تاريخ التعديل
سنتان 4 أشهر
الضغوطات الدراسية.. معاناة يخففها الدعم الاجتماعي

 

 

 يمر الفرد بضغوطات عديدة قد تكون روتينية وأخرى انتقالية، ومن أحد الضغوطات التي لا مفر منها الضغوطات الدراسية التي يمر بها الطالب طوال سنوات دراسته، والتي قد تؤثر على صحته النفسية وربما الجسدية، وتأتي  في  أحيان كثيرة كالانتقال من بيئة المدرسة لبيئة الجامعة، أو المحاولات المتعددة للحفاظ ورفع المعدلات الدراسية وتارة قد تكون من المحتوى التعليمي والبيئة المحيطة مما يؤثر سلبًا على العمل بكفاءة  وإتمام المهام المطلوبة في وقت مناسب وبجودة عالية.

وفي استطلاع أجرته (آفاق) حول الضغوطات ومواجهتها أظهرت النتائج أن نسبة مواجهة الفرد للضغوط بشكل مستمر حازت على 53.6٪ من نتائج التصويت؛ يليها 35.7٪ متوسط بفارق متوسط.

وعند سؤالهم عن مدى نسبة تأثير الضغوطات على التحصيل الدراسي أظهرت النتائج بـ44.6٪ عالي و39.3٪ متوسط وإلى حدٍ ما 16.1٪.

وفيما يخص توعية الأستاذ بآلية المذاكرة للطلاب وإعطاء أمثلة محاكية لطبيعتها قد يكون سببًا لتخفيف الضغوط ظهرت النتائج بـ92.9٪ بنعم؛ و7.1٪ بـ لا.

ضغوطات مجتمعية

آفاق استمعت إلى آراء عدد من الطلاب والطالبات عن أبرز الضغوطات الدراسية حيث بين طالب الماجستير في تخصص  الإرشاد النفسي أنور المطيري إن الضغوطات التي يمر بها طلبة الدراسات العليا غالبًا ما تكون خارج إطار الدراسة حيث يكون طالب الدراسات العليا في كثير من الأحيان رب أسرة وموظف وطالب وهذا يزيد الضغط عليه خصوصا مع كثرة المهام الموكلة إليه، مما يؤدي إلى ازدياد المشكلات خلال هذه المرحلة الدراسية.

أهمية الإرشاد الأكاديمي

من جانبه أكد طالب  المناهج وطرق التدريس العامة في مرحلة الدراسات العليا خالد سعيد بدوي أن وجود المرشد الأكاديمي ضرورة تساهم في تخفيف الضغوط وتقديم المشورة والمساعدة اللازمة كون الطالب لا يدرك طبيعة المرحلة خصوصا في بدايتها.

كما أنه يساهم في توجيه الطالب نحو الطرق الفاعلة في التغلب على المشكلات وكيفية التعامل معها بكفاءة عالية وكذلك الحرص على رفع التحصيل العلمي والنضج الفكري لديهم، بالإضافة إلى تزويده بالمهارات اللازمة في هذه المرحلة.

ضرورة التعليم المدمج

وفيما يخص التعليم المدمج أوضحت طالبة القانون سميرة سعد أنها لم تواجه أي ضغط في الحقيقة من مادة من المواد الدراسية نفسها وقالت" قد يبدو ذلك غريبا ولكني اعتمدت خطة  تعتمد على المراجعة والمذاكرة أول بأول، بالإضافة إلى أن  الفترة الدراسية كانت عن بُعد فيما يخص المحاضرات ، لكن الاختبارات حضورية لبعض المواد، فكان يعد هذا عامل فارق أضاف لي عدم مواجهة أي ضغوط دراسية فقد كانت هناك المساحة والجهد الكافي المتوفر لبذله وهذا ما قد أعيبه ولحظته من البدايات الحالية للانتقال الحالي الكامل للحضوري بعد الدراسة الإلكترونية فقد اكتفيت بالدوام لمدة ثلاثة أيام حضورية مع بداية هذا الفصل الجديد لأجد أن مسافة الطريق لوحدها متعبة جدا.

كما أن هناك طالبات وطلاب يأتون من مسافات بعيدة يجب مراعاتهم حيث يتطلب بدء اليوم الجامعي من وقت مبكر فجرا لذلك أعتقد أن هذا الأمر قد يؤدي إلى بدء ضغوطات دراسية من الآن ويجب علي مواجهتها وقد يكون هذا حاصل بالفعل لدى البعض من الطلاب والطالبات وسيكون من أحد الحلول له  هو التعليم المدمج بين الحضوري والإلكتروني في نفس المادة حتى لا يتم ظلم جانب معين.

