إنتقد غياب الرموز عن المشهد الثقافي إبراهيم الألمعي: العمل الثقافي في عسير تحول إلى جزر منعزلة

مشهور العمري
كشف عضو مجلس إدارة نادي أبها الأدبي إبراهيم مضواح الألمعي أن العمل الثقافي في عسير حاضر بشكل جيد، رغم الشكوى من شتات هذه الجهود، على نحو جعل من العمل الثقافي واقعا أشبه بالجزر المنعزلة! ووصف في حوار مع " آفاق" الإنتاج الأدبي المنشور في منطقة عسير بأنه جيدٌ، ومتنوِّعٌ، وأن مشكلة الكتاب والمؤلفين تكمن في ضعف التوزيع.
حدثنا عن الثقافة في منطقة عسير؟
إذا كنا نعني بالثقافة، الإنتاج الأدبي والفني، من شعر وقصة ورواية ونقد أدبي، ومسرح، وفنون بصرية، وفلكلور، وكتابة صحفية، ودراسات تُعنى بالجانب التاريخي والاجتماعي والثقافي للمنطقة، فإنني أقول مطمئنا: إن كل ذلك حاضر بشكل جيد، يمثله في كل مجال أسماء معروفة ومقروءة على امتداد الوطن، وإن كان الطموح والأماني أكبر وأكثر من الموجود؛ وإنما الشكوى من شتات هذه الجهود، والعمل فيما يشبه الجزر المنعزلة، سواء على مستوى المؤسسات، أو الأفراد، أو الاتجاهات، وشكوى غياب الرموز التي يمكن الركون إليها.
بحكم رئاستكم للجنة الطباعة والنشر بالنادي الأدبي كيف تقيم النشر الأدبي في المنطقة ؟
أحسب أن الإنتاج الأدبي المنشور في منطقة عسير جيد، ومتنوع، وإن مشكلة الكتاب والمؤلفين ليست في النشر فهم قادرون على تخطي هذه المشكلة والنشر عبر الأندية أو عبر دور النشر ولو على نفقتهم، ولكن المشكلة في التوزيع.
أما إسهام أدبي أبها منذ نشأته في النشر لمثقفي المنطقة فهو إسهام كبير، حتى لا يكاد يوجد مؤلف أو أديب لم ينشر له النادي الأدبي كتابًا أو أكثر، وغالب من لم ينشر لهم فلأنهم لم يقدموا أعمالهم للنشر في النادي، أو لأمر يتعلق بالعمل نفسه لا المؤلف.
ما هي أبرز الأسباب التي دعتك للكتابة الرواية؟
ليس غريبا أن أكتب رواية، فأنا بالأساس سارد قصصي، غير أني لم أكن أتقصد كتابة الرواية ولا أخطط لذلك، فالمعهود أن تراودني فكرة أو مشهد حتى يصبح هاجسا يلازمني زمنا وجيزا أو مديدا، ثم يتسنى لي معالجته قصصيا، وعلى هذا النحو ألحَّتْ علي فكرة الموت وحال الميت خلال وعقب لحظة مفارقة الروح.
ثم لما بدأت كتابتها وجدت الفكرة التي كانت تتهيأ لتظهر في صورة قصة قصيرة تتمدد وتستعصي، فخطر لي معالجتها روائيا.
وقد كان، خلال سنة من الكتابة والمحو، والمراجعة والتحضير، ولكي أجعل تجربتي على المحك قدمتها لجائزة الشارقة وحققت المركز الثاني من بين خمس وخمسين رواية عربية، فكان ذلك مؤشرا على نجاح التجربة.
وكما كان هاجس الموت دافعا لكتابة «جبل حالية، فقد كان هاجس الحرية الذي لا تستوعبه المعالجة القصصية دافعا لكتابة رواية «عتق».
كيف تصف اهتمام الشباب بالثقافة ؟
لا شك أن الصوارف عديدة، والمحبطات كثيرة، والرموز الثقافية والأدبية المؤثرة غائبة، كل ذلك جعل من الثقافة والأدب؛ والمعرفة بشكل عام شيئًا هامشيا وثانويا في حياة الكبار والصغار، ومع ذلك ففي الشباب من يكون هاجسه الثقافة والمعرفة، وحب الأدب والأدباء بشكل يُدهش، ويعيد بريق كلمة أخيرة ؟
إذا كان قراء هذه الجريدة هم طلاب الجامعة فإنني أدعوهم إلى دخول عالم الثقافة والأدب عبر بوابة (السير الذاتية) لأدباء النهضة الأدبية ومثقفيها
ورموزها، فسِـيَـر الرجال مدرسة الأجيال، وألا ينخدعوا ببريق الأسماء ذات الضجيج الفارغ، فكم كان لتلك الأسماء من ضحايا، ومخدوعين، انتهت بهم طريقهم خلف هؤلاء إلى لا شيء. كما أن عليهم حين يسلكون طريق الثقافة والأدب أن يمتلكوا ذخيرة من الصبر، والمثابرة، والسير إلى أهدافهم السامية بصدق ودأب وتريث، وحينها ستساندهم الظروف فيحققون أهدافهم بعون الله تعالى.