عضو مجلس الشورى آل فارح لـ «آفاق»: إغلاق المحال التجارية ومراكز الخدمات وقت الصلاة ليس همنا الأكبر
جوهرة الشهراني
أكد عضو مجلس الشورى الدكتور سلطان آل فارح، أن السعودية تدفع سنويا 96 مليون ريال سنويا على 800 طفل توحدي سعودي بالأردن، مشيرا إلى أن لديهم توصية لوزارة التعليم تتعلق بإيجاد حلول لمرضى التوحد في المدارس التعليمية. وكشف خلال الحوار الذي أجرته معه «آفاق» أن إقامة المباريات الرياضية في المدن السياحية بالسعودية يدعم السياحة، مؤكدا أن هناك مدنا سياحية مؤهلة لأن تقام فيها تلك المباريات كأبها، والباحة، والطائف، معتبرا أن إقامتها بها يعتبر دعما بطريقة غير مباشرة للسياحة، مؤكدا في ذات الوقت أن إقامة المباريات في لندن بدون جدوى اقتصادية ولا اجتماعية ولا سياحية منها.
في البداية هلا أخبرتنا متى انضممت إلى مجلس الشورى؟
أنا عضو مجلس الشورى منذ عام ١٤٣٨/٣/٣. والعمل في مجلس الشورى مختلف تماما عن أي عمل آخر، فيه النقاش، والحوار، واللجان، والتوصيات، فيه الاستشارات، عمل وطني كبير جدا نتشرف جميعا بخدمة هذا الوطن من خلال قبة مجلس الشورى.
ماذا عن توصياتك بالمجلس وهل لجامعة الملك خالد نصيب منها؟
تقدمت بأكثر من عشر توصيات سواء فردية أو مشتركة، وهي منوعة منها ما كانت على وزارة الصحة، ومنها ما كانت على وزارة النقل، ومنها ما كانت على وزارة التعليم، ومنها ما كانت على مؤسسة التقاعد، وصندوق موارد البشرية، بالإضافة إلى وزارة الإعلام، كلها نحاول أن نسلط عليها الضوء، ونقدم رأي، وتوصية تنفع شباب وشابات هذا الوطن. وفيما يخص جامعة الملك خالد فهي تندرج تحت وزارة التعليم يرد المجلس تقرير وزارة التعليم، وأي توصية على وزارة التعليم تنعكس على جامعة الملك خالد بطريقة غير مباشرة.
ولدينا توصية لوزارة التعليم، فيما يتعلق بإيجاد حلول للمرضى في المدارس التعليمية لمرض التوحد في المملكة العربية السعودية، وخصوصا أن المملكة تدفع قرابة 96,000,000 سنويا على 800 طفل يدرس في الأردن وهذه توصية على مستوى التعليم العام،.
وهناك توصية للجامعات أن يكون هناك تعاون بين الجامعات، وبين وزارة الخدمة المدنية، وبين وزارة المالية أيضا، حتى توفر وظيفة معيد مباشرة، وتكون هناك وظيفة موجودة، وجاهزة للجامعة، بعد تخرج الطلاب والطالبات؛ لأنه لو انتظرت الجامعات سيذهب الطالب، والطالبة ثم بعد ذلك تأتي الوظيفة في وقت لن يكون هناك متقدمين، وتضطر الجامعات على التوظيف.
وهناك أيضا توصية مشتركة مع أحد الزملاء، وهي أن يستبدل المتعاقدين الحاليين غير السعوديين في الجامعة، بسعوديين يحملون الدراسات العليا بعقد سنوي، ومن يثبت جدارته في المستقبل يوظف في هذه الجامعة.
