المبتعثة مرام علي: الملحقية الثقافية بمثابة الوالدين في بلد الابتعاث
"الغربة مؤلمة جداً ولكن من فضل الله علينا أن ألمها خفّ ولو بالشيء البسيط بوجود وسائل التواصل الاجتماعي التي خففت علينا كثيرا" هكذا تقول مرام علي عسيري المبتعثة من قسم الرياضيات بكلية العلوم والآداب بأحد رفيدة لدراسة الدكتوراه في تخصص الرياضيات بجامعة اكستر في بريطانيا والحاصلة على الماجستير من ولاية أركانسس في أمريكا والتي حاورناها في "آفاق" لتطلعنا على تجربتها السابقة وتجربتها الحالية في الابتعاث.
خضتِ تجربة الابتعاث سابقا في مرحلة الماجستير في أمريكا والآن تخوضينها مرة أخرى في بريطانيا لدراسة الدكتوراه... ما الذي يميز كل من التجربتين؟
كل تجربة تختلف عن الأخرى من نواحي عدة :فمثلاً أسلوب التدريس في أمريكا يكون عبارة عن مشاريع وواجبات أما في بريطانيا فعبارة عن تقديم عروض وأبحاث ، النقطة الثانية وهي تكاليف المعيشة في أمريكا أقل من بريطانيا ، نظام الدرجات يختلف فمثلاً أمريكا تعتمد على الحروف : A,b,c,d,f حيث ان الـ A تعني ممتاز والـ b تعني جيد جداً وهكذا بينما بريطانيا تستخدم النسب المئوية بدلاً من الأحرف : 75-70% ممتاز ، 69-60 مستحق، من 50-59 نجاح وما دون ذلك رسوب، وأخيراً يكون نظام الدراسة وعدد السنوات في بريطانيا أقل من أمريكا .لا أستطيع الآن أن أجيب ما الأفضل في نظري وذلك لأني مبتدئة في بريطانيا فكل من الدولتين توجد بها مميزات وعيوب.
ما هي أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتك خلال الابتعاث، وكيف تجاوزتِها؟
اعتقد أن أبرز التحديات التي تواجه المبتعثة بشكل خاص هو كيفية الموازنة بين العائلة والدراسة وأيضا هنا في بريطانيا لا يتوفر السكن إلا بعد شهر أو شهرين من مدة الوصول مما يشكل تحدي أكبر للطالب أو الطالبة في استقرارهم .. الحمد لله تم تجاوز ذلك بعد التوكل على الله والبحث عن السكن المناسب، أما الموازنة بين العائلة والدراسة فلا زال لدي هذا التحدي ونسأل الله السداد في الأمر والتوفيق.
ما الدعم الذي لمستِه من الملحقية الثقافية؟
لاشك ان الملحقية الثقافية بمثابة الوالدين في بلد الابتعاث فهي توفر لنا ما نحتاجه من دعم سواء كان ذلك مادي أو دراسي ولهم كل الشكر والتقدير.
ما الأمور التي تخفف عنك عناء الغربة والدراسة؟
الغربة مؤلمة جداً ولكن من فضل الله علينا أن ألمها خفّ ولو بالشيء البسيط بوجود وسائل التواصل الاجتماعي التي خففت علينا كثيرا.
ما المهارات الدراسية و الحياتية التي تعلمتِها في بلد الابتعاث؟
المهارات الحياتية التي اكتسبتها في الابتعاث: النوم مبكرا فهو نعمة عظيمة والتي أحاول تطبيقها عند عودتي بمشيئة الله، ممارسة الرياضة وأخيرا القرب من أطفالي بشكل أوسع مما كنت عليه من قبل.
المهارات الدراسية: نتمنى أننا أصبنا في تعلم اللغة الإنجليزية بمهارة وكذلك الكتابة الأكاديمية ونسأل الله العون في إكمال هذا المشوار العلمي الذي ليس بالسهل والعودة إلى أرض الوطن بتحقيق أمنياتنا.
ما الذي ستضيفه تجربتك الدراسية في أمريكا وبريطانيا على عملك بالتدريس الجامعي في المستقبل؟
ستضيف الكثير والكثير حيث اننا استفدنا هنا في تعلم لغات البرمجة التي قد يحتاج إليها التدريس في المستقبل وكذلك الصبر والتواضع ومعاملة الطالبات بشكل ممتاز سواء من الناحية النفسية او الدراسية حتى يكملن مشوارهن العلمي من دون صعوبات.
نصيحة تقدمينها للمتبعثين حاليا ومن ينوون الابتعاث مستقبلا؟
التوكل على الله في جميع الأمور والدعاء حتى ولو بات الأمر مستحيل تحقيقه حتى يخفف من معاناة المبتعثين والمبتعثات التي يجهلها الكثيرين مثل الغربة وتعلم لغة جديدة والانخراط بالمجتمع وأخيرا أمورهم الدراسية للذين ينون الابتعاث مستقبلا: عليهم بالبحث في الجامعات المعترف بها وكذلك أن يكون التخصص أيضا معترف به من قبل الملحقية الثقافية حتى لا يسبب لهم ذلك بالمتاعب والقادمون بشكل خاص إلى بريطانيا عليهم الادخار من قبل وذلك لأن المكافأة لا تصرف إلا بعد شهرين من وصولهم. هذا كل شيء لدي ونسأل الله أن نكون قد وفِقنا في هذا الحوار الشيق وأيضاً اتقدم بالشكر الجزيل لصحيفة آفاق على هذه المبادرة ونسأل الله للجميع التوفيق والنجاح .
نعيمه فالح