فاطمة الدوسري: الدراسة ببريطانيا لسعات نحل تحملتـها من أجـل العسل

تاريخ التعديل
6 سنوات 5 أشهر
فاطمة الدوسري: الدراسة ببريطانيا لسعات نحل تحملتـها من أجـل العسل

نادية الخثعمي

 

عدت عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة, رئيسة قسم اللغة الإنجليزية في كلية العلوم والآداب بأحد رفيدة، فاطمة حمد الدوسري، تجربة الدراسة في بريطانيا، داعما كبيرا في تنمية مهاراتها في البحث العلمي, واصفة إياها بالتجربة المثيرة والمفيدة علميا وثقافيا ولغويا.

 

عرفينا بنفسك وتدرجك العلمي والمهني؟

ولدت في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان والدي البروفيسور حمد شبيب الدوسري «عضو هيئة التدريس في كلية اللغات والترجمة»، يكمل دراساته العليا، ونشأت في أسرة محبة للعلم والتعلم.

متزوجة وأسكن حاليا في مدينة أبها. وتدرجت في الدراسة العامة، والتحقت بقسم اللغة الإنجليزية، وتخرجت فيه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 2012، ومن ثم تم اختياري معيدة بالقسم، وكنت أرغب في دراسة اللغويات التطبيقية، وبالفعل اخترت هذا التخصص؛ لأنه يناسب اهتماماتي العلمية وبواعثي من الدراسة في القسم، وكذلك استعداداتي العلمية.

ثم ابتعثت إلى بريطانيا لدراسة الماجستير في اللغويات التطبيقية «TEFL»، وكنت بفضل الله، موفقة في اختياري لجامعة بيرمنجهام، وحصلت على درجة الماجستير بنجاح, وأعمل حاليا رئيسة قسم اللغة الإنجليزية في كلية العلوم والآداب بأحد رفيدة.

 

ما الصعوبات التي واجهتها خلال دراستك العليا؟ 

من أصعب ما مررت به، أن أفارق أهلي، ولا سيما أمي وإخوتي، فقد كان ذلك من أصعب الأمور على نفسي، أما من الناحية الأكاديمية، فلم يكن ثمة صعوبات بالمعنى الحقيقي، ففرصة الدراسة في بريطانيا كانت مفيدة لي لغويا وثقافيا.

ولم يكن الأمر جد عسير علي في متابعة الدراسة في طابعها بالمقررات، ولا أثناء الدراسة الميدانية التي أجريتها في جامعة الملك خالد، بل أرى أنها كانت تجربة مثيرة ومفيدة علميا وثقافيا، ولغويا، كما أفادتني الدراسة في تنمية مهارات البحث العلمي، والإفادة من منهجيات البحث العلمي في واحدة من فضليات الجامعات البريطانية.

والحق أقول إن أساتذتي كانوا من أفضل الأساتذة في تدريس المنهج العلمي في تخصصي، وفي متابعة بحوثي ودراستي الميدانية التي كانت تتعلق بمقارنة فوائد وعيوب استخدام مدرسين ناطقين بالإنجليزية وآخرين غير ناطقين بها في التدريس في البيئة السعودية.

ومن يمن الطالع أن كان مشرفي في البحث أستاذا درس في المملكة في سني حياته الوظيفية الأولى، فكان متفهما لثقافتنا ونوازعها، مما كان له أثر كبير في تفهم ظروف حجابنا والتواصل معنا واحترام عاداتنا وتقاليدنا.

 

هل ثمة عوائق أخرى واجهتك في بريطانيا؟ 

لم تكن الدراسة والحياة في بريطانيا سهلة على فتاة في العشرينيات من عمرها، ولا سيما فتاة محجبة وملتزمة بمبادئ دينها، ومعالم ثقافتها العربية السعودية المحافظة، لكن يسر الله لي أن رافقني والدي, ذلك الرجل العظيم الذي سهل علي الحياة في بعثتي، والذي أدين له بعد الله بالفضل والامتنان في كل شيء، وكنت محظوظة أيضا بمدينة بيرمنجهام التي تعيش فيها أقليات من دول إسلامية متنوعة؛ فلم أشعر بمرارة الغربة بقدر ما تشعر به أخريات في مناطق أخرى أو بلدان أخرى.