قلت في تغريدة لك: «تصحيح وضع التوطين، وإحلال السعودي بدل المقيم زاد غضب العمالة، وحقدها على السعودية» ما الرسالة التي تريد إيصالها من خلال هذه التغريدة؟
كل سعودية وسعودي مع هذا التوجه، وهذا يوفر فرصا كبيرة لشباب والشابات في البلد، ومقصدي من هذه التغريدة أنه لابد علينا كمواطنين وشباب وشابات ووزارة عمل أيضا التنبؤ بأن المقيم الذي كان يعمل على وظيفة معينة، لا يريد أن ينقل خبراته أو يساعد الموظفين على الإبداع، ولا يريد أن يخرج.
بالتالي لابد أن نتنبه لهم، وهناك أيضا عمالة من جنسيات مختلفة لديهم حقد على المملكة، وزاد حقدهم عندما طلب منهم مغادرة، أوتوطين وظائفهم، وربما يكونوا من أكبر الأعداء في المملكة أو خارجها.
من يتابعك في تويتر، يلمس اهتمامك الكبير بتطوير سياحة منطقة عسير، فهل هناك توصيات قادمة من قبل مجلس الشورى لتطويرالمنطقة سياحيا؟
مجلس الشورى يتكون من أعضاء يمثلون كل منطقة، ويمثلون الوطن عامة، وأنا شخصياً تحدثت في مجلس الشورى، ومنتدى الاستثمار الذي عُقد في منطقة عسير أكثر من مرة، وقلت: إننا نملك في منطقة عسير مقومات كبيرة جدا للسياحة، ولكننا نفتقد إلى التخطيط الجيد، أواستقطاب الموارد.
وهناك أمور كثيرة تحتاجها المنطقة، حتى تكون سياحية بالدرجة الأولى، وخصوصا أن الأجواء لدينا معتدلة سواء في الصيف أو الشتاء، ونستطيع أن نحقق السياحة الصيفية والشتوية. وهناك كثير من التوصيات قدمت للهيئة العليا للسياحة، وإن شاء الله تصب هذه التوصيات في تطوير هذه المنطقة، وجميع مناطق المملكة.
ظهرت في برنامج إخباري تلفزيوني، وتطرقت لمشروع «نيوم» وقلت إن الهدف الأساسي ألا نعتمد على إيرادات النفط، ونوسع مجال الإيرادات، بعد مرور عدة أشهر هل ترى أننا استطعنا أن نحقق نسبة من هذا الهدف؟
نعم، هذا هو الحاصل الآن، والتي أخبرتنا به الإحصاءات سواء في مصلحة الهيئة العامة للزكاة والدخل، أو حتى الإيرادات غير النفطية.
وهناك ارتفاع كبير جداً في الإيرادات النفطية، وهذه حقيقة واتجاه سليم، حتى نتحول من الاعتماد على المصدر الأساسي النفط، ويكون هناك تنوع للدخل والإيراد، أيضا زيادة الإيرادات في الاتجاهات الأخرى تزيد وتحسن نوع الخدمة للمواطن.
موضوع إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة لا يزال متداولا بين من مؤيد ومعارض، ما رأيك أنت، وهل هناك توصيات ستخرج على طاولة مجلس الشورى بهذا الخصوص؟
من وجهة نظري الشخصية أن هذا الأمر لا يهم المواطن بدرجة كبيرة، أنا لست متخصصا في الشرع، ولا أريد أن أدخل في الأمور الشرعية، قد يرى شرعيون أن هذه الشعيرة لابد أن تحيى وتقام، ومن جهة أخرى هناك من يرى أن في الأسواق تستطيع أن تصلي أي وقت. لذلك حقيقة أنا شخصيا لست مهتما كثيرا بهذا الموضوع، ولا يعني لي شيئا، قد يكون أهم ما في الموضوع هو ما يتعلق بالصيدليات، ومحطات الوقود على الطرق العامة، ربما أنا اتفق أن تبقى مفتوحة خلال الصلاة لتخدم المسافرين.
