د. إبراهيم فلقي: مراجعة الخطط التعليمية والبرامج القائمة تمثل أبرز تحديات الكلية

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر
د. إبراهيم فلقي: مراجعة الخطط التعليمية والبرامج القائمة تمثل أبرز تحديات الكلية

مشهور العمري
 
أكد عميد كلية الهندسة بالجامعة د. إبراهيم بن إدريس فلقي أن الكلية  تمضي نحو تحقيق أهدافها بخطى حثيثة مشيرا إلى الحراك التطويري المستمر الذي يطال سير العملية الأكاديمية، وقال في حواره مع «آفاق» إن إعادة تصميم ومراجعة جميع الخطط التعليمية وخطط البرامج القائمة تمثل أهم وأبرز الأهداف التي تسعى الكلية إلى تحقيقها.
واعتبر د. فلقي برنامج الزيارات العلمية والميدانية التي تحرص الكلية على تنفيذها جزءا من العملية التعليمية  التي أسهمت في تطوير الأداء وتحسين المخرجات:  

حدثنا عن التطور العملي في كلية الهندسة؟
أعتقد بأن الكلية تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق عملية تطور مستدامة في سير العملية الأكاديمية، ومن مزايا الاعتماد الأكاديمي الدولي أنه يحدد موقعنا ويضعنا على مسار واضح تجاه تحقيق الأهداف المرحلية والاستراتيجية، ويسهل لك رؤية الأهداف وتحقيقها بطريقة واضحة وميسرة، وبجهود الزملاء وكلاء الكلية ورؤساء الأقسام والأساتذة. 

 وما هي أهم الأهداف التي تحققت؟ 
من أهم الأهداف التي حقنناها داخل الكلية، إعادة تصميم ومراجعة جميع الخطط التعليمية وخطط البرامج القائمة؛ لتجاوز الإشكالات الحالية، حيث أضيفت العديد من المقررات الحديثة وتم استبعاد عدد من المقررات وجرى تحديد الأهداف ومخرجات التعلم، بما يتسق مع متطلبات سوق العمل.
كذلك انتهت الكلية من تصميم برنامج بكالوريوس العمارة، آخذين في الاعتبار طبعا آراء المختصين من الجهات الحكومية والشركات الخاصة والهيئات المدنية والطلاب.
كما عملنا على فتح خمس مسارات برامج ماجستير أكاديمية في الكلية،  وتم تصميم الخطط وهي الآن في مرحلة الإجراءات.

هل تضعون اعتبارا لواقع سوق العمل ومتطلباته؟
في كل فصل نحاول زيادة عدد الأبحاث العلمية في الكلية، والربط بين النظرية والتطبيق من خلال برنامج زيارات المصانع والشركات والمشاريع، وزيادة أعداد الدورات التي تصقل مهارات الطلاب وخاصة الخريجين.
فمثلا العام الماضي كان مجموع الدورات التي قدمتها الكلية لطلابها ٣٢ دورة، بينما هذا العام قدمت الكية في الفصل الأول ٢٤ دورة.
وأعلنت الكلية الأسبوع الماضي على موقعها الإلكتروني برنامج الدورات للفصل الثاني، ويشمل ٤٨ دورة بمجموع ٧٢ دورة في هذا العام، ونلحظ اهتمام الطلاب بالتسجيل في الدورات، ويتم حجز كامل المقاعد المتاحة لكل دورة في نفس يوم الإعلان عنها.  
ونطبق في الكلية برنامج الزيارات العلمية بإرسال الطلاب للشركات والمشاريع، حيث تواجهنا صعوبات عدة. ومع ذلك نحاول زيادة عدد الزيارات في هذا الفصل إلى عشرين زيارة، وقد حققنا خلال الفصل الماضي 15 زيارة ميدانية.
أما في العام الماضي فقد نفذنا 15 زيارة ميدانية للمصانع والشركات. وهذا العام نتوقع أن يبلغ عدد الزيارات أكثر من 20 زيارة، تلبية لرغبات الطلاب وتجويدا للمخرجات، حيث يعد برنامج الزيارات العلمية والميدانية جزءا من العملية التعليمية للمشاريع والشركات. 

