سنغافورة.. قفزات للأمام في التعليم العالي

تاريخ التعديل
6 سنوات 9 أشهر

المصدر: يونيفرسيتي

وورلد نيوز

 

تبحث سنغافورا عن شيء ما بضح أموال ضخمة في الاستثمار في مجال التعليم العالي وفي التحول للاقتصاد القائم على المعرفة، مؤكدة أنها تريد أن تكون ضمن العظماء الكبار، مستقطبة حيتان المعرفة أو النجوم العامرة العلمية. فلماذا؟

تعتلي  سنغافورا صدارة دول العالم في تخصيص أموالها لدعم اقتصادها الذي يعتمد على المعرفة؛ إذ خصصت 14 مليار دولار أميركي لموازنة البلاد للبحث العلمي والإبداع في خطة للتطوير بدأتها منذ 2016 وتنتهي في 2020. 

وساعد تخصيص تلك الأموال في أن تقفز جامعات سنغافورا المدعومة حكوميا لتتصدر ترتيب الجامعات الإقليمية في طريقها للعالمية في ظل أن عدد السكان فيها لا يزيد على خمسة ملايين نسمة، مما يجعل نصيب الفرد فيها من التعليم عالي الجودة أعلى نصيبا في العالم بأسره. 

في تعليق على الوضع في سنغافوروا، قال مدير جامعة سنغافورا للإدارة «لأرنود دي ميير» إن سنغافورا حققت وضعا واقعيا للمدينة  الموجهه بحثيا، ومن ثم يعد هذا أمرا إيجابيا للجامعات. وما تخطط له سنغافورا بتخصيص 14 مليار دولار أميركي يعد التزاما كبيرا من قبل الحكومة.

وستنفق سنغافورة هذه الأموال في أربعة مخصصات: التصنيع المتقدم والهندسة، الصحة والعلوم الطبحيوية، والاقتصاد الرقمي والخدمات، والحلول العمرانية والاستدامة. 

وستمول الجامعات البحث  الأكاديمي بما فيها المشاريع البينية، التخصص، وتطوير قناة للمواهب العلمية، وكذلك الاستشمار في المشاريع التجارية الناشئة، والهيئات التجارية المشابهة. 

في هذا المضمار، صرح  وزير التعليم العالي والمهارات السنغافوري "أونغ يي كونغ"، في يوليو الماضي، أن الحكومة أوضحت أن الجامعات ستؤدي دورا محوريا في نقل المعرفة للشركات التجارية الجديدة والوظائف الجديدة في سنغافورا لكي تساعدنا الجامعات على البقاء مرتين في ظل التغيرات التي نراها».

وشاطره الرأي، مدير جامعة نانيانج للتقنية NTU «بيرتي أندرسون»، إذ قال «إن سنغافورا لديها مفهوم الدولة الذكية، وبحثنا يجب أن يدعم الدولة الذكية، ولأننا دولة صغيرة الحجم ننسق الأبحاث بدقة وعناية تامة».

وأكد أن سنغافورا خصصت في الخطة الخمسية الثانية من 2010-2015، 13 مليار دولار سنغافوري (9.5 مليار دولار أميركي) ضعف ما كانت قد خصصته في الخطة الخمسية الأولى 2005-2010 وهو ستة مليارات دولار سنغافوري (4.4 مليار دولار أميركي).

 وفي تصريحات لصحيفة «يونيفرسيتي ووردل نيوز»، قال «دي ميير» إن سنغافورة أضحت  بيئة جذابة للغاية لاستقطاب الباحثين أصحاب الجودة العالية للدراسة والعمل في البلاد، مما يجعلهم يسبرون أغوار أشياء جديدة.

 

خارطة جديدة للتعليم العالي

وتطورت جامعة نانيانغ للتقنية بفضل الأموال الحكومية؛ إذ أضحت أفضل جامعة بحثية في قارة آسيا وانتقلت من جامعة هندسية فقط إلى أكبر جامعة بحثية، متفوقة في هذا المجال على جامعتي طوكيو وهونج كونج  وشقيقتها الجامعة الوطنية في سنغافوة حسب بعض الهيئات الأكاديمية في آسيا.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت الجامعة عزمها إنشاء كليتين في 2017 للعلوم الإنسانية والاجتماعية في أعقاب التمويل الحكومي. وتدرس الجامعة الآن تخصصات اللغويات والتاريخ والفلسفة وعلم النفس والسياسة العامة والعلوم الاجتماعية  في كليتها الصغيرة: العلوم الإنسانية والاجتماعية. 

 

السباق نحو المواهب الدولية

تتسابق الجامعات للظفر بخدمات المواهب العلمية الشابة لا سيما تلك القادمة من خارج سنغافورة، لأن الجامعات على وعي تام بأهمية استقطاب الأفضل.

وعلى هذا علق «أندرسون» أن سنغافورة مصممة للغاية للبقاء ضمن العظماء الكبار أمثال اليابان وكوريا الجنوبية والصين، ولهذا نصب تركيزنا صبا على الجودة.

وأجلت جامعة نانيانج للتقنية NTU الاستقطاب الخارجي، لأنها كانت ثابتة فترة ما، ثم لما فتح باب الاستثمار في الخبرات الوافدة فتحت الباب على مصراعيه لكبار الباحثين القادمين من معهد كاليفورنيا للتقنية، ومعهد ماساتشوتس للتقنية وكلية الامبرالية في لندن، فضلا عن كبريات معاهد ألمانيا وسويسرا. 

وأكد «أندرسون» أن هنالك صنفين من الناس استقطبتهم الجامعة: الحيتان الكبرى أوالنجوم العامرة وشباب الباحثين الأوروبيين ممن  يتنافسون للحصول على المنح الأوربية القادمة من مجلس الأبحاث الأوروبي ERC الذي تديره مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل.

 وأكد أن الجامعة بها لجنة مراجعة قوية لضمان أن الأبحاث عالمية، وشغلها الشاغل تقييم الأبحاث.

من جهته، أكد نائب مدير الجامعة «تان إنغ تشي» الذي سيرأس الجامعة بدءً من العام المقبل، أن الخبراء يأتون من قطاعات صناعية ومن الأكاديمات العلمية ومن الحكومة للتأكد من أن اللجنة تجسد جوانب مختلفة من التعليم العالي، مما يؤثر بشكل ما على موازنة الجامعة.