في تغريدة لك ذكرت أن التجنيد الإجباري هو أحد أهم الحلول للشباب «المفحطين» إن كان طوعا أو عقوبة، هل ترى أن هذا الحل سيحد من الظاهرة؟
السؤال جميل جدا، سأذكر لكم مثالا، كان هناك شخص يفحط داخل الأحياء في الساعة الثانية صباحا، ولا أستطيع أن أحمل المرور المسؤولية؛ لأنهم لا يستطيعون أن يدخلوا في الأحياء، ربما لو كانت هناك كاميرات يكون الوضع أفضل.
ولا ينبغي أن تكون العقوبات المرورية مادية، بل ينبغي أن يكون هناك عقوبات مثل: التجنيد الإجباري، وأيضاً العمل في المستشفيات؛ لأنه ليس بمقدور كل شخص أن يدفع المادة، وأيضاً أن تكون العقوبة قاسية، وفي مصلحة الشخص، وأرى أن هذه أحد الحلول المهمة جداً، وواضح جداً أن لديه الفراغ الكبير، وقد يكون لديه المادة، لذلك لن تنفع معه العقوبة المادية.
في إحدى جلسات مجلس الشورى تحدثت عن معاناة أهالي منطقة عسير مع عقبتي «ضلع» و «شعار» التي خلفت الكثير من الضحايا، برأيك لماذا إلى الآن لم يحدث
أي تحرك فعلي نحو هذه المعاناة من قبل الجهات المسؤولة؟
كما قلت سابقا منطقتنا تحتاج الكثير، وجميع مدن المملكة، ويحق لنا في مجلس الشورى أن نسلط الضوء على أي خلل، من خلال التعليق على تقرير الوزارات المختلفة، وهذا دورنا في نقل صوت معاناة المواطن.
وعقبة شعار وضلع أنا سلطت الضوء عليهما، وتحدثت مع المسؤولين حتى بعد الجلسة من أهل المنطقة، ولدينا مشكلة فيما يسمى بأزمة «الأولويات» ويفترض أن تكون هناك إدارة للطرق في عسير أكثر حنكة، وترتيب أولويات، وإن شاء الله نسمع خيرا قادما، ويكون هناك تحرك؛ لكن الأهم أن يكون التحرك من داخل منطقة عسير بتحديد الأولويات.
تحدثت في إحدى الصحف قبل أيام عن وزارة التعليم وقلت ليتهم في بعض الأحيان لم يطوروا مادة «لغتي» ماذا كنت تقصد بذلك؟
في جلسة مجلس الشورى الماضية، تمت مناقشة تقرير وزارة التعليم، وكان لي مداخلة، وكان هناك مسؤولون يستمعون من وزارة التعليم، اردت أن أنبه الإخوان في لجنة التعليم داخل مجلس الشورى على هذه النقاط، وأيضا تنبيه المسؤولين المستمعين في الشرفة. وأنا أخذت «لغتي» مثالا على المناهج الموجودة حاليا، التي بالفعل بحاجة إلى إعادة نظر. الآن منهج «لغتي» كان في السابق ما يقارب ست، أو خمس مواد مستقلة، ثم دمجت في مادة واحدة اسمها «لغتي» وكانت نتيجة الدمج أنه سقطت بعض المواد الأساسية، وأيضا المهارات الأساسية.
لم أتحدث بهذا الكلام من رأي شخصي، أنما عملت استقصاء، مثال: أحد الأقارب ابنه في سنة كاملة، لم يطلب منه كتابة قطعة، ولم يطلب منه تصحيح لقطعة إملائية، حيث يتخرج الطلاب، والطالبات، وهم لا يستطيعون التعبير، والتفكير، وخصوصاً أن الجامعات تطالبهم بعمل مشروعات تحتاج منهم التفكير والكتابة، لذلك القصور في هذا المنهج أثر على بعض الطلاب، حتى توجهوا للمكتبات ولأشخاص يكتبون لهم.
