طبيب جراحة العظام علي الشريف: عدم تمكني من إسعاف وإنقاذ طالب من الموت حملني لدراسة الطب

تاريخ التعديل
6 سنوات شهر واحد
طبيب جراحة العظام علي الشريف: عدم تمكني من إسعاف وإنقاذ طالب من الموت حملني لدراسة الطب

 ريم العسيري

كشف طبيب جراحة العظام المقيم  بمستشفى عسير المركزي علي عبد الله الشريف, خلال حوار أجرته معه «آفاق» أن عدم وجود مستشفى جامعي يؤثر على مستوى طالب الطب، ويسبب قصورا في الجانب العملي لديه، مؤكدا أن المستشفى الجامعي يتيح للطالب ربط المعلومات النظرية بالتطبيق العملي، مما يمنحه قوة وثباتا في المعلومات، ويزود الطالب بالعزيمة والصبر. 

ما الذي  دفعك  لدراسة الطب؟
في مقتبل العمر بالصف الأول الثانوي كانت توجهاتي مختلفة كل الاختلاف عن الاتجاه الطبي، ولم أر أمامي سوى تخصصين؛ أحدهما سلب عقلي والآخر استحوذ على جوارحي، فمواصلة دراستي في تخصص الرياضيات كان يسيطر على طموحي، ولكن فاتنة الكل «اللغة العربية» كانت خياري الآخر بسبب البيئة الشعرية التي نشأت وترعرعت فيها، ولكن كان هناك حدث غير كل ذلك، ففي ذات يوم، وبعد الاختبارات النهائية للفصل الأول من العام حضرت مشهدا غير كل توجهاتي. 
كان يقف أمامي أحد الطلاب وهو يحاول عبور الشارع المقابل للمدرسة، وما أن خطى خطوتين حتى تعرض لحادث، وظل ملقى على قارعة الطريق في مشهد يدمي القلوب والأكباد، وتجمهر الطلاب، حتى بلغ عددنا ما يقارب 450 طالباً، ولم يستطع واحد منا أن يقدم له المساعدة بالطريقة الطبية المناسبة، وانتقل على إثرها إلى الرحيم الغفور، هذا المشهد المرسوم بالدماء المليء بخيبة الأمل غير كل توجهاتي، وحملني إلى أن أكون عضواً نافعاً في مثل هذه المواقف، بدلا من  أن أكون عثرة للمسعفين، ومن هناك بدأت البحث عن المؤهلات العلمية وعن الطرق المؤدية لدراسة الطب. 

كيف كانت تجربة دراستك  للطب في جامعة الملك خالد؟
تجربة فريدة من نوعها  فهي مزيج من الكر والفر واليأس والأمل والبذور والحصاد، أو كما قال عز وجل «سَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ» لا أستطيع أن ألخص سبع سنين بكل ما حملت من مشاعر وذكريات في سبع أسطر أو حتى سبع مجلدات؛ ولكن مختصر القول أنها أجمل أيام العمر وكما قال والدي العظيم «أنا أتلذذ بالتعب وأنا أتلذذ بالنجاح» وما يميز تلك التجربة ثلة من الأصدقاء بحمد الله تعالى لم نفترق إلى يومنا هذا، مترعون بالوفاء، كانوا لي السند والعون في وقت الحاجة وكانوا لي ناصحين إن أخطأت ومنبهين إن  غفلت لا يجمعني بهم إلا حبنا في الله جل جلاله.

ما الذي حملك إلى اختيار تخصص الجراحة؟
في الحقيقة اخترت تخصص جراحة العظام  من خلال محاضرات الأستاذين في الجامعة الدكتور: سعيد القحطاني والدكتور: عبدالله بن رايزة، الذين قدما هذا التخصص بصورة جعلتني أغرم به، ووجدت أن تخصص العظام من التخصصات التي تشكل العمود الفقري لكل مستشفى سواء من ناحية الاحتياج والنقص الحاصل في عدد الأطباء، أو من ناحية أخرى أنه أحد التخصصات التي تكون في الصف الأول للتعامل مع حالات الإصابات الخطيرة والحوادث أجارنا الله وإياكم. 

ما الأهداف التي كنت تسعى لتحقيقها أثناء الدراسة؟
‏في بادئ الأمر لم أفكر إلا في التخرج من الترم بسرعة‏، وكانت نظرتي قاصرة آنذاك، ولكن على نهاية العام ومع كل ترم تغيرت نظرتي  وزادت بعداً وإدراكاً لهذه المهنة العظيمة، وعاماً بعد عام يزداد الطموح وتتغير الأهداف، ومثل حال كل شخص مهما كان توجهه، لابد من صعاب تعوق طريق نجاحه، ومع كل عقبة يتجاوزها الإنسان تشتد عزيمته وتزداد ثقته  بنفسه ويصبح أكثر خبرة في حل المشاكل، وبفضل الله تعالى حققت معظم أهدافي ومازلت أطمح للمزيد بإذن الله.

