%60 منه يخضع لإرادة العائلة.. اختيار التخصص الجامعي مأزق يرهق الطالب ويربك مستقبله
حنان البشري، منال العلي
يقع الطلبة بعد التخرج من الثانوية العامة في مأزق اختيار التخصص الجامعي الملائم والمرغوب فيه من قبل الخريج، حيث إن الاختيار يمثل لهم أمرا بالغ الأهمية؛ لأنه غالبا ما سيحدد مصيرهم في المستقبل؛ لذلك يواجه البعض إشكاليه في تحديد تخصصاتهم الجامعية؛ وذلك لإحساسهم بالحيرة في اختيار التخصص، كما أنهم لا يجدون من يقدم لهم يد العون ويرشدهم لاختيار التخصص الملائم:
الصفات الشخصية
قبل اتخاذ قرار اختيار التخصص الجامعي يجب مراعاة الصفات الشخصية؛ لأن الصفات الشخصية للطالب تلعب دورا كبيرا في أدائه المهني في المستقبل، فإذا كان الطالب من الأشخاص العصبيين ينصح بتجنب اختيار تخصص الجراحة؛ لأنه من التخصصات التي تتطلب الصبر والهدوء في التعامل مع المرضى.
قد يضطر البعض لاختيار التخصص على حسب رغبة العائلة أو نصيحة الأقارب أو حتى اقتراح الأصدقاء، دون مراعاة للاختلافات الفردية والمهارات المتقنة أو النسبة المؤهلة وغيرها من الفروقات.
على ضوء ذلك قامت "آفاق" بعمل استطلاع خاص بآراء الطلبة حول هذا الموضوع المؤرق للبعض عبر استبيان نشرته، وأظهرت النتائج أن ٦٠٪ اختاروا تخصصهم على حسب رأي الأهل والرغبة بالالتحاق مع الأصدقاء في تخصصهم.
الرغبة في التخصص
من المهم جدا أن يرغب الطلبة في التخصص الذي يتم اختياره، لما في ذلك من الأثر الكبير في تنمية المهارات وإنتاج الافكار المميزة إلى جانب الإبداع في التخصص طيلة المسيرة الدراسية.
إلا أن من المؤسف أن بعض الطلبة لا يتم قبولهم في التخصصات التي يرغبون بها والتي لا تتناسب مع مهاراتهم أو مستواهم الدراسي، وذلك يؤثر سلباً عليهم، حيث يعتبر خيبة أمل للبعض إلى جانب فقد عنصر الاستمتاع والرغبة بالدراسة.
كما أظهرت نتائج الاستبيان الذي أجرته «آفاق» لمعرفة مدى الرضاء والرغبة في التخصص أن ٦٥.٦٪ عبروا بالرضاء عن تخصصهم، بينما ٢١.٩٪ أجابوا بأنهم غير راضين، في حين كانت نسبة الذين عبروا بـ «ربما» ١٢.٥٪ .
مهارات وقدرات
إن بعض التخصصات تحتاج إلى درجات عالية لدراستها مثل الهندسة والطب، كما أن بعض المواد تحتاج إلى إتقان بعض المهارات والقدرات مثل: إتقان مهارات الحفظ في المواد الأدبية كاللّغة العربية، والتاريخ، والعلوم الدينية، والجغرافيا.
كما أن بعض التخصصات تحتاج إلى إتقان مهارة التواصل والنقاش مثل تخصص الصحافة والإعلام مثلا. وبناء على ذلك فإن الرغبة وحدها لا تكفي لدراسة تخصص معين.
صعوبات اختيار التخصص
لا شك أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه الطلبة في اختيار التخصص المناسب، خاصة مع تعدد التخصصات الجامعية أوالمديح والذم لها ممن سبق لهم دراستها، فيقع الطلبة في دوامة من الحيرة والقلق بسبب ذلك.
وفي ضوء ذلك كشفت «آفاق» عن الإجابات المتعلقة بهذه الصعوبات والتي تظهر أن ٧٠٪ من الطلبة واجهوا صعوبات وتحديات في اختيار تخصصهم، من تلك الصعوبات: التردد، عدم المعرفة الكافية بالتخصص، النسبة المؤهلة، حيث إنها تكون أقل من المطلوب للتخصص، إضافة إلى التدخل الكبير من الجامعة في تحديد التخصص، حيث يتم قبول الطلبة في تخصصات لا يرغبون بها.
التخصص وسوق العمل
يكثر الحديث عن وجود فجوة بين مخرجات التعليم العالي وحاجات سوق العمل، الأمر الذي يدعو الكثير من المختصين إلى المطالبة بأن تكون الجامعات قادرة على تلبية احتياجات السوق، لذلك لابد من المواءمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.