كيف تنظرون لإقبال الطالب على الدورات التدريبية؟ 
الدورات التدريبية، وجدنا رغبة من الطلاب في إقامتها وخلال هذا الفصل فقط سنقيم 48 دورة تدريبية متنوعة، بين دورات فنية متخصصة  ودورات تعنى بتطوير المهارات العامة، ويحتاج إليها المهندس.
فخلال العام الماضي ابتعثنا عدداً من الطلاب، حيث جرى التنسيق لبرنامج تدريبي لـ٢٥ طالبا في الولايات المتحدة، وفق معايير واضحة وصريحة، بدعم ومتابعة وموافقة معالي مدير الجامعة، في واحدة من أفضل جامعات العالم في الهندسة (جامعة بوردو).
 وقد استغرق التنسيق فترة طويلة قبل سفر الطلاب برفقة، د. محمد آل مسفر وكيل الكلية، واستمر البرنامج ستة أسابيع. 

ما أبرز مجالات الدورات التدريبية وماهي معايير ترشيح الطلاب لها؟
التدريب يشمل الهندسة عموماً، والتخصص، كما يشمل مهارات الهندسة العامة والتخصصية، والتفكير النقدي وتحليل المشكلات الصعبة والمعقدة، وزيارة مصانع ضخمة وشركات، فضلا عن دورات اللغة الإنجليزية.
 أما ابتعاث الطلاب فيتم وفق معايير مهمة تعتمد على المعدل التراكمي واختبار اللغة، أسهمت كلية اللغات والترجمة مشكورة في ذلك. وأن يكون الطالب قد أنهى أكثر من 100 ساعة دراسية.

كلمة توجهها لطلاب الهندسة؟
ثلاث نقاط موجزة: أولها: أعانكم الله. تعتبر الهندسة أصعب تخصص بين جميع التخصصات الجامعية على الإطلاق، هذه ليست وجهة نظر إنما حقيقة، سيكفيكم غوغل عناء إثباتها. ويقع عليكم من الضغط والجهد مالا يقع على غيركم، ونحن نقدر ذلك. ثانيها، قصة قصيرة: أثناء دراستي الدكتوراه كان في مكتبنا المشترك زميلان، أحدهما دائم التضجر متنكد الحال، كل يوم يتوجس، لم انته، بقي الكثير، الموضوع صعب ومؤرق، يدخل ويخرج من المكتب عبوسا أنهكه همه الذي صنعه هو. والآخر نيجيري الجنسية، ما رأيته إلا ضاحكا مستمتعا بالدراسة، تسعد برؤيته وتتنكد برؤية الآخر.
في النهاية كلاهما حصلا على درجة الدكتوراه؛ لكن الأول قضى ٤ سنوات مهموما، بينما الثاني قضاها سعيدا مستمتعا.
فكن مثل زميلي النيجيري، ولتكن سنوات الجامعة الخمس، بين الجد والمثابرة والاستمتاع.
وتذكر أن السعادة أو التعاسة تنبع من داخلك مهما كانت الظروف المحيطة.
ثالثا: أعذرونا وتحملونا، ربما تضايقكم بعض القرارات، ففي كليتنا، المصلحة العامة همنا، وقرار اليوم الذي لا ترى معنى له نطلب منك تحمله؛ لأجل مصلحة كليتك في المستقبل. 

كيف تقيم أوضاع الكادر السعودي بالكلية؟
اعتقد أن طلابنا جيدون إجمالا، والجيل الحالي يعاني من صعوبات تشتتية، ورغم الملهيات الموجودة عند جل الشباب، صار من الصعب التحكم في الوقت، وهذه مشكلة عالمية وطلابنا جيدون، ولكنهم يعانون من صعوبات المقررات وحجمها وأحيانا من تدني مستوى بعض أعضاء هيئة التدريس. ونحن نستبدل غير الجيدين من أعضاء هيئة التدريس بأعضاء أكفاء، وفقا لإمكانياتنا، وفي هذا الإطار تم توظيف أكاديميين سعوديين كثر خلال الأربع سنوات الماضية، ربما تجاوز ما تم توظيفهم في المملكة، رغم عدم تلبية كل طلبات التوظيف التي ترفعها الكلية؛ لارتباط ذلك بأعداد وظائف محددة من جهات خارج الجامعة.
وحاليا يوجد بالكلية ٥٦ أكاديمي سعودي، يشكلون الغالبية العظمى لأكاديميي الكلية، منهم ٣٠ مبتعثا، ١٠ لدراسة الدكتوراه، و ٢٠ لدراسة الماجستير.  

