المبتعث لمرحلة الدكتوراه سعود الشبير:رحلة الابتعاث صقلت مهاراتي العلمية والعملية البحثية وعلمتني خبرات نافعة لوطني
" رحلة الابتعاث صقلت مهاراتي العلمية والعملية ، وأتاحت لي العمل مع أعضاء هيئة التدريس في المجال البحثي ، وتطوير مهاراتي البحثية في جمع وتحليل البيانات، وكتابة البحوث، كما أن الابتعاث أتاح لي الانخراط مع الثقافات الأخرى، وتعلم خبرات ذات نفع مستقبلاً لي و لوطني العزيز"، هذا ما قاله المبتعث لمرحلة الدكتوراه سعود الشبير المتخصص في اتصال الأزمات وتحليل الخطاب الإعلامي، في الحوار الذي أجرته معه صحيفة ( آفاق ).
من هو سعود الشبير ؟
بداية أود أشكر ك والزملاء في آفاق ؛ على جهودهم المتواصلة في تغطية أحداث الجامعة، وايصال صوت منسوبي الجامعة، والشكر موصول لمعالي رئيس الجامعة على دعمه المستمر للصحيفة.
ولدت و ترعرعت ونشأت في الرياض ؛ لأسرة تولي العلم والتعلم أبلغ اهتمام؛ لأنها ترى بالعلم تطور للفرد والأسرة والوطن، أسعى دائماً الى اكتساب خبرات ومعارف جديدة، وتطوير مهاراتي الشخصية بما يواكب سوق العمل، ونقل هذه الخبرات للطلاب والطالبات وجميع المهتمين، وأسعى دائماً إلى تعلم كل ما هو جديد بالذات في مجال تخصصي، وأعشق السفر والتعرف على ثقافات جديدة، وتصدير ثقافتنا للخارج ؛ بشكل يسهم في بناء صورة ذهنية مميزة عن مملكتنا الحبيبة وشعبنا؛ ويعكس مدى ثراء التجربة السعودية ؛ من عادات وتقاليد وقيم تعلمناها من ديننا الحنيف ، و اكتسبناها من أرضنا.
حدثنا عن المراحل التي مررت بها في حياتك العلمية والعملية؟
تدرجت في بداية مسيرتي العملية في المراحل الأولية (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية) في مدارس الرياض، والتحقت مباشرة بعد تخرجي من الثانوية بجامعة الملك سعود ، لأبدأ دراسة التخصص الذي طالما ملئني حباً وشغفاً؛ ألا وهو "الإعلام" ، و تتلمذت على أيدي أساتذة؛ قاموا ببناء الإعلام في المملكة العربية السعودية ؛ من بينهم البروفيسور علي بن شويل القرني عضو مجلس الشورى حالياً، ورئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالدسابقا، والدكتور علي بن دبكل عضو مجلس الشورى سابقاً ؛ و رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود سابقاً.
أكملت درجة البكالوريوس في تخصص الاتصال الاستراتيجي، وحصلت على درجة الماجستير في الإعلام الرقمي من جامعة الملك سعود، ودرجة الماجستير في تخصص الإعلام الدولي من جامعة بانقور ببريطانيا ، وحالياً أكمل دراستي لمرحلة الدكتوراه بجامعة ليستر في تخصص اتصال الأزمات وتحليل الخطاب الإعلامي، كما تدرجت مهنياً في عدد من الوظائف بالقطاع الخاص والعام؛ منها جامعة الملك سعود ، وهيئة المواصفات والمقاييس والجودة ، انتهاءً بجامعة الملك خالد.
كيف تصف رحلتك مع الابتعاث ؟
برنامج الابتعاث عبارة عن مسار للنجاح والتطور العلمي والثقافي؛ رسمته ودعمته حكومتنا الرشيدة؛ وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وكان لنا فرصة الالتحاق ببرنامج الابتعاث عن طريق جامعتنا المتميزة جامعة الملك خالد.
رحلة الابتعاث صقلت مهاراتي العلمية والعملية ، وأتاحت لي العمل مع أعضاء هيئة التدريس في المجال البحثي ، وتطوير مهاراتي البحثية في جمع وتحليل البيانات، وكتابة البحوث ، كما أن الابتعاث أتاح لي الانخراط مع الثقافات الأخرى، وتعلم خبرات ذات نفع مستقبلاً لي و لوطني العزيز، والذي يتوجب علينا كمبتعثين رد الجميل ؛ وتطبيق كل ما يرفع من شأن وطننا؛ ليبقى في مصاف الدول في جميع المحافل الدولية، كما أن الابتعاث أعطانا الفرصة لنقل عاداتنا وثقافتنا وقيمنا إلى الآخر، والتي لطالما كانت مصدر تعجب وانبهار من ما تحمله من قيم إيجابية للإنسانية ككل.
هل خططت لرحلة الابتعاث ، أم أنها جاءت بمحض الصدفة ؟
كان حلم الابتعاث يراودني ؛ وتحقق بدعم والداي وأهلي، كما أني كنت على يقين بأن الابتعاث سيضيف لي الكثير علمياً ومهنيا وثقافياً ؛ وهو ما تم إلى الآن بحمد الله وفضله.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك خلال مرحلة الابتعاث؟
بداية كل مرحلة تعتبر تحدي نوعاً ما للمبتعث، مثلاً بداية دراسة اللغة كانت تحدي؛ لأنها بوابة للتواصل مع الآخر، والتعايش في مجتمع ثقافي مختلف عن ما نشأنا وتربينا عليه، إضافة إلى الهدف الرئيس من إتقان اللغة ؛وهو الحصول على الشهادات الأكاديمية، وتعلم العلوم الجديدة في التخصص في أقوى الجامعات العالمية، ويضاف إلي ذلك تحدي دراسة الماجستير والدكتورة؛ فيكمن التحدي في فهم آلية ومنهجية إجراء البحوث والتقارير العملية، وأخيراً هاجس الغربة والحنين إلى الوطن والعائلة.
