د. فهد المالكي: تسعة مرتكزات رئيسية شكلت الفكر الاجتماعي للملك خالد

تاريخ التعديل
7 سنوات 4 أشهر
د. فهد المالكي: تسعة مرتكزات رئيسية شكلت الفكر الاجتماعي للملك خالد

مشهور العمري 

 

قال أستاذ التاريخ الحديث المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة  دكتور فهد المالكي: إن  خطب وكلمات الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، كانت  تقوم على تسعة مرتكزات أساسية، تمثل مرتكزات البعد الاجتماعي في فكره.

وأكد في حواره مع «آفاق» أن كل المشاركات التي ميزت اللقاء العلمي الرابع لكرسي الملك خالد، ركزت على سيرة سموه العطرة، مشيرا إلى دوره الوطني الرائد في وضع لبنات النهضة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمملكة:  

 

حدثنا عن مشاركات اللقاء العلمي الرابع لكرسي الملك خالد؟

كانت المشاركات العلمية متميزة ومتنوعة، وذات مؤشرات مختلفة، وكلها كانت تصب في إثراء الجانب الاجتماعي للملك خالد.

وفي الحقيقة حضرنا لهذا اللقاء لننهل من معين الملك خالد الصافي، ونرتوي من شذى سيرته العطرة، ونغرف من بحر عطائه اللامحدود، ونقف على أطلال تاريخ الملك الصالح العادل خالد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله تعالى، فما مثلنا ومثله، إلا كما قال محمد بن حسين بن أبي مضر التميمي الطبني شاعر الأندلس في الحكم المستنصر حينما أنشد قائلا:

 

نظر الإله إلى البرية رحمة 

فاختار أفضلها لها وتخيرا

ملك أقام العدل في أيامه

سوقاً فصار الحق فيه متجرا

 

وماذا عن مشاركاتك العلمية

أما ما يتعلق بمشاركتي العلمية؛ فقد كانت تحت عنوان «المجتمع السعودي في فكر الملك خالد بن عبد العزيز من خلال خطبه وكلماته»،  فقد وجدت أن الدراسات عن الملك خالد شكلت أبعادا مختلفة، تاريخياً واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، ولعل أهم تلك الأبعاد، البعد الاجتماعي  في فكر الملك خالد بن عبد العزيز، رحمه الله، وتأثيره في المجتمع السعودي من خلال خطبه وكلماته وما أحدثه في عهده من تنمية اجتماعية طالت كل أركان دولته

 ومن دون أدنى شك فإن قيمة الإنسان تبرز من خلال ما يتفوه به من أقوال، فمتى تكلم الفرد ظهرت شخصيته، وما يدور في خلد تلك النفس البشرية، من كوامن الخير ونوازع الشر، ويمكن إدراك مدى ملاءمتها للحق أو مخالطتها للشر، كما أن الروح الإنسانية مهما أخفت أحد النقيضين ردحا من الزمان؛ إلا أنه سيأتي من خلال أقوالها ما يجعلها تنحاز لأحدهما على الآخر.

بالإضافة إلى ذلك فإن كلام الإنسان هو اللمسة الأخيرة في الصورة التي ترسم في أذهان الناس عنه، وهو المعبر القوي عن طريقته في التفكير ومن ثم طريقته في العمل والتصرف.

وبعد التأمل والقراءة المتأنية في خطب وكلمات الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وجدت أنها تقوم على 9 مرتكزات أساسية تمثل مرتكزات البعد الاجتماعي في فكر الملك خالد بن عبد العزيز وهي على النحو التالي:

المرتكز الأولما غرسه فيه والده الملك عبدالعزيز من مبادئ الدين الإسلامي، مما جعلها تتجلى فيه منذ الصغر؛ فكونت شخصيته في شبابه وتأصلت بعد ذلك في كيانه، وظهرت عند حكمه في تعاملاته وأقواله.

المرتكز الثاني: قربه من علماء الشريعة وأهل الفكر ومجالستهم ومخالطتهم والاستفادة من علومهم وأفكارهم ومعارفهم.

المرتكز الثالث: الصفات المتأصلة في ذاته أصلا كالهدوء والزهد والتواضع والجود والميل للبساطة والتعامل بالسجية بدون تكلف.

المرتكز الرابع: حبه للمجتمع السعودي وتلمس حاجاتهم وتذليل سبل العيش أمامهم.

المرتكز الخامس: مشاركة المواطنين أفراحهم وأتراحهم، والتعامل معم من منطلق أبوته تجاههم.

المرتكز السادس: تسخير إمكانيات الدولة لتحقيق رفاهية المواطن السعودي، والإسراع في تقديم الخدمات.

المرتكز السابع: وضع الملك خالد نصب عينيه الشباب السعودي وذلل أمامهم العقبات في سبيل استغلال أوقاتهم و تنمية قدراتهم وتطوير إمكانياتهم.

المرتكز الثامن: أقام العدل بين كافة أفراد وشرائح المجتمع؛ بتحقيق المساواة بينهم وضمان حقوقهم..

المرتكز التاسع: سارع الخطى في توفير المشاريع التنموية التي تخدم المجتمع السعودي.

 

ماهي أبرز نتائج بحثكم باللقاء العلمي الرابع من خلال كرسي الملك خالد؟

في نهاية هذا البحث خرجت بعدد من النتائج ومنها:

أولا: جاءت كلمات وخطب الملك خالد بن عبدالعزيز لشعبة مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: كانت كلمات وخطب الملك خالد بن عبدالعزيز نحو مجتمعه السعودي نابعة من أعماق ذاته ونبضات فؤاده، فجاءت صادقة المشاعر ببعدها الاجتماعي.

 ثالثا: ثمة علاقة من نوع خاص كانت تربط بينه وبين شعبه في البذل والعطاء غلفت بمودة تبادلية بين الطرفين.

رابعا: لم تكن كلمات وخطب الملك خالد حبرا على ورق؛ بل ترجمها افعالاً ملموسة على أرض الواقع فكان كلامه فعلا.

خامسا: حملت كلمات وخطب الملك خالد بن عبدالعزيز كل معاني السمو والرفعة والخير والتنمية للشعب السعودي.

سادسا: تميز الملك خالد في فكره الاجتماعي  بإسداء التوجيهات والنصائح والمواعظ للمجتمع السعودي؛ مما يشعرك وأنت تقرأ عباراته بروح الأبوة الحانية على شعبه.  

 

كلمة أخيرة؟

أتقدم بالشكر الجزيل لجامعة الملك خالد بن عبدالعزيز على النشاط الملحوظ على مستوى الجامعات في الداخل والخارج، في صناعة تنظيم المؤتمرات والندوات، وهي رائدة في هذا المجال؛ ولا سيما تنوعها اللافت كماً وكيفاً، وهذا لا يتأتى إلا بسواعد الرجال المخلصين الذي ظهرعملهم واضحاً جلياً.

 وهذه المشاركات العلمية المتميزة في اللقاء العلمي الرابع في كرسي الملك خالد، لهي خير شاهد على إنجازات هذه الجامعة الفتية، فكل الشكر لمديرها معالى الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، والشكر موصول  للقائد الميداني لهذا المؤتمر سعادة الدكتور أحمد آل فائع عميد الدراسات العليا بالجامعة والمشرف على كرسي الملك خالد للبحث العلمي، وكذلك الشكر للأستاذ مشهور العمري على هذا اللقاء، ولصحيفة آفاق، ولكافة القائمين على تنظيم هذا المؤتمر.