ظاهرة مزعجة وتلوث بصري الكتابة على جدران الجامعة والعبث بمرافقها.. مرض أم لفت انتباه؟!
عبدالعزيز رديف
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الكتابة على جدران قاعات الجامعة ومرافقها، بشكل ملحوظ وغير حضاري، خاصة وأن تلك الكتابات تحمل عبارات خادشه للحياء، ومخالفة للدين والعرف.
كما كثرت العبارات التي تدل على التعصب القبلي، أو التعصب الرياضي، أو لتشويه سمعة الغير والانتقام، إضافة إلى توثيق الذكريات على الجدران، بشكل غير حضاري لا يليق بالجامعة وطلابها، مما يعطي انطباعا سيئا لزوار الجامعة حول مستوى وعي طلابها ومنسوبيها. فكيف ينظر الطلاب إلى هذه الظاهرة؟
تصرف غير حضاري
يؤكد الطالب عبد الإله الشهري، أن الكتابة على الجدران لا تمت لطالب العلم بأية صلة، ولا لتعاليم الدين، واصفاً هذا التصرف بغير الحضاري.
وقال «الطالب الجامعي لا تليق به مثل هذه التصرفات أبداً، فمكانة طالب العلم أرقى وأسمى من التخريب وتشويه المنظر العام بالكتابة على الممتلكات العامة».
الضبط يبدأ بالغرامات
واقترح الطالب محمد القحطاني وضع لائحة تحتوي مخالفات وغرامات مالية وأكاديمية على من يقوم بمثل هذه التصرفات للحد من انتشارها.
وأضاف «قبل أن تكون الكتابة على الجدران أو الكراسي والأبواب تشويه وإساءة للمنظر العام، فهي إساءة للطالب نفسه».
وتابع «يجب الاستفادة من كاميرات المراقبة في أرجاء الجامعة؛ للتعرف على المخربين ومعاقبتهم»، وأكد على أنها لو تضافرت الجهود وتم تفعيل دور كاميرات المراقبة في هذا المجال، ووضعت الغرامات والعقوبات، فسيتم القضاء على هذه الظاهرة بشكل كبير.
المفهوم الخاطئ
وقال الطالب حاتم الشهري: «إن ظاهرة الكتابة على الجدران تمثل في نظر بعض الشباب قليلي الوعي والفهم، مجالا للحرية، حيث يجدون فيها متنفسا للتعبير عمّا في دواخلهم من سلبيات على الجدران، مشيرا إلى ضرورة توعية الطلاب حول سلبية هذا التصرف، ومدى تأثيره على النظرة العامة عن الجامعة ومنسوبيها».
مرض نفسي
وصف الطالب عبدالله آل دعلان ظاهرة الكتابة على الجدران، بأنها مرض نفسي وسلوك غير حضاري له آثاره السيئة على المجتمع.
وفند قائلا «تنتشر هذه الظاهرة أكثر بين الشباب غير الواعي، وقد يعود ذلك لعدد من الأسباب لعل أبرزها، وجود ضغط نفسي، واضطراب انفعالي ناتج عن هموم وأحزان، أو شعور بالقهر والحرمان، أو حب الظهور، ولفت أنظار الآخرين».
ظاهرة غير حضارية
وأكد الطالب عبدالرحمن غاصب، أن ظاهرة الكتابة على الجدران تنتشر في أغلب المرافق العامة، وخاصة المناطق التي يغلب عليها تواجد فئة من الشباب والمراهقين.
وقال «الكتابة على الجدران ظاهرة غير حضارية وأسلوب رجعي نتيجة لمرض نفسي انفعالي، فقد يكون الهدف منها لفت الانتباه، وربما عدم القدرة على التعبير بشكل واضح للناس، وعدم القدرة على المواجهة مع الذات ومع المجتمع، فيكون اللجوء إلى الكتابة جزءا من التنفيس عن الانفعالات النفسية».
وزاد «هذه الحالة نفسية يمكن وصفها والتعبير عنها كدعاية للشخص نفسه عندما لا يجد من يسمع صوته، فيقوم بالتعبير عن ما بداخله بالكتابة على الجدران، ويجب على المسؤولين في الجامعة توعية الطلاب وتثقيفهم بخطورة الوضع».
كيف يفعلها؟
وعبر الطالب حمد بن محمد عن استغرابه لوصول طالب جامعي لمرحلة الكتابة على الجدران، مبيناً أن هذه المرحلة هي مرحلة اكتمال النضج والثقافة والتعليم.
وتساءل «كيف تمتد يد الطالب الجامعي إلى تخريب وتشويه المرافق التي أوجدت لخدمته وخدمة زملائه واخوانه وأقاربه من بعده؟».
عقوبات حاسمة
وناشد الطالب إبراهيم علي، كل من يقوم بهذه السلوكيات بالارتقاء والتحضر؛ وقال «مثل هذا الفعل لا يمت للحضارة والتقدم بأي صلة»، لافتاً إلى أنه يجب على المسؤولين اتخاذ قرارات حاسمه تجاه المستهترين والمخربين في الجامعة ومرافقها، أولها إجبار كل من يكتب شيئاً على إزالته على نفقته الخاصة.
الانتقال من مرحلة إلى أخرى
من جهته أكد أستاذ الاقتصاد بالجامعة، الدكتور عادل حميد، أن ظاهرة الكتابة على الجدران دخلت القاعات، وتنتشر بشكل أكثر في قاعات المستويات الأولية، معيدا ذلك إلى انتقال الطلاب من بيئة المدرسة والصف إلى بيئة الجامعة والقاعات التي تتصف بالأريحية والتوسع.
وأردف «هناك عبارات سلبية ونابية تخدش الحياء العام، إضافة إلى عبارات تثير التعصب القبلي، من الأولى أن يتجاهلها الطالب الجامعي الذي يعلق المجتمع الآمال عليه كمنارة ثقافية راقية ذات وعي مرتفع».
ولفت الدكتور حميد إلى أنه في المقابل، يوجد طلاب يهتمون جدا بمرافق الجامعة، ويحرصون عليها، شأنها شأن ممتلكاتهم الخاصة.