الدكتور حبيب رمضان: العلاقات العامة تخصص حيوي لبناء الصورة الذهنية للمؤسسة

تاريخ التعديل
سنة واحدة
الدكتور حبيب رمضان: العلاقات العامة تخصص حيوي لبناء الصورة الذهنية للمؤسسة

كرس أستاذ العلاقات العامة بكلية العلوم الإنسانية وقسم الإعلام و الاتصال بالجامعة؛ الدكتور الحبيب رمضان عبيدي حياته في مجال العلم و المعرفة، و السعي لتحقيق أهدافه؛  ليصل بذالك للدرجة العلمية العالية ، و حرص بأن يكون لتلاميذه معرفة علمية واسعة،  و عمل بكل حب و تفاني على تطوير إمكانياتهم في مجال العلاقات العامة،  آفاق التقت به ليسلط الضوء على مسيرته العلمية و التعليمية.

من هو الدكتور الحبيب رمضان عبيدي ؟

باحث وأكاديمي من تونس ،  متحصل على درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال؛  من معهد الصحافة وعلوم الإخبار التابع لجامعة منوبة بالجمهورية التونسية. تهتم أعمالي الأكاديمية والمقالات العلمية بالإشكاليات البحثية المتصلة أساساً بالاتصال المنظماتي، الاتصال المؤسساتي، الاتصال السياسي، اتصال التغيير، اتصال الأزمات، التسويق التجاري والسياسي، العلاقات العامة، صورة المؤسسة بالإضافة إلى المسائل والهواجس البحثية ذات الصلة باستعمالات تكنولوجيات المعلومات والاتصال في بيئات ثقافية وسوسيولوجيا متنوعة. بالتوازي مع هذا المسار الأكاديمي، اشتغلت أيضا بالصحافة المكتوبة بصفة صحفي محترف .

  ثم كانت لي تجربة ببعض المؤسسات والهياكل الحكومية، وقد أوكلت لي مهام مكلف بالإعلام والاتصال والعلاقات العامة، فمارست خلالها الزاد النظري والعلمي ؛ الذي تلقيته خلال سنوات الجامعة،  وكانت فرصة سانحة  لرسم وتنفيذ استراتيجيات الاتصال وإدارة الحملات الإعلانية والإشهارية في الفضاء الاتصالي التقليدي والرقمي.

وكنت أيضا مكوناً أقدم دورات تدريب  في مجال الاتصال والعلاقات العامة؛  للإطارات العليا والموظفين للعديد من المؤسسات الاقتصادية ؛  الناشطة في القطاع العمومي والقطاع الخاص. وقد شملت هذه الدورات التكوينية بالأساس الميادين والمواضيع التالية :

-         القيادة والتأطير  Coaching والبرمجة اللغوية العصبية (NLPNeuro Linguistico Program ming

-         تنمية قدرات الذكاء وتطوير العلاقات المهنية والإنسانية داخل المؤسسة

-         التصرف والاتصال الاستراتيجيCommunication  Management and Strategic

-         اتصال الأزمات زمن شبكات التواصل الاجتماعي.

-         قيادة برنامج الجودة طبقا للمواصفة العالمية ISO 9001 Quality Management System

وأما على الصعيد الدولي، فقد كانت لي مشاركات بعدد من المؤتمرات والندوات والملتقيات الدولية بالمنظمة اليونسكو UNESCO  ضمن "لجنة الاتصال والإعلام Communication and Information  Commission " وكذلك المشاركة في التظاهرة العالمية التكنولوجية « Expo Dubai 2020 » .

 قيادة المشاريع والعمل صلب اللجان وفرق العمل :

كما أنه لي اهتمامات أخرى كالمطالعة والرياضة والموسيقى والسينما.

ما هو سبب اختيارك لتخصصك الأكاديمي ؟

 اخترت ميدان علوم الإعلام والاتصال ؛ لأنني أعتبره اختصاصاً علمياً وأكاديمياً حياً لصيقاً بالإنسان؛  يتناول الأحداث ، ويتابع المستجدات على مختلف الأصعدة. ويعتبر الاتصال عملية نفسية اجتماعية لها أهمية كبرى وواضحة ؛ بالنسبة للإنسان والمنظمات على حد السواء.