كيف تغلبت على شعور الغربة أثناء رحلة الابتعاث ؟
شعور الغربة مزعج لجميع المبتعثين، ولكن معرفة أن الإنجاز -الذي يعود من رحلة الابتعاث- سيكون مصدر فخر للأسرة ، يهون من حجم معاناة الحنين والشوق للوطن والعائلة. أيضاً تطور وسائل التواصل الاجتماعي قلل من شعور الغربة مقارنة بالماضي إلى حد ما، وأعتقد أيضاً التواصل اليومي مع العائلة يساعد المبتعث على التغلب على شعور الغربة من جهة ، ويحفز المبتعث على الجد والاجتهاد من جهة أخرى.
هل كان تخصصك امتدادًا رغبة وقناعة في إكمال رحلة الابتعاث في نفس المسار أم هناك فرق ؟
نعم، كان امتداد للرغبة الشخصية في التخصص في مجال معين من الإعلام ؛ لمواكبة التطور الإعلامي؛ كما نشهده حالياً عالمياً في مجالات الإعلام المتنوعة .
هل كانت هناك تطورات حصلت في مجال دراستك وفقًا لرؤية ٢٠٣٠؟
بلا شك رؤية ٢٠٣٠ تهدف إلى مواكبة التطور في شتى المجالات؛ ومن ضمنها المجال التعليمي، وشاهدناه في إعلان برامج الابتعاث الاخير في تخصصات نوعية ، و جامعات مميزة وعريقة حول العالم.، رؤية ٢٠٣٠ ساعدتنا كمبتعثين في التركيز على جوانب معينة ؛ لنكون عناصر فعالة في إنجاح الرؤية ، وهو ما تعتمد عليه الرؤية كمخرج نهائي، ولعل توظيف التكنولوجيا واستخدام البيانات الضخمة وتحليها يعد أحد مجالات التوجه الحديث في الاتصال والإعلام.
إلى أي مدى تقيس مستوى صعوبة تخصصك وفق ما ذكرت ؟
أؤمن بأنه لا يوجد هناك تخصص صعب ، وتخصص سهل، فدراسة تخصص بعينه يعتمد على رغبة وشغف الطالب والطالبة، متى ما توفر الشغف لدراسة مجال معين كان العطاء والتميز أكبر، وبالتالي تنعكس على دراسة سهولة وصعوبة التخصص بالنسبة للشخص.
هل ركزت في إعداد بحثك على استخدام التكنولوجيا أم لا ؟
رسالتي في دراسة الدكتوراه حالياً ؛ تركز على تحليل البيانات الضخمة أو ما يعرف ب( Big data) ؛ التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والبرامج الحسابية، التكنولوجيا ساعدت وساهمت بشكل كبير في تسهيل عملية جمع وتحليل البيانات، كما أنها مكنتنا كباحثين من توسعة عينة الاختبار ؛ لتشمل ملايين الوحدات بدلاً عن اقتصارها على عينة محدودة.
ما هي أهم إنجازاتك التي تفتخر بها سواء على المستوى العلمي أو حتى في حياتك ؟
أعتقد أن أكبر إنجاز يستحق الفخر هو رضا الوالدين في المقام الأول؛ والبر بهما حتى في ظروف الابتعاث ، وهو ما يتوجب علينا كمبتعثين أن نتواصل بشكل يومي معهم ، وتلمس احتياجاتهم، فهم السبب الرئيس بعد توفيق الله في النجاحات العلمية، كما أني أفخر بخدمتي للوطن في عدة قطاعات حكومية، وأسعى إلى تمثيل الوطن مستقبلاً ، و المساهمة بتحقيق الانجازات.
ما هي النصيحة التي توجهها لكل شاب وفتاة الذين يراودهم حلم الابتعاث ؟
الابتعاث يساعد ويفتح المجال للطلاب والطالبات في تطوير قدراتهم العلمية، ومهاراتهم الشخصية، ولكن العزيمة والإصرار الشخصي هو حجر الأساس الذي يحفز الطالب والطالبة، فالاجتهاد المتواصل والتعلم الذاتي هو ما يصنع الفرق بين طالب وأخر، لذا يجب التركيز على الهدف النهائي، وليس "الابتعاث" كمخرج نهائي، لأن الابتعاث بحد ذاته لا أرى أنه هدف، بل الحلم يجب أن يركز على أمرين: الأول أخذ العلم من مؤسسات تعليمية لديها القدرة والمعرفة المتطورة ، سواء كانت في الداخل أو الخارج. والثاني التركيز على الشغف والتطور الشخصي.
كلمة أخيرة؟
ختاماً؛ الشكر لصحيفة( آفاق) على هذا اللقاء، و ممتن كثيراً لدعم حكومتنا لطلابها وطالباتها على جميع الأصعدة، راجياً من الله أن يتقبل طاعتكم ، وأن يوفق كل مبتعث ومبتعثة الحصول على العلم والعودة إلى أرض الوطن .
عبدالله القحطاني