د. مترك السبيعي: لا حاضر بلا ماض.. وقيمنا الحقيقية تكمن في تاريخنا الإسلامي

تاريخ التعديل
7 سنوات 3 أشهر
د. مترك السبيعي: لا حاضر بلا ماض.. وقيمنا الحقيقية تكمن في تاريخنا الإسلامي

مشهور العمري

 

أشاد وكيل كلية الآداب بجامعة الطائف، أستاذ التاريخ السعودي المساعد الدكتور مترك السبيعي، بدور الجامعات في التاريخ الوطني لهذه الأرض المباركة، وقادتها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، مؤكدا أن بعض الجامعات قدمت نفسها كنماذج مشرفة للحفاظ على تلك المسؤولية سواء من خلال الكراسي العلمية البحثية مثل كرسي الملك خالد بجامعة الملك خالد، أو من خلال إلزامية تدريس مقرر تاريخ المملكة لجميع الكليات والأقسام مثل جامعة الطائف.

وقال «من لا تاريخ مجيد له، لا حاضر زاهر له، وقيمتنا ومكانتنا وشرفنا هو تاريخنا الإسلامي الذي به كنا ولا زلنا خير أمة أخرجت للناس».

 

حدثنا عن مشاركتك باللقاء العلمي الرابع لكرسي الملك خالد؟

هي دراسة بعنوان «الجمعيات الخيرية ودورها بمجتمع المدينة المنورة في عهد الملك خالد ١٣٩٥-١٤٠٢»، وقسمت إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة، واعتمدت الدراسة على الجانب الوثائقي والتقارير المحفوظة التي لم يسبق أن نشرت بشكل كبير.

وقد تحدث المبحث الأول عن جمعية البر الخيرية التي تأسست سنة ١٣٧٩، فكانت إحدى أقدم الجمعيات الخيرية بالمملكة والتي كانت تسمى آنذاك «صندوق البر»، وقدمت خدمات جليلة للفقراء والمساكين والأيتام والمعوزين.

وفي عهد الملك خالد تم تسجيلها رسميا بوزارة الشؤون الاجتماعية سنة ١٣٩٦، فقفزت بأدوارها الاجتماعية الإنسانية الخيرية في عهده قفزات عظيمة لم يشهد لها مثيل من قبل، بالإضافة إلى ٤٤ جمعية بر خيرية جديدة أنشئت في عهد الملك خالد، يرحمه الله.

أما المبحث الثاني فتحدث خلاله عن جمعية طيبة النسائية الخيرية التي تأسست سنة ١٣٩٨، وما أفسحته من مجال لدور المرأة السعودية في خدمة الوطن ومواطنيه خدمات إنسانية خيرية جليلة، وقد تأسست بجهود ذاتية لمجموعة من نساء المدينة، فكانت الجمعية الخيرية النسائية الأولى بالمدينة المنورة، وشكل مجلس إدارتها بطاقم نسائي، وفيها وزع العمل على شكل لجان خدمية متنوعة، فخدمت منتسباتها المجتمع ووصل دورها للمستشفيات والسجون النسائية، فعلمت ودربت وأهلت وأنشئ بها أول ناد للطفل، وكان بها سوق سنوي خيري ومناشط عدة.

 

هل ترى أن الجامعات تسير في اتجاه حفظ تاريخ قاداتها؟

 لا شك أن دور الجامعات كبير، ودورها فيما يتعلق بالتاريخ الوطني لهذه الأرض المباركة وقادتها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أكبر بكثير، فتلك هوية وانتماء وولاء، وبعض الجامعات قدمت نفسها كنماذج مشرفة للحفاظ على تلك المسؤولية الكبيرة سواء من خلال الكراسي العلمية البحثية ككرسي الملك خالد بجامعة الملك خالد، أو من خلال إلزامية تدريس مقرر تاريخ المملكة لجميع الكليات والأقسام مثل جامعة الطائف على سبيل المثال.

 

ما المقصود بالتنمية الفكرية؟

التنمية الفكرية انفتاح على العالم والمعرفة بمختلف أشكالها مع الحفاظ على قيمنا ومبادئنا الإسلامية، فما يجب علينا اليوم جميعا وبالأخص شبابنا وعماد مستقبلنا، أن نبني جيلا ذهينا واعيا فكريا بكل ما يحيط به، مدركا بمن يتربص به في دينه ووطنه وقادته وتاريخه ومكانته على مختلف الأصعدة.

 

كيف تنظر لدور التاريخ في نهضة البلدان؟

من لا تاريخ مجيد له، لا حاضر زاهر له، وقيمتنا ومكانتنا وشرفنا هو تاريخنا الإسلامي العظيم الذي به كنا ولا زلنا خير أمة أخرجت للناس ما بقينا ملتزمين بثوابته وقيمه وتعاليمه، فهذه نهضتنا وهذا دوام نجاحنا وفلاحنا.

 

كلمة أخيرة؟

شكرا لصرحكم الكبير جامعة الملك خالد، وشكرا لكم في "آفاق"، فقد سعدت بهذه الاستضافة اللطيفة، وتمنياتي لكم بمزيد من النجاحات والابداع.