كيف كنت تطور من ذاتك كطالب آنذاك؟ 
منذ نعومة أظفاري كان والداي بحكم عملهما كمعلمين نافذة مفتوحة لي على بستان الثقافة، فكنت أجد جواباً وافياً لمعظم تساؤلاتي، وكان لهما كل الفضل بعد الله تعالى في ما وصلت إليه من نجاح.
أما في المرحلة الجامعية فقد وفقت ولله الحمد بدفعة مثابرة بناءة معطاءة تربطها الأخوة ووحدة الهدف، فكنا نتشارك المعلومات فيما بيننا، ونحاول قدر الإمكان التوسع في شتى مجالات الطب هذا على الصعيد النظري بالجامعة.  
أما على الصعيد الآخر بالمستشفى فكانت هناك بعض الصعاب، حيث إن جامعتنا للأسف لا تمتلك مستشفى جامعي وهذا بالتأكيد يؤثر على مستوى الطالب ويسبب قصورا في الجانب العملي. 

كيف كنت تقضي يومك الجامعي كطالب طب آنذاك؟
يبدأ يومي بعد صلاة الفجر مباشرة، حيث إن منزلي يبعد مسافة ساعة تقريباً عن الجامعة، فبعد تناول وجبة الفطور انطلق متوكلاً على الله إلى الجامعة مترع بالتفاؤل، وتبدأ المحاضرات عادة عند الساعة الثامنة ما بين محاضرات نظرية ومحاضرات عملية، وفي الغالب ينتهي الدوام على تمام الساعة الثالثة، وأعود بعد ذلك لمنزلي لأخذ قسط من الراحة ومن ثم أعود إلى كتبي وأراجع ما درسته لهذا اليوم لآخذ فكرة أوسع عن الموضوع ولتكون مراجعته أسهل. 

هل كان لك مشاركات علمية أثناء الدراسة الجامعية؟   
شاركت في عدة أبحاث علمية في مجال الطب منها بحث فائز بالمركز الثاني على مستوى العالم العربي. 

هل حققت الأهداف التي كنت تسعى لها؟   
بفضل الله تعالى حققت مبتغاي في هذا التخصص، ومثل كل نفس بشرية جبلت على حب الاستزادة أطمح في أن أكمل مسيرتي في هذا التخصص لأصبح عضوا نافعا لديني ولوطني.

ما المهارات التي يجب أن يجيدها طبيب جراحة العظام؟
يجب أن يملك طبيب العظام  مهارات يدوية عالية، وخيالا خصبا؛ لكي يتميز في علاج الحالات المختلفة من الكسور في الجسم. 

ما المهام التي يقوم بها طبيب جراحة العظام؟
مباشرة حالات الإصابات والحوادث في المستشفى والمرور اليومي على المرضى المنومين والقيام بالعمليات وعلاج المرضى المراجعين. 

ما الذي ينقص كلية الطب بالجامعة خصوصا وأنك أحد خريجيها؟ 
ينقصها وجود مستشفى جامعي يتيح للطالب ربط المعلومات النظرية  بالجزء العملي بالمستشفى مما يعطي قوة وثباتا في المعلومات ويزود الطالب بالعزيمة  للتوسع في القراءة. 

هل يجب أن يبقى الخريج على تواصل مع كليته؟  
بالتأكيد، لابد أن يعود الفرع إلى الأصل، فكل خريج من جامعة الملك خالد هو نتاج هذا الصرح المبارك، وأقترح أن تكون هناك ملتقيات سنوية للخريجين، تقوم بها الكليات لطلبتها بحسب كل دفعة.
 
كلمة لطلاب الطب بالجامعة؟  
اسأل الله لهم التوفيق في مسيرتهم العلمية، وأذكرهم أن النصر صبر ساعة. فهي أيام تعب ومجاهدة للنفس يعقبها فرح وسرور بإذن الله. 

بطاقة

• علي عبدالله الشريف
• المؤهل العلمي:
بكالوريوس طب وجراحة.
• سنة التخرج: 2009.
• المسمى الوظيفي: طبيب مقيم في برنامج جراحة العظام.
• جهة العمل:
مستشفى عسير المركزي.
• متطوع نشط في جمعية
الكوثر الصحية.
• عضو في جمعية عناية الصحية.
• عضو سابق في  نادي
الطب والإبداع.