في جلسة مجلس الشورى الـ 56 طالب المجلس الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتوسع في تنفيذ البرامج الوقائية لمحاربة التطرف، وتعزيز الانتماء
الوطني هل لك أن تحدثنا عن هذه المطالبة؟
هذه كانت توصية مقدمة من بعض الزملاء، بحيث يكون هناك برامج وقائية من التطرف لدى الشباب، أحياناً بعض الشباب المتهور في بداية العمر، يكون لديه تطرف في الأفكار، وتعصب في الفكر سواء لرأيه الشخصي، أو لأفكار معينة، وبالتالي يلغي الرأي الآخر، وهذا يسبب له إشكالية فيما بعد، ربما ينضج لاحقا لكن بعد فوات الوقت.
وما تريد أن تُحاكيه هذه التوصية، أن يكون لدينا اعتدال وليس التطرف، لا في اليمين ولا في أقصى اليسار، واعتدال في اتباع منهج أهل السنة والجماعة في المملكة العربية السعودية، والمحافظة على مقدرات الوطن، والمصلحة العامة أكثر من المصلحة الشخصية، وقبول الطرف الاخر، وتقبل الآراء، مالم تتجاوز الكتاب والسنة.
«أتمنى تغيير الفكرة مستقبلا، والاتجاه الي إقامة هذه المباراة في إحدى مدن المملكة السياحية»، كان ذلك تعليقك على خبر مباراة السوبر، التي من المعتاد أن تقام خارج المملكة، من وجهة نظرك المدن السياحية في الوطن هل هي مهيأة لإقامة مثل هذه البطولات؟
أولا، نعم هي مهيأة، ولدينا مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز في المحالة بمدينة أبها، ومدينة الملك فهد في مدينة الطائف، ومدينة رياضية في الباحة، حتى وإن لم تكن مستعدة، فالمبالغ أو حتى الرعايات التي دفعت في تلك المدن، نستطيع أن نستقطبها بطريقة غير مباشرة، لدعم المدن لدينا، نأخذ المحالة على سبيل المثال، لو أقيمت فيها سنويا هذه البطولة، أولا.
هناك جمهور كبير من أبناء وبنات المنطقة، وخصوصا بعد السماح للمرأة بدخول الملاعب، ونستطيع في الأعوام القادمة أن نستفيد من مبالغ الرعاية، والمبالغ التي ستدفع في تطويرهذه المدينة، من خلال إضافة مقاعد، وأيضاً إضافة مواقف، وخدمات.
وهذا دعم للسياحة لدينا بطريقة غير مباشرة، وبالتالي لدينا منافع كبيرة من خلال إقامة هذه المباريات، و إقامتها في لندن حتى يحضرها السياح والمقيمون، ليس هناك جدوى منها لا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا سياحيا.
تواجه المملكة العربية السعودية حملات إعلامية شرسة تقودها بعض وسائل الإعلام، ما تفسيرك لهذا الوضع الراهن؟
فعلا هي تواجه حملة شرسة وأنا ذكرت في إحدى التغريدات، أنها لا تخلو من أن يكون الدافع الحقيقي خلفها، إحدى المسببات التالية، إما أسباب تاريخية، أو دينية، أو حقد على الاقتصاد والخيرات التي تزخر بها المملكة.
وهناك أحكام مبكرة على المملكة العربية السعودية، بالرغم من أنهم دائما ما يستبقون الأحداث، وهذا ما يثبت دليلا قطعيا أن تلك القنوات، وهؤلاء الأشخاص قد يكونون مجندين، أو مدعومون، أو يبحثون عن المال، أو الشهرة على حساب المملكة، أو لديهم دوافع خفية، لكن ينبغي أن يعي كل مواطن ومواطنة، أننا مغبوطون، وليتنا مغبوطين، بل محسودون للأسف على نعمة الأمن والأمان وعلى نعمة الحرمين ونعمة اقتصاد بلدنا.