فالاتصال إذا نظرنا إليه كعلم فهو يهتم بدراسة عملية تبادل المعاني بين الأشخاص والأفراد داخل المجتمع، هذا التبادل يكون عن طريق نظام مشترك من الرموز المختلفة. ومن هذا المنطلق، فإن جميع الميادين الاجتماعية والإنسانية وعلم النفس والتربية، والسياسة والاقتصاد واللغويات وغيرها، لها علاقة مباشرة بعملية الاتصال التي تحدث بين الأفراد والمجتمعات المختلفة.

حدثنا عن مراحلك و تجاربك في التدريس ؟

قبل الالتحاق بقسم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية مع منطلق العام الدراسي الحالي (1444 – 2022) كنت أدرس بصفة دكتور باحث بكل من معهد الصحافة وعلوم الإخبار ، وبالمدرسة العليا للتجارة بتونس ؛ وهي مؤسسات جامعية تابعة لجامعة منوبة بتونس. كما كانت لي تجربة في قسم علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الراجعة بالنظر لجامعة تونس. هذه التجارب على مستوى التدريس والتأطير العلمي والأكاديمي للبحوث الجامعية  الخاصة بطلاب البكالوريوس والماجستير (تربصات مهنية،  رسائل ختم الدروس الجامعية ورسائل الماجستير...) تضاف إليها تجربة أخرى بالقطاع الخاص ، وبالتحديد بالمدرسة المركزية العليا الخاصة للآداب والفنون وعلوم الاتصال بتونس العاصمة.

ما سبب اختيارك لتخصص العلاقات العامة والإعلان ؟

كان ذلك إيماناً مني بأهمية العلاقات العامة والإعلان في حياة المؤسسات ؛ باختلاف أنواعها وتعدد أشكالها. فعن طريق العلاقات العامة يمكن للمؤسسة ربط علاقات التواصل وانسجام بينها وبين الجمهور الداخلي؛  من إطارات وأعوان وكذلك مع مختلف مكونات الجمهور الخارجي من عملاء ومزودين وهياكل إدارية وحكومية ، ومجتمع مدني ومنظمات غير حكومية وغيرها ؛ بما يساهم في تكوين صورة ذهنية حسنة؛  تساعدها على أداء مهامها وترويج سلعها وخدماتها. فبقطع النظر عن شكلها القانوني والتجاري وحجمها الاقتصادي ودرجة تطورها التكنولوجي لم تعد المؤسسة قادرة على تنفيذ خططها وأنشطتها الإنتاجية والخدماتية والتسويقية دون اللجوء للعلاقات العامة ؛ كنشاط يضمن لهذا الكيان التفاعل مع مختلف الجماهير المستهدفة ؛ خاصة في ظل التطورات والمتغيرات والأزمات المستجدة التي أصبحت سمة العصر الحالي ؛ بعدما تقلصت المسافات وتلاشت الحدود الجغرافية الفاصلة بين الدول بفضل مزايا الانترنت والثورة الرقمية ؛ التي جعلت من العالم "قرية صغيرة" على حد عبارة المفكر والفيلسوف الكندي مارشال ماكلوهان.

خلال دراستك  هل واجهتك صعوبات و تحديات؟  و كيف استطعت التغلب عليها ؟

ككل شخص، واجهت صعوبات وتحديات في الحياة ؛ ولكن والحمد الله كان مفتاح السر الذي بفضله استطعت التغلب عليها ؛ هو توكلي على الله في كل خطوة أعتزم القيام بها عملاً بالآية الكريمة "فإذا عزمت فتوكل على الله " ، ثم التسلح بالمثابرة والتجلد والصبر والعزيمة ؛ تكريساً لمقولة توماس اديسون "الكثير ممن فشلوا لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما استسلموا"، فأنا من الذين يؤمنون بأن النجاح 1 % موهبة و 99 % جهد.

