة عميدا لشؤون الطلاب، ما أهمية هذه المرحلة في مسيرتك المهنية وماذا أضافت لك؟ 

عمادة شؤون الطلاب تعني أنك مسؤول عن كل طلاب وطالبات الجامعة من أول يوم دراسي حتى آخر يوم دراسي من ناحية أنشطتهم ووعيهم وسكنهم وتغذيتهم وتنقلهم وغيرها الكثير وهي بالتالي مسؤولية كبيرة وتحدي ممتع وتجربة إدارية وإنسانية ثرية بالإضافة لفرصة التعرف على الكثير من الطلبة والزملاء في العمادة وخارجها وهو المكسب الحقيقي. 

"دور الحوكمة في الحد من الاحتيال" كان هذا عنوان محاضرة لك، هل يمكن أن تلخص لنا أبرز أدوارها وآلياتها للحد من الاحتيال؟ 

نعم كانت هذه المحاضرة بدعوة من الجمعية السعودية لمكافحة الاحتيال وباعتبار أن لدي كتاب عن أساليب الاحتيال المالي وطرق مكافحته (باللغة الإنجليزية) بالإضافة لأبحاثي في مجال الحوكمة وباختصار فإن الحوكمة بإطارها الشامل والواسع تستطيع أن تساهم بشكل رئيسي في حماية الاقتصادات من آثار الاحتيال والجشع والفساد اذا ما تم تطبيق ادواتها بالشكل الحقيقي والمناسب. 

 كيف تقرأ مستقبل المحاسبة في ظل رؤية 2030؟ 

سيستمر الدور الهام للمحاسبة كأداة من أدوات الاقتصاد ولا غنى عنها في كل القطاعات وتزداد أهميتها مع التوسع في مشاريع الخصخصة والنمو الاقتصادي المتوقع ولكن مع ذلك فان المحاسبة لاشك تتجدد وتستجيب لمتطلبات نماذج الأعمال الجديدة وخاصة في جوانب التقنية والتجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي مما يلزم معه القراءة المستمرة والتدريب والتطوير للبقاء في هذه المهنة. 

ما أهم المشاريع والأعمال التي تحققت من خلال مركز حوكمة الشركات بجامعة الملك خالد؟ 

حظي المركز بعقد استشاري مع أحد الأندية الرياضية كما قام بتطوير لوائحه الداخلية وعقد مذكرات تفاهم مع جهات ذات أهمية كما قدم العديد من المحاضرات والدورات ويعمل حاليا على عدد من المشاريع منها تدشين دبلوم الحوكمة بالتعاون مع منصة KKUx      بالإضافة للتجهيز لمؤتمر دولي. 

هل هناك أسرار معينة خلف تميزك ونجاحك في الجانبين العملي والمهني؟ 

بالرغم من طبيعة عملي الأكاديمي فإنني لم أغفل التطوير المهني المستمر فكنت دائما حريص على الحصول على الشهادات المهنية مثل الزمالة السعودية للمحاسبين القانونيين والتي تعتبر الزمالة الأقوى عربيا وإقليميا في هذا التخصص بالإضافة لشهادة خبراء الأسواق المالية وشهادة أخصائي حوكمة والتزام ومخاطر وشهادة مقيم اقتصادي وعقاري معتمد وجميعها صادرة من جهات محلية ودولية مرموقة بالإضافة لمشاركتي في  لجان تابعة للجمعيات والهيئات المهنية المتخصصة إيمانا مني بضرورة عدم فصل العلم عن الممارسة مما يثري تجربة الطالب في القاعة الدراسية ويحسن العملية البحثية ويزيد من مشاركة الأستاذ في خدمة المجتمع وقد كتبت مقالاً في صحيفة مال بعنوان (فصل العلم عن الممارسة .. من الخاسر؟) لمن أراد الاستزادة. 

"لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد" هكذا قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قبل سنوات، ما دور مهنة المحاسبة في مكافحة الفساد المالي؟ 

المحاسبة تهدف لقياس الأداء ورفع مستوى الشفافية وتعزيز المسائلة وهذه أركان هامة في منظومة الحوكمة التي من أهدافها مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والحمد الله اليوم نرى جهود كبيره في هذا الجانب ساهمت في تعزيز مكانة المملكة دوليا في مؤشرات النزاهة والذي سينعكس حتما على تدفق الاستثمار الأجنبي على السعودية وتسارع التنمية الاقتصادية فيها. 

كلمة أخيرة؟ 

نشكر معالي رئيس الجامعة على دعمه الدائم وتحفيزه لمركز حوكمة الشركات والشكر موصول لسعادة وكيل الجامعة للأعمال والاقتصاد المعرفي ولكل الزملاء بالمركز وفي كلية الاعمال على تعاونهم ودعمهم ونسأل الله التوفيق والسداد. 

بطاقة 

الأستاذ الدكتور مريع الهباش 

مدير مركز حوكمة الشركات بجامعة الملك خالد - 

أستاذ مشارك بكلية العلوم الإدارية والمالية بجامعة الملك خالد - 

-  شغل عدة مناصب سابقة في الجامعة من بينها: عميد شؤون الطلاب ورئيس مجلس إدارة صندوق الطلاب بالجامعة سابقا 

- حاصل على الدكتوراه في المحاسبة والمالية من جامعة درم في بريطانيا والماجستير في المحاسبة والمالية من جامعة بيرمنجهام والبكالوريوس في المحاسبة من جامعة الملك خالد 

- حاصل على الزمالة السعودية للمحاسبين القانونيين 

- صاحب فكرة إنشاء مركز التوجيه والإرشاد وإنشاء وحدة الخريجين بالجامعة والإشراف على آلية تنفيذها 

- صاحب فكرة المهرجان المسرحي الجامعي الأول للجامعات السعودية والمشرف على تنفيذه 

مستشار لعدة شركات في مجال الحوكمة والمحاسبة والمراجعة   - 

عضو في عدة جمعيات وهيئات ومعاهد دولية ومحلية للمحاسبة – 

- أجرى عدة أبحاث ودراسات كما قام بتحكيم أبحاث علمية في عدة مجلات علمية دولية ومراكز بحثية  

 -  شارك حضورا وتنظيما  ورئاسة للجلسات في أكثر من 30 مؤتمر متخصص محلي ودولي. 

 كتب عدة مقالات في عدد من الصحف المحلية- 

 

 

آمال علي