الشاعر النيجيري آدم يونس : أجيد ثلاث لغات، لكنني لا أكتب الشعر إلا بالعربية الفصحى

تاريخ التعديل
سنتان
الشاعر النيجيري آدم يونس

الشاعر النيجيري آدم يونس :

أجيد ثلاث لغات، لكنني لا أكتب الشعر إلا بالعربية الفصحى

 

تزدحم الجامعة بالكثير،  والعدد الهائل من أهل  المواهب؛  في مختلف الفنون العلمية ؛ في الأدب والفن والشعر ؛وفي غيرها ، و تستضيف صحيفة ( آفاق) في هذا العدد أحد المواهب البارزة في كتابة ونظم الشعر؛ احد طلاب المنح  آدم يونس النيجيري .

من هو الشاعر آدم يونس ؟

 آدم يونس محمد من مواليد مدينة بوتسكم  بولاية يوبي نيجيريا 1996م ، خريج الجامعة الإسلامية بالنيجر، تخصص الأدب العربي.

هل تكتب الشعر باللغة العربية وحدها ؟

بالطبع لا، مع أني أجيد ثلاث لغات، لكنني لا أكتب الشعر إلا بالعربية الفصحى، وقد يتساءل البعض لما لا أكتب بلغتي الأم؟ فأقول ربما لأني أهتم بدراسة العربية أكثر من لغتي الأم،  فدراستي منذ الثانوية إلى الدبلوم والبكالوريوس والماجستير كلها ؛  لا تخرج من إطار اللغة العربية وآدابها، وكما قيل:

نشأ الصغير على ما كان من عمل .....إن العروق عليها ينبت الشجر

منذ متى بدأت في كتابة الشعر ؟

أتذكر أول منطلق لي في الميدان هو الثانوية، وذلك بعد ما أخذنا درس بحور الشعر، كُلفنا بزنة عدد كثير من الأبيات، قرابة خمسين، فكنت أقطع الأبيات وأكرر التفاعيل، حتى أكملت الواجب، فبدأت أحاول تقطيع كل عبارة عربية رأيتها سواء كانت شعرا أو نثرا، فانسلق لساني من خلال ذلك ؛ ونبت المزروع  ؛ وبدأ ينمو شيئا فشيئا، حتى بدأت أقطف من ثمراته، وأتذكر أول قصيدة كتبتها كانت لمدح ذلك الشيخ الذي كلفني بالواجب أقول فيها:

تسابقت القوافي والبحور

     تناديها العواطف والشعورُ

تلَبّي دعوة لمديح شيخي

                          وهل مثلي على هذا قدير

رويدك يا شعوري لست تدري

                            من الممدوح لست به جدير

غزير العلم بل بحر مفيض

                           أديب ناقد لسن وقور

إذا ألقى اليراع على نصوص  

                                 يراع النقد حلله بصير

فيُرضى كل ذي عقل سليم     

                            ولو كان الفرزدق والجرير

فهذه كانت أول قصيدة كتبتها وبها أسبُر عمق تقدمي في الساحة.

هل لديك قدوة من الشعراء القدامى  أو المعاصرين تقتفي أثرهم؟

نعم كنت أقتدي بأمير شعراء عصره أحمد شوقي، فقد سحرني الشاعر بأسلوبه الجميل، فانجذبت إليه طوعاُ.

ما هي العوامل المحفزة لكل في كتابة الشعر ؟  

إن ما يحفزني ويشحن خاطرتي ؛ هو وقوفي أمام نهر،  أو زيارتي للحدائق،  أو قراءة الشعر وحفظه ، وميل العاطفة إلى سماع الحكم والأمثال، والشعر أكبر من جاد بذلك.

من هو الشاعر الذي في مخيلتك تمني النفس  مقابلته ؟  

يا ليتني أرى أحمد شوقي، وإن كنت قد عايشته في قصائده التي تخترق الوجدان وتلامس الأرواح.

هل تلاحظ أي فروقات بين أشعارك التي نظمتها على فترات ومستويات مختلفة مرت بك ؟

أجل، الحمد لله تتقدم المستوى مع عقارب الساعة وتقدم الزمن، مع أن الشاعر أحيانا ًقد يعثر في مطبات فيتراجع عن مستواه.

هل الفروقات في المفردات وأسلوب كتابة الشعر  ؟

بكل تأكيد، ارتقاء المستوى والتمرين المستمر أكسباني  بعض المهارات، الأغراض وغيرها.

هل تستمع لنصائح  النقاد وتعدل في  بعض أشعارك صعبة الأسلوب ؟

عدلت كثيراً من قصائدي ؛  بعضها بتغيير الكلمات ، وبعضها بتغيير البيت كاملاً،  وربما ألغيت بعض الأبيات في قصيدة؛  لبعض الملاحظات التي أتلقاها من الإخوة الشعراء والنقاد، وعندما تأتي الملاحظات من القراء استقبلها بصدر رحب فيَدُ الكاتب عمياء.

