مساحات فارغة وباهتة في الحرم الجامعي وطالبات يطالبن باستغلالها بالشكل الأمثل

تاريخ التعديل
سنتان 6 أشهر
مساحات فارغة وباهتة في الحرم الجامعي

تقضي الطالبات الكثير من أوقاتهن في الحرم الجامعي ومع ارتباطهن بالمكان، تولدّت بدواخلهن الأفكار والمقترحات لتطوير المساحات الفارغة والباهتة به واستغلالها بالشكل الأمثل.


"آفاق" استمعت إلى مقترحات عدة طالبات من مختلف التخصصات.

جهاز صراف آلي

اقترحت الطالبة بقسم اللغة العربية فجر  جاسر  إيجاد  جهاز صراف آلي  في إحدى الأماكن التي ارفقتها بالصور لحاجة الطالبات لصرف النقود و لعدم توفر أجهزة صرف إلكترونية في أغلب مطاعم الجامعة، كما اقترحت إقامة فعالية تضيف شكل جمالي للمكان، و رسم طريق بمشاركة الطالبات.


دراجات هوائية

من جانبها اقترحت طالبة الإعلام والاتصال شذى جار الله وضع دراجات هوائية للإيجار لتستخدمها الطالبات في التنقل بين مرافق الكلية بشكل مريح.

قرطاسية متكاملة

واقترحت طالبة الإعلام والاتصال الجوهرة أحمد استغلال بعض المساحات الفارغة بقرطاسية متكاملة من جميع النواحي تضم قسم لبيع المستلزمات المكتبية وقسم لطباعة وتصوير الأوراق، كما اقترحت استغلال إحدى المساحات الفارغة لإنشاء مقر  خاص للقراءة والمناقشة تجتمع فيه جميع الطالبات من جميع التخصصات للمناقشة، كما اقترحت إضافة نادي للقراءة.

 

خزائن للمستلزمات الشخصية

من جانبها اقترحت الطالبة بقسم الأحياء نورة عبد الله وضع خزائن خارجية بمفاتيح لحفظ  المستلزمات الشخصية للطالبات والحد من سرقتها، لافتة إلى عدم وجود مكان خاص لحفظ المستلزمات الشخصية.

تطوير مرافق الجامعة

"آفاق" تواصلت مع مشرفة مركز دراسة الطالبات الدكتورة سامية الحكمي والتي أكدت بدورها أن الجامعة حريصة على التفاعل مع أي قضية يكون لها عائد من الفائدة على الطالبات، وحريصة على تطوير مرافق الجامعة وإعداد بيئة مهيئة ومتكاملة من مختلف النواحي لضمان سير العملية التربوية  على أكمل وجه.


وردا على سؤالها عن الحل الأمثل للمساحات الفارغات في الكليات، وكيفية استغلالها بشكل أفضل أجابت قائلة: تحديد الأماكن الفارغة ينبني على عدة اعتبارات ومقومات تسبق أي عمل وهي رأي الفنيين في الموقع ( الأمن والسلامة، الصيانة، المشاريع، رأي الفريق الهندسي) حيث أن الفريق كامل يشترك لدراسة أي وضع أو مقترح يمكن أن يتقدم من أي جهة في الجامعة، حيث أن ذلك مرتبط برأي الفريق فيما يتعلق بالبنية التحتية.

 
دعم الأفكار المميزة

كما بادرنا بسؤالها عن إمكانية جعل الطالبات يشاركن ببعض الأعمال الإبداعية  كالأرصفة الملونة وإعادة تدوير الأدوات لتزيين المساحات الفارغة وأجابت: "يمكن للطالبات الإسهام الفاعل في خلق بعض الأعمال الفنية الجيدة ولكن لابد أن تتبناها جهة محددة بالجامعة حتى لا تكون مجرد عبث في ممتلكات الجامعة، ونؤيد إشراك طالبات الجامعة في كل ما له علاقة بالإبداع وخلق جو من الجمال في كليات البنات، وندعم الأفكار المميزة التي يمكن أن ترتبط بالقيم الأخلاقية في مجتمع الطالبات؛ على سبيل المثال: أفكار تسهم في تحريك الوعي لدى الطالبات بضرورة المحافظة على ممتلكات الجامعة والعناية بها المحافظة على النظافة والتشجير، وغرس القيم الوطنية والإسلامية... وغيرها."

 

وأضافت: "تمت الإفادة من طالبات كلية الاقتصاد في حفل تخريج الطالبات في دفعة قد تكون الأولى أو الثانية حيث تم تجهيز المسرح  وإعداد الحفل من قبل الطالبات وكان تقديم مميز جدا، وقد تبنى مركز دراسة الطالبات بطريق الملك عبد الله فكرة أن ينفذ الحفل طالبات كلية الاقتصاد."

