العيسى: الجامعة الإلكترونية من أبرز التحولات النوعية التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي بالمملكة

تاريخ التعديل
6 سنوات 8 أشهر
العيسى: الجامعة الإلكترونية من أبرز التحولات النوعية التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي بالمملكة

أكد معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، أن من أبرز التحولات النوعية التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي بالمملكة لعصرنة هذا القطاع المهم، تجربة الجامعة السعودية الإلكترونية التي تقدم أنموذجا تعليميا جديدا ومختلفا ومتمايزا يتكامل مع بقية نماذج التعليم العالي في المملكة؛ حيث تتبنى نموذج التعليم المدمج الذي أصبح يمثل توجها عالميا في مجال التعليم العالي؛ وأحد السمات الفارقة للجامعات الرائدة.

وأوضح معاليه أن هذه التجربة تأتي في ظل ما تشهده المملكة من تطور مع انطلاق رؤية 2030، وفي ظل ما تجمع عليه الأدبيات والممارسات المثلى في التنمية البشرية التي تشدد على أن التعليم الجيد والمتطور هو الطريق الأنجع نحو بناء مجتمع منتج ومنافس وحيوي ومزدهر على مختلف المستويات المعرفية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية .

جاء ذلك إبان افتتاح معاليه اليوم المؤتمر الدولي للتعليم المدمج الذي تنظمه الجامعة السعودية الإلكترونية، تحت عنوان «الطريق إلى اقتصاد المعرفة» خلال الفترة من 21 إلى 23 نوفمبر 2017، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال بالرياض، بمشاركة أكثر من 60 خبيرا متخصصا في شأن التعليم من الدول العربية والأوروبية، ومن الولايات المتحدة وشرق آسيا.

وقال معاليه «لقد حظي التعلم في المملكة على مر العقود بعناية خاصة من قبل القيادة الرشيدة للمملكة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، وجرى العمل على تطوير مؤسسات التعليم العالي خاصة، والارتقاء بمقدرات وطننا الغالي من الموارد البشرية المؤهلة لتحقيق الموائمة بين احتياجات سوق العمل ومخرجات المؤسسات التعليمية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

وأضاف معاليه أن التطورات التنموية بمفهومها الشامل والديناميكي التي تشهدها المملكة في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وفقا لرؤية المملكة 2030، تملي على مؤسسات التعليم العالي مواكبة هذه التطورات من خلال الاستجابة الخلاقة والتناغم الذكي والواعي مع أحدث التجارب العالمية الناجحة في مجال التعليم العالي؛ سواء في أساليب تقديمه، أو استراتيجيات تطويره، أو نماذجه التقنية والرقمية، أو سياساته ونظمه وإجراءاته.

ولفت معاليه النظر إلى أن المهتمين والمتابعين لعدد من التقارير والدراسات المستقبلية التي تصدرها منظمات عالمية مرموقة مثل: اليونسكو، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والبنك الدولي، وكبريات مراكز البحث والتفكير يدركون أهمية هذا النموذج التعليمي التقني الذي يقوم على الدمج بين معطيات التعليم في قاعات الدرس وجها لوجه والآفاق الكبرى التي يتيحها التعليم الالكتروني.

وأشار معاليه إلى أن نموذج التعليم المدمج فوق أنه يعد التوجه المستقبلي للتعليم العالي كما يؤكد ذلك تقرير صادر عن معهد السياسات العامة في جامعة لندن، فإنه يحقق ثلاث مواصفات مهمة ومميزة لأي نظام تعليم عال ناجح، وهي: الجودة، العدالة، توسيع فرص التعليم والتدريب؛ وذلك عبر تأسيس رؤية جديدة وإبداعية غيرت مفاهيم التعليم والتعلم والتقييم والمعرفة وكيفية بنائها ونشرها واستثمارها ( بدلا من استهلاكها فقط) وتحليلها وتطبيقاتها المتنوعة.

وبين معاليه أن تنظيم الجامعة السعودية الإلكترونية للمؤتمر الدولي للتعليم المدمج والورش المصاحبة للمؤتمر، يعد خطوة إضافية في هذا الاتجاه تقوم بها الجامعة تصب في مجال تحقيق الدوائر الثلاث لبناء مجتمع المعرفة واقتصادياتها وهي: خلق المعرفة، ونشرها، وتطبيقها؛ وذلك فيما يتعلق مجال الأنظمة التعليمية المعاصرة من خلال احتكاك الباحثين من مختلف المدارس وتبادل الخبرات والتجارب المؤسسية لجامعات رائدة في هذا المجال.

وذكر أن من أهم ما يميز هذا المؤتمر هو التنوع الذي تضمنه برنامجه وفعاليته حيث يشارك فيه نخبة من الباحثين الذي يمثلون دولاً متعددة، ومؤسسات تعليمية محلية وإقليمية ودولية، وهيئات التقويم والاعتماد الأكاديمي، بالإضافة إلى إشراك مؤسسات القطاعات المختلفة بالدولة كقطاع العمل، والاقتصاد ومؤسسات التدريب، وبيوت الخبرة المحلية، مما يعزز فرص نجاح هذا المؤتمر الدولي للتعليم الإلكتروني الذي يهدف إلى تحقيق اقتصاد المعرفة.

من جهته أشار مدير الجامعة السعودية الإلكترونية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى في كلمة مماثلة إلى أن تقنيات المعلومات والاتصالات المعاصرة للمؤسسات التعليمية أسهمت في تأسيس بيئة تعليمية مبتكرة لتحفيز وتعزيز عملية التعليم والتعلم، وأنه يجري تطوير مفاهيم تعليمية جديدة آخرها مفهوم التعليم المدمج الذي شهد انتشاراً واسعاً بين مؤسسات التعليم العالي على مستوى العالم.

وقال الدكتور عبدالله الموسى «لقد بادرت الجامعة الإلكترونية إلى تنظيم أول مؤتمر دولي حول التعليم المدمج بالمملكة العربية السعودية، الموسوم بـ (المؤتمر الدولي للتعليم المدمج: الطريق إلى اقتصاد المعرفة) بهدف استقطاب الخبراء من جميع أنحاء العالم لعرض آخر المستجدات والتطورات في هذا المجال، علاوة على استقطاب مؤسسات تعليم عالٍ رائدة لاستعراض التجارب الناجحة في مجال التعليم المدمج».

وأضاف «إن الاهتمام بتنظيم هذا المؤتمر يأتي بوصف الجامعة السعودية الإلكترونية إحدى المؤسسات التعليمية الحكومية المكملة لمنظومة مؤسسات التعليم العالي في المملكة، والمساهمة في بناء اقتصاد ومجتمع المعرفة من خلال رؤية المملكة  2030 ، ولأنها تتبوأ الريادة في تبني نموذج التعليم المدمج محليا وإقليميا وعربيا، وتنتهج هذا النمط في كل برامجها العلمية على مستوى الدراسات الجامعية والدراسات العليا .

ويسلط المؤتمر الدولي للتعليم المدمج جهوده على مدى ثلاثة أيام على خمسة محاور تناقش موضوعات : التعليم المدمج توجه جديد في التعليم، والتعليم المدمج في اقتصاد المعرفة، والجودة والاعتماد في التعليم المدمج، والتجارب العالمية في التعليم المدمج، وفرص التعليم المدمج وتحدياته المستقبلية.