وصف رفض التقنية بالسباحة ضد التيار د. السهيمي: تفاقمت أزمة «صراع التقنية» بسبب تعاملنا مع الجيل الجديد بأسلوب قديم

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر
وصف رفض التقنية بالسباحة ضد التيار د. السهيمي: تفاقمت أزمة «صراع التقنية» بسبب تعاملنا مع الجيل الجديد بأسلوب قديم

مشهور العمري

 

اعترف عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الملك خالد، الدكتور خضران السهيمي بالدور المؤثر الذي لعبته التقنية في تغيير حياة الإنسان بصفة عامة، وحياة الشباب على وجه الخصوص، مشيرا إلى ما يحدث في المجتمع الجامعي، وقال «بعد انقضاء العشر دقائق الأولى في مسألة التلقي داخل القاعة، يبدأ الملل، والمشكلة التي نعاني منها، تتمثل في تعاملنا مع الجيل الجديد بعقليات الجيل القديم، وهو ما سبب أزمة بين جيلين».

وقال الدكتور خضران الذي حل ضيفا على صالون «آفاق»، «نحن نعيش تعددية أجيال في وقت واحد ولم يحسب لها الكثير، والوضع مختلف، فهناك جيل يرفض التقنية، وجيل مهووس بالتقنية يدمن على شبكات التواصل الاجتماعي».

 

الهوس بالتقنية

«التقنية ليست مشكلة، لكن المشكلة في طريقة تعاملنا معها، فالأجيال التي عايشت  دخول جوالات الكاميرا والأطباق (الدش) إلى بيوتنا وغيرها، صدموا حضاريا، واستنكروها في البداية، علما أن لها إيجابيات كما لها سلبيات، واستمرت التقنية بعدها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، والرفض الكامل للتقنية يدل على عدم الوعي».

 

المقصود بالآخر

وأضاف الدكتور خضران« عندما نتحدث عن الآخر فنقصد تقبل الآخر، والرأي المختلف عندما نتحاور، وهناك قضايا يجب أن نتفق عليها كالدين والوطن، فهي لا تقبل الخلاف، وكذلك الأساس الديني وهذا مسلم به».

وزاد «لا أتمنى أن يكون الجيل الجديد ضحية، أو أن تتم المناقشات كمناوشات وحرب وتبادل للتهم، فبعض شبابنا يعانون من برمجة سلبية، وهنا أذكر حادثة وقعت لي عندما سألت بعض الطلاب عن منهج معين، فأدلوا جميعهم بآرائهم، ولكن عندما طلبت تعريفا علميا لها، فوجئت بعدم ردههم».

 

جدلية الحوار والجدال

وأردف «نحن في غنى عن الصراعات التي تحدث بين شبكات التقنية، وعلينا أن نستثمر وقتنا في أشياء أكثر فائدة بدلا من ضياعه في الردود والمناقشات.

كما أن هناك فرقا بين الحوار والجدال، وما يحدث في شبكات التواصل الاجتماعي جدال لا فائدة منه ينتهي غالبا بالسب والشتم والانتقاص وانتصار النفس، والجدال مبني على أحكام مسبقة ليس بتجرد».

 

مجتمع التربية

وواصل الدكتور خضران «المجتمع يتكون من مؤسسات تعليمية رسمية ومؤسسات مجتمعية، ومؤسسات غير رسمية كالأسر، والأخيرة مطالبة بأن تعمل على تخريج جيل واع مثقف يلم بما يحيط به، وأشير هنا إلى وعي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الرجل الذي يريد هتك قيمة أخلاقية من خلال الزنا في المسجد، حيث طبق النبي هنا قاعدة 2*1*2 (عاطفتين-عقلانية-عاطفتين)، حيث لم يضجره أو يردعه بقوة، وإنما أمره بالجلوس بالقرب منه أولا، ثم أنتقل لمنحى آخر عقلي عندما ضرب له الأمثلة وما يترتب على فعله حال أقدم عليه، فالقناعة أحيانا لا تأتي من المرة الأولى، وربما تأتي بعد عشر مرات، وهذه القاعدة أتمنى تطبيقها مع طلابنا وأبنائنا والمغتربين الذي يعيشون معنا».

 

دور الأسرة

وتابع« يجب أن تبني الأسرة أبناءها من حيث الفكر والدين والقيم، وكذلك اجتماعيا، وكل ذلك يجب أن يسير في طريق ووقت واحد، فالطفل يتلقى من مثله الأكبر وهو أبوه وأمه، لذلك يجب أن يكون الآباء والأمهات على قدر كبير جدا من الوعي بظروف هذه الحياة، كما أن الأسرة هي من تغرس القيم التي يصعب كسرها فيما بعد».

وأضاف «تربويا، فإن شخصية الطفل تتكون خلال الخمس السنوات الأولى، وفيما بعد تضاف له خبرات أخرى، وهناك أشياء إذا لم يتم اشباعها عند الطفل خلال هذه الفترة، فستتحول عندما يكبر إلى مرض، فمثلا عدم إشباع الحب والتقدير والاحترام منذ الصغر، يؤدي إلى تمرد الطفل عندما يكبر بحثا عن هذه الحاجة، فيبدأ في البحث عنها وسط أصدقاء السوء، ويصبح قابلا للهدم الأخلاقي، ومعظم الارهابيين عاشوا حالات مرضية نفسية نتيجة نقص في التربية، والشعور بالدونية«

 

سرعة العلاج

عندما يتعرض أي منا إلى مشكلة، عليه أن يعمل على حلها ومعالجتها فورا، ومن ثم حذفها من حياته، وأن لا يتوقف عندها كثيرا لأنها ستستنزف وقته.

وتابع الدكتور خضران« منهج: اذهبوا أنتم الطلقاء.. يجب أن نسير عليه في حياتنا، ونطبقه بكل القواعد التي من الممكن أن تغير حياتنا بشكل أفضل«.

ونصيحة أخرى للجميع« لا تجعل نفسك في خندق يستعملك خلاله الآخرون كيفما شاءوا وأرادوا .. يجب أن تملك استقلالية في التفكير والحوار، وإذا استطاع الأخرون أن يديروك كأدوات، فستخسر كثيرا».

وزاد «الواجب على أعضاء هيئة التدريس ومن يشاركهم الهم، أن يعملوا على تربية  الجيل الجديد من خلال أسلوب تفكير جديد بشكل يتوافق مع ديننا الإسلامي».

 

إشادة بآفاق

وقدم الدكتور خضران السهيمي شكره إلى صحيفة «آفاق» لهذه الاستضافة، وقال عنها «تكمن روعة هذه الصحيفة في مادتها التي تقدمها بشكل ممتع، إضافة إلى التنوع الجميل والمحتوى الثقافي الرائد والكبير، ما جعلها تتبوأ مكانتها فارضة أهميتها وسط الطلاب وأعضاء هيئة التدريس».