 
تبني أفكار الطالبات

وأكدت أن مشاركة الطالبات في تحسين البيئة التربوية وفي  تقديم الرؤى المستقبلية ستعود بالنفع على الجامعة، مؤكدة أن الطالبات هن الناتج المخرج الذي يتم التعويل عليه، لافتة إلى حرصهم على  تبني الطالبات وتبني أفكارهم الطموحة التي لا تتعارض مع القيم الدينية ولا الوطنية، وقالت: "كيف يمكن أن يكون مجتمعنا إذا أخرجت مؤسستنا التعليمية(جامعة الملك خالد ) جيلا واعيا يحترم الحياة بكل أبجدياتها ..أعتقد أن هذه قيمة تربوية لا تضاهيها أي قيمة في العالم، ورغم حاجة المجتمع في الوقت الحاضر إلى اتصاف أبنائه بالعديد من القيم الأخلاقية ومن أهمها مساعدة الآخرين فإننا في ظل التطور قد فقدنا الكثير من القيم الضرورية لبقائنا متماسكين على ظهر هذه الأرض، حيث أصبح كل فرد مشغولا بنفسه، فلا يكاد أحدهم يهتم بغيره أو بمشاكلهم وأتراحهم، و تعد مساعدة الآخرين من السمات الاجتماعية التي يتصف بها أفراد المجتمعات المتماسكة، حيث تكون السمة الغالبة بين الأفراد دون أن تربط بينهم علاقة قرابة أو معرفة، وكذلك دون النظر إلى اللون أو الجنس أو الدين أو الميول والاتجاهات.

 

وردا على سؤالها  عن رأيها بفكرة الاستفادة من الطالبات الخريجات كأيدي عاملة أجابت: "نعم أنا أؤيد هذه الفكرة ومن أنصارها،  وكنت ولا أزال أعمل على ذلك بقيادة سعادة وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات لأجل تحقيق وتفعيل مبادرات في هذا المضمار، و نؤكد أن لدى طالباتنا ما يؤهلهن لسوق العمل،  ولم لا تكون الجامعة أول حاضن لمثل ذلك، فيمكن أن تكون الانطلاقة من جامعتنا العريقة أن تتيح لطالبتها تلك الفرص ( فرص تدريب، فرص وظيفية، خبرات) ولدى وكالة الجامعة لشؤون الطالبات عدد من المبادرات التي تهتم بهذا الجانب إن شاء الله قريبا ترى النور."

 
أهمية التعاون

 

وعن موقف المسؤولين بالجامعة من رغبة الطالبات في المبادرة أكدت أن الوكالات فخورة بذلك وتعمل تهيئة الظروف لضمان نجاحها، وقالت: "علينا أن ندرك أن طبيعة الإنسان التي خلق عليها تجعل منه إنساناً لا يستطيع العيش بمفرده وبمعزل عن الأفراد المحيطين به، فكل منهم مكمل للآخر ، ويجب أن تقوم الحياة في ما بينهم على أساس من التعاون في جميع المجالات، كما أنه يجب أن ينحصر التعاون في الأمور التي تؤدي إلى تحقيق الخير، وتجنب التعاون في الأمور التي تسبب الأذى والضرر للآخرين، فالتعاون بين الناس من أهم مقومات الحياة الصحيحة. ويتمثل في تقديم المساعدة للآخرين الذين لا يستطيعون القيام بأي مهمة بشكل منفرد، بل تحتاج إلى مساعدة من طرف آخر، دون انتظار مقابل على تقديم هذه المساعدة، ففي كثير من الأحيان تكون بعض المساعدات بمثابة انفراج للكثير من الهموم والمصاعب والعقبات للأشخاص الذين يحتاجون للعون، وتكون ثمرة هذا التعاون إنجاز مهمة الشخص المحتاج، وكسب الأجر والثواب والاحترام للشخص الذي قدم العون والمساعدة، مهما كانت طبيعة وحجم العمل الذي تم التعاون عليه."

 

الاستثمار في الإنسان

وأكدت أنه ليس بالضرورة أن يكون للمبادرات المنفذة من قبل الطالبات عائد مادي للجامعة رغم أهمية ذلك، قائلة: "ما رأيك بعائد قيمي وأخلاقي وتربوي واجتماعي وتعليمي ومهني كل هذا يعد  متطلب وعائد مهم جدا  فالاستثمار في الإنسان هو المشروع الذي لا يخسر وهو سر الازدهار،  ولابد أن تكون لنا استراتيجية قوية في سبيل تحقيق ذلك، ونحتاج بناء مجتمع متسامح منسجم مع ذاته وملتزم بحقوقه وواجباته تجاه الآخرين والمحافظة على القيم والقوانين، ثم بعد ذلك ننطلق إلى البناء المادي حتى لا يكون هناك فاصل أو هوة بين الجانبين."
 

                                                                                                                                                                         الجوهرة القحطاني