الدكتورة نوال الحديثي:"نقلت فكرة مركز دروس التقوية من الجامعات الأمريكية إلى جامعة الملك خالد"

تاريخ التعديل
7 أشهر أقل من أسبوع
الدكتورة نوال الحديثي:"نقلت فكرة مركز دروس التقوية من الجامعات الأمريكية إلى جامعة الملك خالد"

 

"أتمنى أن نصل إلى مرحلة يكون فيها الطالب والطالبة متحمسين وراغبين في التعلم، ولا يكون همهما الأكبر تجاوز المواد والخروج من الجامعة بشهادة فارغة دون مهارات أو حماس أو شغف".

 

هذا ما قالته عضو هيئة التدريس بقسم اللغة الإنجليزية الدكتورة نوال الحديثي من خلال الحوار الذي أجريناه معها، الذي تحدثت فيه عن تجربتها في الابتعاث والتدريس.

 

من هي الدكتورة نوال الحديثي؟

 

أستاذة جامعية في تبحث دائمًا عن التطوير، أعمل في قسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة بالجامعة، حصلت على درجة الدكتوراة والماجستير من الولايات المتحدة الامريكية، لدي أربعة أولاد، أحب السفر والاستكشاف والتجارب الجديدة.

 

حدثينا عن رحلة ابتعاثك، وكيف كانت تجربتك مع برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي؟

 

لقد كانت رحلة الابتعاث مليئة بالصعوبات والتحديات، ولكن بفضل

من الله، ثم من خلال الدعم الحكومي المقدم للمبتعثين: سواءٌ الدعم مادي أو المعنوي، فقد تذللت أكثر هذه الصعوبات وتمكنت من التخرج والحصول على الشهادة ولله الحمد، وكان انضمامي للبعثة لمرحلة الماجستير كمرافقة لزوجي، وبعد الحصول على الماجستير تعينت في جامعة الملك خالد وتم تحويل بعثتي إلى الجامعة.

 

ما أبرز الصعوبات أو التحديات التي واجهتك خلال سنوات دراستك وتنقلك؟ وكيف استطعتِ التغلب عليها؟

 

في البداية كان حاجز اللغة واختلاف الثقافات هو الغالب وخصوصًا مع ابنتي الكبرى حيث لم يكن لديها أي إلمام باللغة الإنجليزية، ولكن مع الوقت تجاوزت هذه الصعوبة وأتقنت اللغة في أقل من سنة ولله الحمد، كما واجهتني أيضًا بعض المواقف المتعلقة بالحجاب والأسئلة والتعليقات العنصرية من بعض الطلاب من جنسيات مختلفة، وأحيانًا من بعض الأساتذة في الجامعة، كانت هذه المواقف تؤثر فيَّ سلبيًا في البداية، غير أنني مع مرور الوقت تجاهلتها، لإحساسي بجهل أصحابها وضيق مداركهم، فضلًا على أنني قابلت العديد والعديد من الطلاب والأساتذة (هم الغالبية ولله الحمد) الذين لديهم تقبل عالٍ للآخرين، ويظهرون الاحترام للديانات والثقافات الأخرى.

 

حصلتِ على درجة الدكتوراة من جامعة انديانا في بنسلفانيا/ الولايات المتحدة، حدثينا عن تخصصك وعن مشروعك البحثي؟

 

تخصصي في الدكتوراة هو لغويات تطبيقية وهو تخصص شامل

للعديد من المجالات، من أهمها تدريس اللغة الانجليزية لغير الناطقين بها، وكان بحثي حول أهمية البحث العلمي للطلاب من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة الإنجليزية.

 

حدثينا عن تجاربك في التدريس؟

 

لدي تجارب في تدريس طالبات الثانوية (بعد التخرج من البكالوريوس) وأيضًا تدريس طالبات الجامعة بعد الدكتوراة، كانت توقعاتي بأن طالبات الجامعة لديهن حماس عالٍ، ورغبة للدراسة والبحث والتعمق في محتوى المادة، ولكن تفاجأت بأن الغالبية منهن يبحثن عن درجة النجاح ويرغبن بالحصول عليها بأقصر وأسهل الطرق.

أتمنى أن نصل إلى مرحلة يكون فيها الطالب والطالبة متحمسين وراغبين في التعلم ولا يكون همهم الأكبر تجاوز المواد والخروج من الجامعة بشهادة فارغة دون مهارات أو حماس أو شغف.

 

من أين بدأت فكرتك لإنشاء مركز دروس تقوية مجانية للطالبات والطلاب مؤخرًا، وهل واجهتِ صعوبة في طرح الفكرة على الجهة المسؤولة في الكلية؟

 

بدأت الفكرة من دراستي في الجامعات الأمريكية، حيث لاحظت وجود هذه المراكز، وتشجيع الأساتذة الدائم لنا باللجوء للمركز لطلب المساعدة، خصوصًا في تنقيح الواجبات الكتابية والأوراق البحثية، حيث أن الأستاذ لا يستلم الواجب إلَّا وهو خالٍ من الأخطاء الكتابية، ومن ثم يقوم بتقييم المحتوى.