 

ماذا أضافت لك تجربة الدراسات العليا في الخارج؟ 

أرى أن تجربتي في السفر، وإن كانت أثارت في نفسي شعورا عجيبا بالحنين إلى الماضي، إلا أنها أثرت كثيرا في تكويني النفسي، فقد زادت مهاراتي في الاعتماد على الذات في كل حياتي، وزرعت في نفسي شعورا بالثقة، وغيرت من مفاهيمي عن الحياة، فمن أراد العسل، عليه أن يتحمل لسعات النحل، وأقصد هنا مرارة البعد عن الوطن والأهل.

 

ما الفرق بين دراسة اللغة الإنجليزية في الماضي ووقتنا الحاضر؟ 

أرى أن القضية لا تعدو أن تزيد عن كونها مسألة فروق فردية، فالبارع في تعلم اللغات هو أصلا شخص لديه الاستعداد الدراسي والاتجاه الإيجابي والدافعية القوية للتعلم اللغوي، وهو في الأصل لا يعدم مهارات العلم الأساسية، وهو بالأحرى يعرف لغته الأم تمام المعرفة، ومنهجيا فقد تغيرت الوسائل والوسائط، فأصبح تعلم اللغات الأجنبية الآن يعتمد على مدخل التواصل، ولغة التحادث بدلا عن الطريقة التقليدية بتعليم القواعد والمفردات، التي تعتاد الحفظ والتسميع، وتفتقر إلى التوظيف الفعلي في المحادثات الحقيقية من الناطقين باللغة, كما يتضح الاعتماد الآن أكثر على تقنيات التعلم الإلكترونية وأدواتها أكثر من ذي قبل.

 

هل تواجهين صعوبات مع طالبات المستوى الأول بصفتك أستاذة لغة إنجليزية؟ 

يقلقني وجود فئة ليست بقليلة من الطالبات اللائي التحقن بالقسم وليس لديهن الاستعداد الدراسي المناسب لتعلم اللغة، كما ليس لديهن الكفايات والمهارات اللغوية المناسبة. ولذا أرى ضرورة إجراء اختبارات تحديد المستوى لهن قبل الدراسة، وأن يكون ذلك شرطا من شروط القبول في التخصص، فمن تجتاز الاختبار تقبل، ومن تتخلف عن الركب، فعليها الالتحاق بقسم آخر تستطيع أن تبدع فيه.

 

كيف تجعلين من اللغة الانجليزية مادة سهلة وممتعة  للطالبة؟ 

أنا أسعى لأن يكون تعليمي قائما على تحقيق التكامل بين مهارات اللغة الأربعة، وربطها بمهارة التفكير، وكذلك توكيد التعلم والتعليم الاتصالي الذي يشجع الطالبات على استخدام اللغة وظيفيا، كما أسعى إلى توظيف تقنيات التعلم الإلكتروني سواء المدعومة من الجامعة أو التعلم بالحاسوب والإنترنت، والتعلم من خلال الجوال، فكل هذه التقنيات من ميسرات التعلم الحديثة، لكنني لا زلت في أعماقي تقليدية.

فأرى أن بناء اللغة من خلال تعلم المفردات الجديدة وبناء المعجم اللغوي الذهني والاستخدام الوظيفي للغة وتوظيف تعلمها للتواصل الحقيقي داخل الصف وخارجه من أفضل ميسرات تعلم اللغة الإنجليزية.

 

طموحات تسعين لتحقيقها على الصعيد الشخصي؟

أطمح لاستكمال دراستي العليا لدرجة الدكتوراه في التخصص ذاته، وأن أبلي فيها بلاء أحسن مما كنت عليه في الماجستير، وأن أنفع وطني بما أتعلمه.

 

نصيحة لطالبات اللغة الإنجليزية؟ 

أنصح أخواتي الطالبات بأن يتقين الله في حلهن وترحالهن، وأن يسعين للعلم، عملا بقول خير الناس: الحكمة ضالة المؤمن، فهو أحق بها أنى وجدها.