محتوى دسم واختبارات صعبة

من جانبها أكدت الطالبة فاطمة أحمد عسيري في سنتها الأخيرة في تخصص الأحياء قائلة: لم أرى ضغط دراسي كبير من ناحية المادة الدراسية نفسها ولكن هناك عاملين رئيسيين لعبا دورًا كبيرًا من وجهة نظري بشكل أكبر وهما الدكاترة والوقت المتاح لنفس المادة سواءً لفهمها أو اختبارها؛ فمن الناحية الأولى يتمثل في أن تكون المادة التي يتم دراستها صعبة ولكن طريقة شرح الدكتورة وتوضيحها تتبسط وبعضها العكس تكون سهلة ولكن نتفاجأ بصعوبة الأسئلة في الاختبار ووضع بعضها بشكل غير مفهوم وواضح، حينها يتدخل هنا عامل الوقت المتاح لنا للمادة فكلا الطرفين يبذلان جهدهما في الشرح والتوضيح لكن يتدخل الوقت بينهما فالبعض من الدكاترة لا يراعي الوقت الذي يقوم هو بإتاحته للمادة من حيث هل المادة مفهومة بالشكل لدى الطلبة فعليًا أم لا ؟ ، كذلك كمية محتوى المادة قد يكون أحيانًا دسم مما يلجئ لحفظ وعدم الفهم أحيانا بسبب ضيق الوقت وهذه هي ما تسبب الضغط الدراسي. كذلك من جهة الدكاترة هناك ضغط في عدم المراعاة لبعض الظروف الاضطرارية سوى متعلقة على المستوى الأسري أو الشخصي فعدم مراعاة أن هناك كثير من الطالبات هم الأكثر مسؤولية في الأهل وخصوصًا تجاه الأب والأم وهذه تعد من أحد الضغوط التي واجهتها في أحد اختبارين نهائية واضطررت فيه لحمل مادتين وإعادتها.

وأردفت قائلة:  أتمنى زيادة الوقت ومراعاة أي ظرف من ظروفنا، نحتاج زيادة تفهم الدكاترة للطلاب وتفهيمهم، نحتاج صياغة أسئلة للاختبارات صياغة جيدة وليست معقدة أو من خارج المنهج وتواصل الدكاترة مع الطالبات في أي وقت للاستفسار أو السؤال.

تقبل طبيعة الضغوطات

وللحديث حول الموضوع تواصلت "آفاق" مع أستاذة المناهج وطرق التدريس المساعدة الدكتورة منى هاشم الزهراني التي أكدت أنه من الطبيعي أن يشعر الطلبة بالضغوطات أثناء فترة الدراسة سواء كان الطالب مستجد أو على عتبة التخرج، لافتة إلى أن هذه الضغوطات هي مكون أساسي من مكونات الحياة، وأن لكل مرحلة عمرية تحدياتها وأعبائها ومهامها وبالتالي ضغوطاتها، مشيرة إلى أن القلق والخوف والتوتر أمور واردة ومن الصعب تفاديها، ولكن من المهم أن لا يجعل الطالب هذه الضغوطات سببا في فشله بل دافعا لتحسين عمله.

التغلب على الضغوطات

وأضافت: حتى يتغلب الطالب على هذه الضغوطات عليه أولاً أن يفهم سبب تعرضه لكل هذا القلق، ثم يبدأ بوضع خطوات تساعده على  التخلص من هذه الضغوطات التي يشعر بها، حيث أن عدم التخلص منها تجعل الطالب يقع ضحية للاحتراق النفسي والجسمي أو حتى الاكتئاب، لذلك فإنّ السبب الأول الذي يجعل الإنسان ناجحا هو قدرته على تخطي التوتر والضغط الذي يشعر به، فالطالب الناجح ‏يبحث عن الوسيلة التي تساعده في تجاوز الطرق المسدودة.

وقد تسبب الضغوطات العديد من الأعراض المختلفة سوا نفسيًا أو جسديًا أو عقليا، من أهم هذه الأعراض قلة النوم، فقدان الشهية، صعوبة في التركيز، الانفعال الزائد عن حده، الشعور بالإرهاق، وفقدان الرغبة في الكثير من الأشياء، الاكتئاب وما إلى ذلك.

تقليل الضغوطات بمواجهتها

وأردفت: واجهت العديد من المواقف نتيجة الضغط الدراسي لكن المهم هو مواجهة الواقع لأنه ليس من الممكن دائمًا الهروب من المواقف العصيبة أو تجنب المشكلة، ولكن يمكن محاولة تقليل هذه الضغوطات بمواجهتها ومحاولة التغلب عليها حتى لو تتطلب الأمر طلب الدعم والمساعدة من أقرب الأشخاص، حيث أن هذا الدعم الاجتماعي القوي يساعد الشخص على القدرة على الصمود أمام هذه الضغوط والتحديات.

وشددت في ختام حديثها على أهمية مراعاة الطلبة وتفهم الضغوطات التي يعانون منها من قبل البيئة الخارجية والتعليمية،  كما أشارت إلى عدة أمور يجب  اتباعها في التعامل مع الطلبة والمشكلات التي يعانون منها وهي:  تقديم الاحتواء النفسي والاهتمام للطلاب،  تّقبُل مشاعر الطلاب وأفكارهم بطريقة إيجابية، المرونة في التعامل معهم، المتابعة والتعزيز وكسر الحاجز النفسي والرهبة وبناء علاقة جديدة ظاهرها الاحترام وباطنها الحب والرحمة.

 

 منال المحاميد، شجون حسن، رهف العبدلي