ماهي الوسائل التي تتواصل بها الكلية مع الطلاب؟
ننظم لقاء فصليا بالطلاب في بداية الفصل، نلتقي بالطلاب الجدد القادمين من السنة التحضيرية. وفي نهاية الفصل نلتقي بالطلاب المتخرجين، حيث تنظم الكلية في كل فصل لقائين مع الطلاب، الأول في بداية الفصل مع الطلاب المستجدين الذين انهوا السنة الأولى، والثاني اثناء الفصل مع كل الطلاب. 
في الفصل الماضي رأت الكلية أن يتم تصميم برنامج لقاء الطلاب من الطلاب أنفسهم، وأرسلت لجميع الطلاب استبيان يحددون فيه الفقرات التي يرغبونها في اللقاء، وكانت المشاركة كبيرة، واختار الغالبية أن يتم إجراء حوار مع رائد أعمال مهندس له تجربة ناجحة في القطاع الهندسي، وكذلك طلبوا جلسة حوار حول الفرص الوظيفية للمهندسين، شارك فيها مجموعة من الأساتذة، إضافة إلى اللقاء المفتوح، والمسابقة والجوائز. وتم تلبية جميع الطلبات وظهر اللقاء بصورة أجمل وأكثر فائدة من اللقاءات السابقة،  وذلك نتيجة أفكار طلابنا.  
وفي هذه اللقاءات دائما يلفت الطلاب انتباهنا لأمور لم تكن معلومة لنا ونستفيد من اقتراحاتهم.  أيضاً بيانات الاتصال بجميع أعضاء هيئة التدريس في الكلية متاحة على موقع الكلية.
إضافة إلى ذلك فإن الكلية تتواصل وتجيب على استفسارات الطلاب من خلال معرفها في تويتر  والبريد الإلكتروني.
وقامت الكلية منذ سنتين بنمذجة جميع معاملات الإرشاد الأكاديمي والحركات الأكاديمية ومشاريع التخرج والتدريب الصيفي وإتاحتها على موقعها الإلكتروني، إضافة إلى اللوائح والأنظمة التي تهم الطلاب. 

كيف تقيّم مشاريع التخرج؟
مشاريع التخرج يتحسن مستواها عاما إثرعام. وهناك عينة من تلك المشاريع تستحق أن نراها مطبقة في السوق؛ لمعالجتها مشكلات حقيقية قائمة، تتحول إلى مشاريع هندسية ناجحة.
لذلك تخصص الكلية في كل فصل يوما للمهندس، ويشتمل على عرض لمشاريع التخرج، وركن للإرشاد الوظيفي وجناح لتجويد السيرة الذاتية، وجناح لإجراء المقابلات الشخصية. 

كلمة أخيرة؟
أرجو لهم جمعيا التوفيق وخاصة طلاب الهندسة، أصعب التخصصات، على المستوى الجامعي، حيث تتطلب جهدا ووقتا كبيرين، حتى يتم استيعاب المادة.
والخمس سنوات التي يقضيها الطالب في كلية الهندسة تشكل مستقبله ومصيره بشكل كبير. معدلاته، مستوى استيعابه تحدد شكل مستقبله المهني وعلى المستوى الأكاديمي.
وعليهم أن يستفيدوا من مستوى البكالوريوس في الجمع بين الدراسة والاستمتاع، وأن يبذلوا جهداً لكي يعيشوا حياة جميلة تجمع بين الجد والترفيه.
وأتمنى من الطلاب الارتقاء بأفكارهم ومبادراتهم، ونحن نتفاعل معها؛ لأنها تنعكس على مستوى الكلية ودعمها. وأية مبادرة نرحب بها، وقريبا سنطلق تطبيقاً لمبادرات الطلاب. ووسائل التواصل بينا وبين الطلاب مفتوحة سواء على شبكات التواصل الاجتماعي، أو بالحضور للكلية وغيرها من الوسائل.