أ. زهرة آل ظافر: الجامعة بيتي الأول والشهادة الدراسية لا تصنع موهوبا

تاريخ التعديل
6 سنوات شهران
أ. زهرة آل ظافر: الجامعة بيتي الأول والشهادة الدراسية لا تصنع موهوبا

ريم العسيري

اعتبرت الأديبة المعلمة بالمتوسطة 25 والثانوية 19 التابعة لمكتب تعليم خميس مشيط، خريجة بكالوريوس اللغة العربية وماجستير الإدارة والإشراف التربوي  الأستاذة زهرة آل ظافر، أن الدراسة لا تمنح الإنسان موهبة لا يملكها من الأساس، مشيرة إلى أن هناك فرقا كبيرا بين شاعر مثقف لغويا ومصقول علميا بالدراسة والتعليم، وآخر لم يعمل أي شيء لتطوير نفسه وموهبته؛ وكشفت خلال الحوار الذي أجرته معها «آفاق» أن علاقتها بالجامعة ممتازة، ولم تنقطع بعد التخرج، وتشعر أن الجامعة  لم تزل بيتها الأول الذي لا يمكن أن تهجره.

ما السر في اختيارك لتخصص اللغة العربية لدراسته في مرحلة البكالوريوس؟ 
في الحقيقة، كان لدي ميول أدبي فني منذ الطفولة لكتابة الشعر وتذوقه وميول للرسم والخط، ولكل ماله علاقة بالجمال والإبداع؛ فتخصصت في المسار الأدبي بالثانوية، ومن ثم قسم اللغة العربية بكلية الآداب والتربية؛ لأنه كان القسم الملائم لميولي وموهبتي، وأذكر أنني درست فيه بشغف وحب ورغبة كبيرة دفعتني للتفوق والحصول على أعلى الدرجات، وكنت من الأوائل على الدفعة أثناء تخرجي.

هل خدمت الدراسة موهبتك الشعرية؟
الدراسة لا تمنح الإنسان موهبة لا يملكها من الأساس؛ فقد كنت أقرض الشعر  منذ سن العاشرة، ولكن هناك فرق كبير بين شاعر مثقف لغويا ومصقول علميا بالدراسة والتعليم، وآخر لم يعمل شيئا لتطوير نفسه وموهبته.

ما الذي علق بذاكرتك من مرحلة الدراسة الجامعية؟
علق الكثير والمثير، فمنذ ٢٠عاما أحببت أستاذاتي وأساتذتي وتعلقت بهم  كنماذج أحتذيها طوال حياتي في العلم والعمل، وكنت ومازلت أحزن كلما تذكرت أن عددا منهم رحلوا عن الدنيا، وأن آخرين لا استطيع الوصول إليهم لأسأل عن حالهم. غفر الله لميتهم، وأحسن لحيهم، ونفع بعلمهم الأمة. 

ما الذي كان يميز الحياة الجامعية آنذاك؟
كان يميزها الجدية والعلمية، وهيبة العلم والمعلم، وقيمة الأستاذ والعميد، كان يميزها أننا تخرجنا بعلم نافع، وتمكن ناجع بمادتنا العلمية، نفخر به، ونباهي أقراننا من الجامعات الأخرى.

هل حظيت بالدعم من أعضاء هيئة التدريس آنذاك؟
كما أسلفت، كان الدعم الأكبر هو جدية الأساتذة وتمكنهم العلمي، وهذا ما يطمح إليه كل طالب وطالبة، كما لاحظت تقديرا من أستاذاتي وأساتذتي لموهبتي  الشعرية فور علمهم بها، وتحفيزا لا تمييزا لي لمسته في آخر سنتين جامعيتين.

كيف طورت  ذاتك أثناء الدراسة الجامعية؟
طورت ذاتي بالتزامي التام والكامل بفهم واستيعاب كل ما أسند إلي تعلمه ووعيه من مواد، منذ أول يوم دخلت فيه الجامعة، حتى أنني مازلت أحتفظ بمذكراتي ودفاتري وكتبي، وحتى بأصغر قصاصة من الورق كتبت عليها معلومة أوفائدة؛ لتبقى مرجعا ونبراسا أعود إليه كلما دعت الحاجة.

كيف تصفين علاقتك بالجامعة بعد التخرج؟ 
علاقة أصفها بالممتازة؛ فالجامعة ما زالت تدعوني لبعض المناسبات والفعاليات لتقديم قصائدي والمشاركة بها، وهذا بحد ذاته شرف كبير لي أتقلده من جامعتي، ويثبت لي يوما بعد يوم أنها مازالت بيتي الأول الذي لا يمكن أن أهجره، ولا أستطيع إلا أن أحبه وأن استمر في التواصل معه.

درست الماجستير في الإدارة التربوية، لماذا هذا التخصص بالتحديد على الرغم من ميولك  الأدبية؟
التخصصات التربوية هي التخصصات المتاحة فقط للمعلمين والمعلمات في لائحة الايفاد الداخلي؛ لإكمال دراستهم العليا، على حد علمي، لذلك لم أجد بدا من اختيار أحد المواد التربوية لإكمال تعليمي والحصول على الترقية المرتبطة بالمؤهل الجديد.
لكن هذا لا يعني أنني أجبرت على هذا التخصص أو أنني لم أستفد منه، فقد كان تخصصا رائعا ومفيدا جدا لمسيرتي المهنية آنذاك كمديرة مدرسة ومعلمة، استفدت منه كثيرا وفتح لي المزيد من الآفاق لإكمال الدكتوراه بقسم  الفلسفة التربوية مستقبلا بإذن الله.
أما تخصصي الأدبي واللغوي فلم أنقطع عن الاستزادة من العلم فيه أبدا؛ فأنا  قارئة جيدة، ولدي مكتبة ضخمة بمنزلي للبحث والتزود المستمر، ولله الحمد. 

ما الدعم الذي تحتاجه المواهب الأدبية الـناشئة؟
تحتاج المواهب الأدبية أولا إلى اكتشافها ثم حصرها وتوجيهها وجهة سليمة، وتقديم الدعم المناسب لها من الناحيتين التطويرية والتحفيزية.

ما هي المشرعات العلمية والثقافية التي تعتزمين تنفيذها مستقبلا؟
لدي الكثير من المشاريع التي أعمل عليها، وأتمنى أن ترى النور قريبا ومنها طباعة ديواني الشعري القادم، وإنشاء صالون ثقافي خاص بالمرأة في عسير.

ما نصيحتك للطالبات الموهوبات في مجال الكتابة الأدبية؟
نصيحتي للموهوبة أدبيا أن تقرأ وتقرأ وتقرأ، ثم تكتب؛ لأنه لا محتوى أدبي جيد و قيم بلا ثقافة.

هل هناك ما تودين إضافته؟
أشكركم على استضافتي ومنحي شرف هذه المساحة من «آفاق»، وأعتز بثقتكم.