د. آل جلالة: فترة الدراسة الجامعية فرصة لبناء الذات واكتساب مهارات الحياة

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر
د. آل جلالة: فترة الدراسة الجامعية فرصة لبناء الذات واكتساب مهارات الحياة

مشهور العمري

 

أكد الأستاذ بقسم الطب النفسي بكلية الطب والمدينة الطبية بجامعة الملك خالد الدكتور بندر آل جلالة أن الطب النفسي هو أحد فروع الطب , ويهتم بتشخيص وعلاج الاضطراب النفسية , حيث يدرس الطبيب النفسي في كلية الطب لمدة سبع سنوات , ثم يدخل بعدها مرحلة الزمالة الطبية لعدة سنوات.

جاء ذلك خلال حديثه في صالون «آفاق»، حيث أشار إلى أن علم النفس أحد تخصصات كليات التربية والآداب , إذ يقوم المعالج النفسي بدراسة مرحلة البكالوريوس فيها، ثم يحصل على الماجستير أو الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي, وكلا التخصصين مهمين في تشخيص وعلاج المرضى, وبينهم نقاط التقاء وتعاون عديدة.

وقال«في كلية الطب يتم تدريس مادة الطب النفسي لمدة شهرين, حيث يضم المنهج على الجانب النظري والجانب العملي.

ولهذا فكل طبيب مهما كان تخصصه يكون قد درس مادة الطب النفسي إضافة إلى بقية التخصصات الأخرى. وهذا من أجل أن يكون لديه معرفة بالأمور الهامة الأساسية في كل تخصص ومنها الطب النفسي».

 

تجربة التأليف

وحول تجربته مع التأليف يقول الدكتور بندر آل جلالة: تجربة التأليف أفادتني كثيرا, من نواحي عديدة أهمها أنها جعلتني أكثر حبا واقتناعا بأهمية القراءة، حيث صدر لي حتى الآن كتابين, أحدها حول التنمية الشخصية، والآخر حول تجربتي في الدراسة بكلية الطب ويحمل اسم «ممر».

وأضاف «في هذا الكتاب سردت  شيئاً مما حدث معي , في دراستي وبنائي لذاتي معرفيا, حكيت قصصا أثرت في وجداني وعقلي, ومواقف دفعتني لأكون أكثر فهما, وأخطاء ارتكبتها وتجرعت مرارتها وتعلمت منها. كتبته لنفسي أولا ثم لمن يريد أن يطلع على تجربة شاب لا يزال يمضي نحو تحقيق رؤيته ويسعى لتأدية رسالته , لديه أخطاؤه وتقصيره, في ذات الوقت اعتاد الركض تحت المطر».

وزاد «مما أسعدني بشدة ردود الأفعال الإيجابية من كثير ممن إطلعوا عليه, حيث وجدوا فيه ما يحفزهم ويجعلهم أكثر استمرارا في طريق تحقيق أحلامهم. وهذا أجمل شيء يتمناه الكاتب, فصدى كلماته وحروفه حين يكون لها تأثيرا في قلوب القراء يعتبر ذلك إحساسا وشعورا لا مثيل له».

وأضاف «أهم ما يجعلني أهتم بالكتابة المستمرة أنها تنظم التفكير وتريح النفس, ومن خلالها يمكنني بناء محتوى أستطيع تقديمه للمجتمع عبر العديد من القوالب الإعلامية, كما أنها أداة هامة جدا للتحفيز نحو مزيد من القراءة والبحث والتأمل».

وأشار الدكتور آل جلالة إلى أن الكاتب المميز هو قارئ مميز بالأصل, ولهذا نجد أن التباين بين الكتاب والمؤلفين يعتمد بشكل كبير على عمق ونوعية ما يقرؤون.

وقال «لم أجد أفضل من أن أبني نظاما خاصا بالكتابة, حيث أكتب وأنشر أسبوعيا عبر مدونتي، لأن الكاتب إذا أراد أن يزيد من مهاراته وتأثيره فلابد له من جعل الكتابة عادة أساسية ضمن عادات حياته».

ويرى الدكتور آل جلالة أن الأنشطة الثقافية مثل المسابقات والبرامج والمحاضرات التي تقيمها الجامعة لها دور هام في تشجيع الطلبة على القراءة والبناء المعرفي.

 

التأثير الثقافي

وأوضح الدكتور آل جلالة أنه قبل عصر الانترنت كان من يكتب في صحيفة أو مجلة يحقق جماهيرية واسعة ويؤثر بشكل كبير, ولكن بعد ظهور الانترنت خف ذلك التأثير وفي ذات الوقت أتيحت الفرصة للكثير ليكتبوا وينشروا عبر المواقع الالكترونية, حتى جاء عصر وسائل التواصل الاجتماعي فأصبح التأثير لا يقتصر فقط على الكتاب المعروفين بل امتد ليشمل جيل من الشباب والشابات وجدوا في تلك المواقع الاجتماعية فرصة ناصعة للتأثير وتطوير ملكة الكتابة والتأليف،  بل كان لتلك المواقع دور فعال في التسويق للكتب والتعريف بها , مما شكل فرصة، لم تحدث كثيرا من قبل، للشباب ليكون لهم إسهام في إثراء المحتوى العربي في مجالات عديدة.

وواصل «صحيح أن البعض استغلوا تلك المواقع واشتهروا من خلالها عبر إمور سلبية وتافهة، ولكن باعتقادي أن التأثير السلبي لمعظم أولئك لن يستمر كثيرا».

 

كلمة أخيرة

إلى ذلك وجه الدكتور بندر آل جلالة رسالة هامة للطلاب والطالبات  قائلا «في المرحلة الجامعية قد لا يعاني الطالب أو الطالبة، في الغالب، سوى من ضغوط دراسية أو ضغوط ناتجة عن العلاقات الاجتماعية, ولكن بمجرد تخرجهم وانتقالهم إلى الحياة العملية سيجدون أمامهم أنواعا أشد من الضغوط منها: ضغوط العمل والضغوط المالية والضغوط العائلية وغيرها من الضغوط التي تكون نتيجة انغماسهم الطبيعي في الحياة وتحمل المسؤولية.

ولهذا ففترة الدراسة الجامعية فرصة قد لا تتكرر لبناء الذات واكتساب مهارات الحياة ومهارات التعامل مع الضغوط ومهارات التعامل مع المال و فن العلاقات الزوجية والتربية وغيرها».

وأضاف «الواقع يبرز لنا وجود أشخاص كانوا على قدر كبير من التميز والفاعلية والنشاط أيام الدراسة الجامعية ولكنهم، للأسف، تأثروا سلبابتفاصيل الحياة وصعوبة بعض أنماطها وتعرضوا لإخفاقات عديدة بسبب فقدانهم لمثل تلك المهارات».