بنان عسيري: الابتعاث فرصة للتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة

تاريخ التعديل
4 سنوات 10 أشهر
بنان عسيري: الابتعاث فرصة للتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة

رائدة آل محي

أكدت  المبتعثة من جامعة الملك خالد لنيل درجة الدكتوراه في تخصص اللغة والاتصال من جامعة كاردف ويلز بالمملكة المتحدة، بنان عبد الرحمن عسيري أن الابتعاث خلق لها فرصة للتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة وكسب علاقات مع مختلف الجنسيات ما زاد من معرفتها بتلك الشعوب عن قرب، كما قربها أكثر من أبناء الوطن الذين التقت بالكثير منهم خلال الابتعاث، والذين يجمعهم هدف الحصول على العلم من أجل الإسهام في رفعة وبناء الوطن.

إلهام الابتعاث
وحول إقدامها على خطوة الابتعاث ذكرت أنه في أحد أيام دراستها في الجامعة بقسم اللغات والترجمة بجامعة الملك خالد، دخلت القاعة إحدى الأستاذات السعوديات التي كانت للتو عائدة من رحلة الابتعاث لدراسة قسم الترجمة في بريطانيا، حيث بدأت بالتعريف عن نفسها وعن المادة التي سنتناولها خلال ذلك الترم، فأثار انتباهها حديثها عن الدراسة بالخارج، والتجارب التي مرت بها، وأضمرت في قلبها أمنية إكمال دراستها.
وقالت «مرت سنوات الجامعة التي أخذت مني جهدا مضاعفا وتركيزا محددا لبلوغ ما كنت أطمح له، وتخرجت من الجامعة بتقدير مكنني بفضل الله من الحصول على الإعادة في الجامعة ذاتها بعد التخرج، واستمر الحلم بالنمو في داخلي، وبعد سنتين من التدريس بالجامعة حلقت بي طائرة البعثة إلى بريطانيا، إلى مقاطعة ويلز ومدينة كاردف تحديدا».

شعور مختلط
وحول أيامها الأولى في الابتعاث كشفت أنها كانت تحمل شعورا مختلطا بين فقد الأهل والوطن وبدء حياة جديدة، وبين الفرح بخطوات تحقيق الأمنيات.
وقالت «بدأت في دراسة اللغة وأنهيتها في فترة وجيزة، ثم تلتها دراسة الماجستير بجامعة كاردف وحاليا دراسة الدكتوراه».
وحول مرحلة الدكتوراه قالت «حصلت لاحقا على قبول الدكتوراه في جامعة كاردف التي تعتبر من أعلى الجامعات تصنيفا في تخصص اللغويات، وذلك أثناء دراستي لمرحلة الماجستير، وقد كانت فترة ما بين المرحلتين أسبوعان فقط».

الشغف بالمعرفة
وذكرت أن من الأمور التي أنعم الله بها عليها، الشغف بالمعرفة، والحرص على التزود بالعلم حول المسائل الحياتية والدراسية في أرض الابتعاث، مما أكسبها الكثير من الوقت والفرص.
وأردفت قائلة «لم تكن الدراسة والحياة في بلد لم تألفه شيئا سهلا، خصوصا مع وجدود التزامات حياتية أخرى كالأمومة، لكن التجربة الصحيحة والتعلم مع الوقت علم ومكسب».

إنشاء مجموعة بحثية
وكشفت بنان أنها قامت أثناء دراستها بمرحلة الدكتوراه بإنشاء مجموعة بحثية وتدريبية مكونة من أعضاء هيئة تدريس وطلاب دراسات عليا تناقش علم اللغويات الحاسوبية وتطوراته وتطبيقاته والذي يعتبر فرعا مهما وحديثا نسبيا من علم اللغويات، ويهتم بدراسة الظواهر اللغوية باستخدام الحاسوب.

تدريس طلاب البكالوريوس
وألمحت إلى أن من التجارب المهمة والممتعة التي مرت بها ولم تزل تخوضها حاليا، التدريس في جامعة كاردف لطلاب مرحلة البكالوريوس، حيث تقدم الجامعة فرصة لطلاب الدكتوراه للتدريس في الجامعة؛ وأكدت أن هذه التجربة ممتعة جدا وملهمة في الوقت ذاته، كما أنها حققت لها الاستفادة من الطرق المتبعة في التعليم.
ولم تقف عند هذا الحد حيث التحقت بدبلوم التعليم العالي في بريطانيا، كما أنها في طور الحصول على رخصة مزاولة التعليم العالي.

تنظيم مؤتمر عالمي
وحول أهم الأمور التي أكسبتها إياها دراستها لمرحلة الماجستير والدكتوراه كشفت أنها تمكنت من التواصل الأكاديمي الفعال بين أهل التخصص على مستوى الباحثين والمؤسسات، كما أنها شاركت في ترتيب وتنظيم أكثر من مؤتمر عالمي مع مجموعة من الأساتذة والباحثين، بالإضافة إلى المشاركة البحثية.

فرصة تعلم اللغات
وكشفت بنان أن من الفرص الرائعة التي قدمتها لها جامعتها هي دروس تعليم اللغات المختلفة، مؤكدة أنها تعلمت كمبتدئة كلا من: اللغة الفرنسية، والإسبانية، والألمانية، وشاركت مع جامعة كاردف كمتطوعة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

صالون كاردف
وحول مشاركاتها في الجانبين الثقافي والتطوعي، كشفت أنها أنشأت مع بعض المتطوعين صالون ثقافي أدبي يعتبر الأول من نوعه في مدينة كاردف، أطلقوا عليه اسم «صالون كاردف»، وهو يعنى بالأدب العربي شعرا ونثرا ويجمع المهتمين بالأدب والمتذوقين له في حلقة نقاش دورية، ويضع عن كواهلهم ألم الغربة ويجمعهم تحت حب لغتهم العربية بمعانيها العظيمة في أزمانها وألوانها المختلفة.