الخبرة وعدم الطلب على التخصص.. عائقان أمام الخريجين
يفرح الخريجون كثيرا بالوصول إلى مرحلة التخرج التي لطالما حلموا بالوصول إليها، و لكنهم يصابون بالإحباط عندما يبدؤون البحث عن وظيفة؛ بسبب شروط التوظيف الصعبة التي تشترطها الكثير من الجهات ومن بينها شرط "الخبرة" إضافة إلى عدم وجود وظائف في بعض التخصصات.... "آفاق" استطلعت آراء عدد من الخريجين كما أجرت استبيان حول هذا الموضوع.
اشتراط سنوات الخبرة
طرحنا سؤال على 162 طالبا وطالبة من حديثي التخرج من مختلف مناطق المملكة بهدف قياس مدى تأثر حديثي التخرج باشتراط جهات العمل لسنوات الخبرة وكشفت النتائج أن نسبة 69,8% يرون أن شرط سنوات الخبرة يعد عائق أمام الخريجين بينما لا يتفق 30,2% مع ذلك ولا يرون اشتراط سنوات الخبرة عائق أمام الخريجين في حصولهم على الفرص الوظيفية.
وتضمنت الاستبانة قياسًا لأبرز 4 عوائق يتردد ذكرها من قِبل حديثي التخرج فكان النصيب الأكبر من الأجوبة بعد شرط سنوات الخبرة الذي نال من الأصوات 63% هو عدم وجود طلب على التخصصات الجامعية للخريجين بنسبة 34.2% تلاها عائق الخوف والتردد من دخول سوق العمل بنسبة 33.5% وأخيرًا كان عدم إتقان اللغة الإنجليزية عائقًا أمام حديثي التخرج بنسبة 29% من 155 رد.
شروط تعجيزية
وعن تجربته مع البحث عن وظيفة تحدث خريج إدارة الأعمال من جامعة الملك خالد، سعد القحطاني قائلا: "تخرجت عام ٢٠١٩ بمعدل ممتاز، وصادف تخرجي بداية جائحة كورونا، مما صعب علي مهمة البحث عن وظيفة على الرغم من أن معدلي مرتفع وهذا يعد أكبر عائق واجهته بعد التخرج، ويليه طلب سنوات خبرة."
وتسائل بحرقة قائلا: "كيف تتجاوز خبرتي الثلاث سنوات وأنا خريج!" معتبرا أن هذا الشروط تعجيزية.
خريج بلغتين
من جانبه كشف خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن محمد الشمري الذي تخرج عام 2020 أنه تمكن من الحصول على وظيفة براتب قليل وفي مجال لا يمت لتخصصه الدراسي بصلة، مؤكدا أنه يمتلك سيرة ذاتية مليئة بالإنجازات في مجال تخصصه، كما يتقن اللغتين الإنجليزية والألمانية، ولكن شرط الخبرة كان عائقا أمام حصوله على الوظيفة المناسبة.
توظيف غير المتخصصين
وعن تجربتها كشفت الخريجة بعام 2019 من جامعة الملك عبد العزيز لينا مراد والتي درست التربية الخاصة أنها عانت بعد التخرج من عدم الطلب على تخصصها الدراسي معتبرة أن ذلك أكبر عائق واجهها بعد التخرج، مشيرة إلى أنها لم تزل تبحث حتى الآن عن وظيفة، مؤكدة أن هناك من تم توظيفهم من غير المتخصصين قبل أن يتم فتح تخصص التربية الخاصة بجامعات المملكة، ما أثر على أحقية المتخصصين بالحصول على وظائف في المراكز المعنية بالفئات الخاصة والمدارس.
الجامعات تؤهل الطلبة
"آفاق" تواصلت مع مستشار وحدة التدريب الطلابي الدكتور عبدالرحمن الحارثي والذي تحدث لنا عن دور وحدة التدريب الطلابي في تجاوز تحدي اشتراط الخبرة، وبدأ حديثه بإحدى نتائج الاستطلاع والذي نشرته صحيفة الرؤية الإمارتية بتاريخ 17 يناير 2021 والبالغ عددهم نحو 300 شخص أن (29%) يرون أن نقص الخبرة هو أحد التحديات، التي تواجه الطلاب في الحصول على الوظيفة.