هذه المراكز ساعدتني أنا وزملائي الطلاب كثيرًا، خصوصًا في مرحلة الماجستير حيث كانت لغتي الإنجليزية في طور التطوير، ومن وقتها فكرت في نقل هذه التجربة إلى جامعاتنا السعودية، مبتدأة في جامعة الملك خالد مقر عملي، وما دعاني إلى ذلك أيضًا أني لاحظت أن مستوى الطالبات في الكلية أدنى من المستوى المأمول، وشعرت أنهن بحاجة إلى دعم إضافي لتطوير مستواهم الدراسي واللغوي.

بعد ذلك عرضت الفكرة على وكيلة عميد كلية اللغات والترجمة الدكتورة سالمة القحطاني، وقد وجدت لديها الحماس للفكرة، وعندما عرضت الفكرة على أعضاء هيئة التدريس بالقسم لاقت ترحيبًا كبيرًا، فتطوع منهم 15 أستاذة من مختلف التخصصات والرتب العلمية لتدريس الطالبات.

وقد تبنى عميد كلية اللغات والترجمة الدكتور أحمد إسماعيل هذه الفكرة مؤخرًا واقترح تطويرها، لتكون مركزًا دائمًا يشمل العديد من الخدمات للطلاب والطالبات، والعمل جارٍ العمل على إطلاق هذا المركز قريبًا بإذن الله.

 

ما هي الدروس الحياتية التي تعلمتيها من تجربتك في الابتعاث؟

 

تعلمت الصبر والاعتماد على النفس، وتقبل الاختلاف سواءٌ في الآراء أو في المعتقدات، واجهت العديد من الصعوبات على المستوى الشخصي والدراسي والصحي وتجاوزتها بفضل الله وبفضل الدعاء والسعي المستمر.

 

اذكري لنا بعضًا من مساهماتك وانجازاتك؟

في مرحلة الابتعاث ساهمت ببعض الأنشطة التطوعية التابعة للنادي السعودي، خصوصًا في أثناء الأعياد والمناسبات الدينية، وعملت في لجنة اختيار رئيس ونائب للنادي السعودي، وعلى المستوى الدراسي في مرحلة الماجستير عملت كمساعدة باحث مع مشرفي، حيث عملنا على مشروع بحثي مشترك قمت بتقديمه في يوم البحث العلمي في الجامعة، وفي مرحلة الدكتوراة عملت على العديد من الأبحاث، وشاركت في التنظيم والإشراف على مجموعات بحثية بإشراف الدكتور المشرف على رسالتي، كما قمت بنشر ثلاث أوراق بحثية خلال مرحلة الدكتوراة، وقدمت ورقة علمية في مؤتمر.

بعد العودة من الابتعاث شاركت في العديد من اللجان في الكلية، مثل لجنة استحداث قسم اللغات الحديثة (اللغة الصينية)، ولجنة التحول الربعي للبكالوريوس والماجستير، وساهمت أيضًا كمشرفة في برنامج لتحسين مخرجات الطلاب في الاختبارات التحصيلية بإشراف مركز القياس والتقويم بجامعة الملك خالد، وأعمل كمشرفة على وحدة التوجيه والإرشاد بشطر الطالبات بالكلية للعام الثاني على التوالي.

 

من خلال مشوارك العلمي والتعليمي يتضح طموحك العالي، هل لديك أهداف أخرى مستقبلية؟

 

على المستوى الشخصي أرغب في تعلم مهارات جديدة ولغة ثالثة (الفرنسية أو الكورية)، كما أرغب في تخصيص وقت أكثر للبحث العلمي حيث لدي العديد من الأسئلة التي أسعى للإجابة عليها، وأخطط في قضاء جزء من وقتي خصوصًا أثناء الإجازة الصيفية في العمل التطوعي.

أما في مجال عملي فأرغب، بل أتمنى تحفيز الطالبات دراسيًا ومساعدتهن على الوصول إلى أفضل نسخة ممكنة واكتشاف ذواتهن وطموحاتهن.

 

من هو الداعم الرئيس لكِ في خطواتك السابقة؟

 

أنعم الله علي بعائلة محبة للعلم والتعلم، فجميع من حولي كانوا خيرَ داعم لي ولله الحمد، وخصوصًا والدتي التي تُحفني بدعواتها في جميع خطواتي.

أمّا في الدراسات العليا فكانت محفزتي الأولى أمي الثانية (أختي د. ابتسام الحديثي) التي وقفت بجانبي وشجعتني منذ البداية حتى تخرجت.

وخلال دراستي كان زوجي (د. أسامة العواد) خير معين لي وخير رفيق في رحلة الغربة والدراسة.

 

هل لديك نصيحة تقدمينها للطالبات تساعدهن في تطوير ذواتهن؟

 

أنصحهن بالصبر واحتساب الأجر في طلب العلم، والحرص على تقديم أفضل ما لديهن سواء في دراستهن أو في أي جانب من جوانب حياتهن، وأقول لهن كل واحدة منهن: إنّك ستقابلين دائمًا من هو أقوى وأسرع وأذكى أو أقل ذكاءً منك؛ لكنك لن تجدي شخصًا يشبهك تمامًا وهذا هو سر قوتك.

افتخرن بأنفسكن وما أنتن عليه فهذا سرُّ تميزكُنَّ وتفردْن واحترفْن في ذلك، وعِشْنَ به ولا تكُنّ نسخةً من غيركن.

 

نورة الفهد، ريما الغوازي