أتحف قراء صحيفة ( آفاق) ببعض أبياتك التي كتبتها ؟

هذه أجزاء من بعض قصائدي التي أحفظها،

1    كتبت أول ما وطئت قدماي أرض المملكة وسميتها ( مأوى السلامة )                       

أزكى السلام إليكَ والتبجيل

                      مأوى السلامة ما لديك مثيل

وطن علا فوق النجوم مكانه

                       وإليه قلب المؤمنين تميل

يا ليت شعري هل أؤدي حقه

                   مأوى الذي آوى إليه خليل

والصادق الوعد الذي قد حجه

                      وأخو ذبيح الله اسماعيل

أرض التي بيت الحرام يحلها 

                      والمصطفى المختار والتنزيل

لحماك أُهلك جيش كعبة كلها

                    وابن الصباح وجيشه والفيل

وحماك من فتن المسيح وشره

                      ومن الروافض جاءك التفصيل

2-القصيدة الثانية الموسومة ب (قريتي) أقول في مطلعها:                            

فما هلت الشمس الضحى في سمائها

                        وناءت وزالت وانحنت في غروبها

وغارتْ جنود الليل ذي الشمس فانطفأت

                              وأبقت غبار الحرب يعلو ورائها

وعنَّ الدجى فرِحا كقارون إذا بدا

                             بثوب عليه الدرر ترسلن برقها

ويمشي به مرحا رويدا فأخلقن

                       وعادت جيوش الشمس ترميه فجرها

فولت جيوش الليل دبرا فما بقت

 وعاد الضحى والشمس تُهدي بدفئها

                          سوى طار شوقي نحوكم يا أحبتي

فأبلغ سلامي قريتي ما نسيتها

                      أناس تجمع شملهم في كنيفة

تخالْهم أشقّاءً يعيشون جوفها

                        فيا ألفة مربوطة بين أهلها

وإن كنت في "أبها" فقلبي بعرصها

                         فحالي استلقيت جنبَيَّ نائما

 فنومي هنا والحلم دوما يزورها

                          فيا طول تسويفي إليكم لعلما

قريبا سألقاكم فأُشفَى بآنها

هل كان لدراستك الجامعية دور  في تطوير ملكتك الشعرية ؟

أجل، للجامعة دور كبير في تطوير مهارتي وإثرائها بالكثير الكثير ؛ وذلك من خلال دروسي، ومن خلال البيئة الدراسية الجديدة .

هل تواجه أي صعوبات عند نظم الشعر ؟

الوضع يختلف من حين لآخر، فأحيانا أقتطفها بسهولة وأحيانا أنحتها بصعوبة، وغالبا تأتيني سهلة عند ما كان بالي رخيا .

ما هي رسالتك للشعراء الواعدين ؟

أقول لهم استمتعوا بالحياة ؛ حلقوا في خيالاتكم، واقرؤوا كثيراً ، واحفظوا نماذج من الأشعار الرائعة؛  فإنها سماد إبداعاتكم، فوجودكم ينفخ لنا روحا ً؛ بأن مستقبل الشعر ما زال بألف خير، لا جف يراعكم،

هل ساعدتك بيئة جامعة الملك خالد في صقل وتنمية موهبتك الشعرية ؟

غالبا يأتي جمال الشعر مع جمال البيئة؛  وتشجيع الظروف، فالحمدلله جمال الجامعة؛  وتوفيرها جواً مناسباً؛  وتقديمها يد المساعدة لي، فتح لي باباً جديداً؛  لأطلق عنان ركابي ؛ وأبارز في الساحة فرسانها.

هل للشعر أهمية في الحياة ؟ وما أهميته للشاعر شخصياً ؟

للشعر أهمية لا تحصى  عدداً ؛ فالشعر يساعد الشاعر للتعبير والتنفيس عما في ضميره، وتثقيف المجتمع سياسياً واقتصادياً، وحتى دينياً، وتساعد الشاعر على الاطلاع على مفردات جديدة وإبداع مستمر، ولا ينكر العقل السليم أهمية الشعر في الحياة، سماع الرسول صلى الله عليه وسلم للشعر، وأمره لحسان بن ثابت بها في قوله "أهجهم وروح القدس معك" واهتمام أصحابه صلى الله عليه وسلم بها دليل واضح على ذلك، ومن ناحية أخرى؛ الشعر تسلية للقلوب، وتأنيس للوحشة، ورفيق في الدرب.

هل تملك حساب في مواقع التواصل الاجتماعي ؟

أملك حساب على فيس بوك فقط وهو: Adamu.yunusa.89

كلمة أخيرة ؟

شكراً جزيلاُ لصحيفة آفاق ؛ التي استضافتني في هذا الحوار الممتع، وعلى سعيها الدؤوب في نشر الثقافة والوعي في مجتمعنا الجامعي، وأقول لمتابعي الكرام ؛  أنتم لستم مجرد متابعين فقط ؛ بل أنتم أرواح سكنتم داخل قلبي، فأنتم وراء تميزي وتقدمي في المجال ؛ دمتم لي أعواماً؛  لا أفقدها ، ودامت لكم سعادة الكون بأكملها.

 

 محمد عبد الله،خيرة جوليد،أحمد محمد