وقال: "يخطئ الكثير من الطلبة في الجامعات السعودية بقولهم أن الجامعات لا تؤهل الطلبة للتغلب على هذا التحدي، إلا أن غياب معرفة الجهات عند الطلبة، والتي تساهم في تنمية مستوى الطلبة، وتأهيلهم في بعض التخصصات لسوق العمل عبر التدريب الميداني من ناحية، وذلك غالبا قبل التخرج، أو بالمشاركة في الأنشطة والتي تؤهل الطلبة في امتلاك المهارات اللازمة، أو عبر الشراكات التي تعقد مع القطاع الخاص والعام لتدريب الطلبة على رأس العمل بعد التخرج مباشرة، حيث أن غياب معرفتها عند الطالب الجامعي وإنكبابه على الدراسة داخل أروقة كليته فقط كان سببا في عدم امتلاكهم الخبرة، أو معرفة الجهات التي تربطهم بالخبرة."
وحدة التدريب الطلابي
وبيّن أن من الجهات التي تؤهل الطلبة وحدة التدريب الطلابي بجامعة الملك خالد والتي تعقد العديد من الشراكات بين الجامعة والقطاعين العام، والخاص و تساهم في تدريب الطلبة على رأس العمل، لافتا إلى أن من أبرز ما قامت به الوحدة عقد شراكة مع شركة السودة للتطوير، والتي قبلت انضمام بعض الطلبة لفريقها إبان تأسيسها، وهم حاليا في مرحلة التدريب على رأس العمل وغيرها الكثير من الشركات.
واختتم حديثه قائلا: "لعل في القريب العاجل يتم تدشين شراكات بشكل كبير بين الجامعة، وغيرها من القطاع العام والخاص، مما يحقق امتلاك الخبرة للطلبة حتى يتم إعدادهم لسوق العمل، بشكل متقدم ويتم تجاوز تحدي اشتراط الخبرة من قبل جهات التوظيف."
اتفاقيات مع القطاع الخاص
من جانبه قال مسؤول التوظيف التنفيذي في طاقات سابقا شامان الرويلي: "ولله الحمد خلال السنتين الأخيرة، استحدثت بعض الجامعات اتفاقيات مع القطاع الخاص، بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية؛ لمعرفة ماهية متطلبات السوق بناءً عليها يتم فتح بعض التخصصات التي تساعد في تطوير القطاع الخاص، ويستطيع الخريج أن يبدأ عمله بعد تخرجه مباشرة مثل: تخصصات التعدين، والأمن السيبراني، وغيرها من التخصصات الحديثة، وهي أحد الحلول التي ساعدت في تذليل بعض العوائق التي تواجه الخريجين."
وأضاف: "لا نضع كل اللوم على القطاع الخاص لما يقدمه من متطلبات من الممكن أن يتخطاها الخريج ببعض الأمور التي للأسف لم نجدها فيهم عند تقدمهم للوظائف مثل: عدم المعرفة بكتابة السيرة الذاتية بشكل يلائم الوظيفة المتقدم عليها، وعدم تطوير الذات بإضافة دورات تدريبية للسيرة الذاتية تجعل متطلب الخبرة لا ينظر له عند التقدم للوظائف، وأيضًا عدم الثقة بالذات أثناء المقابلات الوظيفية، وعدم القراءة عن الشركة المتقدم عليها، وعدم الالتزام بالوقت، وأيضًا عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي."
وكشف أن وظيفته كانت تتمثل في أن يكون حلقة الوصل بين صاحب العمل، وبين الباحث عن عمل، وأن يخلق توافق بينهما بتطوير الباحث عن عمل، حتى لا يكون متطلب الخبرة عائق عليه، وإشراك الباحث عن عمل في برامج تدريبية منتهية بالتوظيف، أو مثل برنامج ( تمهير ) الذي يغفل عنه الكثير لمن أراد أن يجتاز هذا المتطلب.
كن متميزا
ووجه الرويلي بنصيحة للباحثين عن العمل قائلا: "لا تنتظر الوظيفة تأتي إليك، بل أبحث عنها، كن متميزًا عن غيرك بتطوير نفسك من خلال الدورات التدريبية المجانية التي تقدمها العديد من الجهات مثل: صندوق الموارد البشرية هدف (دروب ) وأيضًا الغرف التجارية، والعديد من المراكز التدريبية، وضع بصمة لك في سيرتك الذاتية لا تتركها فارغة؛ لأنها تعكس شخصيتك."
شذا عبدالرحمن، سمية القحطاني