بحث يكشف صلة لهجة ظهران الجنوب باللغة الفصيحة

تاريخ التعديل
6 سنوات 10 أشهر
بحث يكشف صلة لهجة ظهران الجنوب باللغة الفصيحة

ريم العسيري

كشف بحث صادر عن جامعة الملك خالد، أعدته الباحثة تهاني جبران مهدي آل عامر الوادعي، وأشرف عليه أستاذ علم اللغة بقسم اللغة العربية وآدابها، الدكتور عباس علي السوسوة، عن صلة لهجة ظهران الجنوب بالفصحى من خلال دراسة  اللهجة من حيث الظواهر الصرفية والنحوية. وجاء البحث بعنوان «لهجة ظهران الجنوب وصلتها بالفصحى.. دراسة في البنية و التركيب».

منهجان وصفي وتاريخي
استخدم البحث المنهج الوصفي الذي يصف اللهجة المدروسة كما هي، فيبين ما لها من خصائص، وما بين عناصرها من علاقات بهدف الوصول إلى القواعد العامة التي تحكم اللهجة.
كما استخدمت الباحثة المنهج التاريخي لتأصيل هذه الظواهر، مبينة علاقتها بالفصحى ما أمكن، كما استخدمت الباحثة وسيلتان هما: الملاحظة والتسجيل.

شنشنة وعنعنة
وبيّن البحث أن لهجة محافظة ظهران الجنوب تميزت بالشنشنة، والعنعنة والطمطمانية، وزيادة ألف على آخر الفعل عند مخاطبة المذكر لسؤاله عن أمر ما فيقولون مثلا: أنت كتبتا، فعلتا، صنعتا.

إبدال الجيم ياء
 كما تميزت لهجتهم أيضا بإبدال الجيم ياء مثل: الجبل والجمل يقولون اليبل واليمل، وإبدال الضاد بالظاء: فيقولون مثلا بعظهم بدلا عن بعضهم، وغير ذلك  مما تميزت به تلك اللهجة.

أهمية البحث
وتكمن أهمية موضوع البحث في كون دراسة اللهجات العربية الحديثة ومنها لهجة ظهران الجنوب، هي دراسة للواقع اللغوي الحي الذي لا يمكن تجاهله. كما تكمن أهمية الموضوع في ارتباط  اللهجات العربية ارتباطا وثيقا بالقراءات القرآنية التي تمثل اللهجات جانبا كبيرا منها. ودراسة اللهجات دراسة واعية، تفيد كثيرا في عزو هذه القراءات اللهجية إلى أصحابها، وهي خدمة جليلة للقرآن الكريم الذي قامت الدراسات العربية له وبه.

أهمية الموضوع
كما تكمن أهمية الموضوع في كون اللغة العربية تفتقر إلى معجم تاريخي، شأنها في ذلك شأن غيرها من لغات متقدمة، بل هي إليه أشدّ حاجة للارتباط الوثيق بين حاضرها ومستقبلها وبين ماضيها، ودراسة  اللهجات القديمة والحديثة من أهم أسس وضع مثل هذا المعجم. 
دافع الاختيار
وكان الدافع لاختيار الباحثة لهجة ظهران الجنوب، أنها تربت وترعرعت في أحضان تلك المحافظة، وسمعت حكاياتها من الآباء والأجداد، ما جعلها تتقن تلك اللهجة، بالإضافة إلى رغبة الباحثة في التعريف بلهجة محافظتها إلى المجتمع.
 كما أن موضوع لهجة محافظة ظهران الجنوب موضوع بكر لم يدرس دراسة علمية من سابق حسب علم الباحثة.

لهجات إلى زوال
ووفقا للبحث، فإن بعض اللهجات الأصلية في محافظة ظهران الجنوب آخذة بالاضمحلال والزوال؛ بسبب موت عدد من الجيل الذي يحتفظ باللهجة الأم، ومن هنا نبعت أهمية هذه الدراسة، حيث عملت  الباحثة على جمع تلك اللهجة من أفواه السكان الأصليين.

 نتائج البحث في الظواهر الصرفية
• تتفق اللهجة مع العربية الفصحى في استعمال الأبنية العشر للاسم الثلاثي المجرد و الواردة في العربية الفصحى.
• استخدمت اللهجة صيغة من الصيغ الشاذة للاسم الثلاثي المجرد في الفصحى وهو بناء (فُعِل)، نحو: كُحِل، عُطِل.
• الغالب في مصادر الفعل الثلاثي المجرد في اللهجة، أنها سماعية كما هو الحال في الفصحى، ولا ننكر أنها استخدمت أوزاناً قياسية.
• يُلحظ على لهجة ظهران الجنوب أنها استخدمت 18 صيغة من بين 32 صيغة لمصادر الفعل الثلاثي المجرد،  وهي هنا غير متفقة في استعمال جميع مصادر الفعل الثلاثي المجرد في الفصحى.
• تتحد الصورة اللفظية في المصوغ من غير الثلاثي في أسماء الزمان، وأسماء المكان، واسم المفعول، والمصدر الميمي.
• جاء في اللهجة ألفاظ خاصة للدلالة على الزمان والمكان لا وجود لها في الفصحى، نحو: محل.
• لم تستعمل اللهجة بناء (فعِل يفعِل) من أبنية الفعل الثلاثي مع مضارعه.
• تختلف اللهجة مع العربية الفصحى، في مضارع الفعل الرباعي، فالفصحى تضم حرف المضارع  واللهجة تفتحه.
•  إبدال كاف الخطاب شيناً عند خطاب المؤنث فقط، نحو: «كيف حالش، اِيش قومش؟».

نتائج  البحث في الظواهر النحوية
• استعملت اللهجة الجملة البسيطة المكونة من عنصري الإسناد (المسند + المسند إليه) الجملة الفعلية والاسمية.
• في اللهجة كل أنواع الجمل: البسيطة ، والممتدة ، والمتعددة ، والمركبة.
• علاقة التقديم والتأخير في اللهجة حُرَّة، في الجملة الاسمية أو الفعلية.
• تستعمل لهجة ظهران الجنوب الموصول  (اللي) ضميراً لجميع الحالات.
• صيغة المثنى الموصول غير مستعملة في اللهجة.
• تستعمل اللهجة ألفاظاً تدل على التوكيد المعنوي، نحو: كلّ، جميع، نفس، عُمر،  شحم ولحم.
• أحدثت اللهجة أداة للاستثناء هي: ما بِلا.
• تستخدم لهجة ظهران الجنوب أدوات سابقة للفعل المضارع خاصة، وهذه الأدوات هي: باء الاستمرارية وباء المستقبلية _ قد.
• استعملت اللهجة في أسلوب الاستفهام أدوات لم تستعمل في الفصحى منها: شي، وين، فين، ايش.
• يأتي الاستفهام دون أداة إذ تغني النغمة عنها .
• تأتي في اللهجة أدوات تشبه الشرط مثل: لا.