الطالبات والاغتراب.. معاناة تتطلب إيجاد الحلول
الطالبات المغتربات: نفتقر لوحدة متخصصة بشؤون المغتربات
قدموا من مختلف المدن والقرى محملات بالطموح، والرغبة في تحقيق الذات والحصول على وثيقة التخرج ومن ثم العودة مجددا إلى ديارهن، ورفع رؤوس أسرهن والبدء في طريق الحياة العملية.
تتنوع الصعوبات التي تواجهها الطالبات المغتربات في رحلة تحقيق الطموح بين: أكاديمية، واجتماعية، واقتصادية... وما أن يستلمن قبولهن في الجامعة، يبدأن في البحث عن السقف الذي سيظلهن، ومن هنا تبدأ فصول المعاناة مع الاغتراب.
مشكلة السكن
حسب استطلاعات الرأي التي أجريت تتصدر مشكلة السكن على رأس المشكلات التي تعانيها المغتربات في مختلف الجامعات، فتحتار أحيانًا بين السكن الجامعي والسكن الخارجي، ولكن في جامعة الملك خالد، لا يوجد إلا خيار السكن الخارجي على الرغم من أنه مضى على تأسيس الجامعة أكثر من عقدين من الزمان، ولكن لا يوجد أي سكن مخصص للطالبات في المنطقة، فتضطر الطالبات للبحث عن مجموعة من العمارات والشقق الخارجية التي قد تكون مرتفعة في الأسعار رغم قلة الإمكانيات والتجهيزات الموجودة بها، وبعدها في أغلب الاحيان عن الجامعة، مما يفاقم من أعباء التكاليف المادية والضغوط التي من شأنها أن تؤثر على تحصيلهم الدراسي.
بداية الدوام والدراسة
يشكل غموض بداية الدوام الفعلي إحدى المشكلات التي تضررت منها معظم المغتربات إذ تعيش المغتربة حالة قلق وتوتر قبل بداية الدراسة نظرا لعدم وضوح الوقت الفعلي الذي يبدأ فيه الدوام بشكله الرسمي، فتضطر المغتربة أحيانا إلى إلغاء تذكرة الطيران أو حجز رحلة طيران في وقت متأخر أو نفاذ تذاكر الطيران المتاحة في هذه الأوقات، وما يترتب على ذلك من خسائر مادية هن في غنى عنها.
كما يضاف لذلك أحيانًا بعض القرارات التي تتم فجأة في منتصف الفصل الدراسي بنقل مقر الدراسة لمقرٍ آخر دون تحديد موعدٍ واضح لذلك.
ارتفاع الأسعار
معاناة الغلاء تطال المغتربات خاصة في التفاوت الملموس بأسعار السكن والمواصلات وأيضا تذاكر الطيران وغيرها من التكاليف المادية التي تعاني منها المغتربات حيث تخصص المغتربات المكافأة الجامعية للمستلزمات الدراسية وكافة الالتزامات المادية التي تقع على عاتقهن، ومن شأن توفير السكن الجامعي والمواصلات أن تخفف من هذه الأعباء المادية، أو توفير خصومات للطلبة المغتربين أو إعطاؤهم بعض البدلات لتساعدهن.
المواصلات
مشاكل النقل وتكاليفه تعد وجهًا آخر للمعاناة، فبعضهنّ يعانين مشقّة السفر اليومي ومخاطر الطريق ذهابًا وإيابًا بمسافة تتجاوز الـ100 كلم، فضلًا عن المستأجرة التي تعاني من مصاريف السفر بالطائرة من مدينتها إلى مدينة الدراسة، ونظرا لأوقات الدراسة لطالبات الماجستير المسائية ولساعات متأخرة يتعذر على بعضهن القيادة في مثل هذه الأوقات بالإضافة للمبالغة في أسعار التطبيقات الخاصة بالتوصيل وأجرة السائق الذي يقلها إلى مقر الجامعة، وعدم تفعيل حافلات النقل العامة بالمجمع الجامعي في أوقات الدوام المسائي.
التأقلم الاجتماعي
لا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل زملاء السكن، فيحدث أن تصادف أشخاصًا جيدين تتفق معهم ويحترم كلًا منكما حدود الآخر، ولكن ليس كل المغتربات بهذا الحظ، فأحيانًا تشكل رفيقة السكن عبئًا إضافيًا على المغتربة نفسها، كما تجد بعض المغتربات صعوبة في الاندماج مع البيئة المحيطة وقلة من يساعدهن على تخطي هذه العقبة والتأقلم مع المجتمع الدراسي الجديد.
الأم المغتربة
تزيد معاناة الأم المغتربة احتياجها لحضانة تضم أطفالها وقت الدوام، فتعاني من عدم وجود من يهتم بأطفالها إذا كان جدولها مسائيًا، فالحضانات تغلق مبكرًا، ولا يوجد أي من أقاربها ليساعدها في الاهتمام بهم حتّى عودتها.
وحدة لشؤون المغتربات
أخيرًا وبعد البحث والتقصي من خلال استطلاعات رأي المغتربات، اتفقن على أنهن يفتقرن في جامعة الملك خالد لوحدة جامعية مخصصة بشؤون المغتربات تهتم بمشكلاتهم ومتطلباتهن والأخذ بتوجيههن إلى اتخاذ القرارات المتعلقة بمصيرهن الدراسي وذلك نظرًا لحاجتهم الماسة والملحة لأشخاص متخصصين يقومون بدور الأهل والمرشدين.
هند جابر، فاطمة الصفواني