 من هو   الداعم الأول لك طوال مسيرتك الأكاديمية و الإعلامية ؟

بالنسبة لي، الأسرة كانت الداعم والمحفز الأول؛ التي رافقتني طيلة مسيرتي الأكاديمية والإعلامية. وهنا أريد أن أدقق؛ ففي بداية حياتي وجدت التشجيع الكامل من والدي، ثم فيما بعده وبعد الزواج؛ فقد مثلت زوجتي وأبنائي خير سند، ومصدر إلهام للتزود بالمثابرة والتحدي؛ حتى أتممت مسيرتي التعليمية التي توجت بحصولي على أعلى شهادة في المسار التعليمي؛ ألا وهي شهادة الدكتوراه التي قيل عنها بأنها "شاقة وشيقة".

بوجهة نظرك ما هي الصفات التي يجب أن يتصف بها رجل العلاقات العامة؟

حقيقة تعد العلاقات العامة من بين المجالات التي شهدت تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة؛ بفضل الأدوات الحديثة، وتحسين الاتصال، ووسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح العمل في مجال العلاقات العامة أمراً عصرياً، يتطلب الاحتراف والمهنية العالية. عموماً يمكن تلخيص سمات الموظف الناجح في العلاقات العامة فيما يلي:

-         التمتع بالمرونة في منع المشكلات والإحساس بها قبل حدوثها.

-         دائم البحث والاستقصاء عن الجديد وذو خيال واسع.

-         الاهتمام بالمعاني دون الدخول في التفاصيل قليلة الأهمية.

-         صاحب عقل متفتح للتعامل مع الخبرات الأخرى للاستفادة من مخرجاتها.

-         أن يكون واثقاً من نفسه ومؤمناً بقدراته ومُتحمّساً لأفكاره وعلى وعي بأهدافه، ومُثابراً على تحقيقها

-         القدرة على التعبير عن أفكاره وتبليغها للآخرين بكل يسر وسلاسة.

كيف تنظر إلى تخصص العلاقات العامة مستقبلًا؟

العلاقات العامة تخصص حيوي متجدد، وله كل الإمكانات بأن يكون مستقبله أكثر إشراقاً. لكن تطور العلاقات العامة لا يستطيع أن يتحقق بمعزل عن مواكبة المستجدات الاقتصادية، والمتغيرات التكنولوجية؛ بشكل يسمح بحسن توظيف المزايا والفرص الاتصالية؛ التي تتيحها تكنولوجيات المعلومات والاتصال، وشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي. وهنا الدعوة إلى تجنب الممارسة التقليدية للعلاقات العامة التي تقتصر على تنظيم الحفلات والمناسبات والاستقبالات، والحرص كل الحرص على النظر لهذا النشاط ضمن رؤية إستراتيجية عميقة؛ ترمي إلى الرفع من مستوى الوعي الحضاري في المجتمعات، وتدفع بعجلة التطور والرقي والازدهار بمختلف أبعاده..

 ما هي أبرز الصفات التي تفضل أن تجدها في الطلاب؟

طالب اليوم هو مسؤول الغد. لذلك يجب عليه أن يتزود بالعلم والمعرفة، ومواكبة التطورات، والتثقيف الذاتي الأزلي. هذه الاشتراطات لا يمكن لها أن تتحقق بالشكل المطلوب؛ إلا في ظل توفر إرادة صلبة على تجاوز الذات والرنو الدائم،  والتطلع الثابت لما هو أفضل.

 كلمة أخيرة؟

أشكركم على إتاحة هذه المساحة الاتصالية؛ لتقديم بعض الرؤى والأفكار الشخصية، راجياً لصحيفة آفاق والقائمين عليها كل النجاح والتألق؛ كي تساهم بصفة فعالة في مزيد إثراء المشهد الإعلامي الطلابي والوطني. 

 

عبد العزيز مبارك