الغامبي  أبوبكر مارون:الشاعر عندما ينسلخ من قوس القراءة فإنه لا يكتب إلا غثاء

تاريخ التعديل
سنة واحدة 7 أشهر
الغامبي  أبوبكر مارون:الشاعر عندما ينسلخ من قوس القراءة فإنه لا يكتب إلا غثاء

 

 

"لم أخرج من بلدي قط إلا إلى المملكة العربية السعودية، المملكة كانت أول بلد خرجت إليها، كان لهذه الإقامة الوجيزة تأثير كبير على شعري لأني تعرفت من خلالها شخصيات نقدية كبيرة واستفدت منهم".

هذا ما قاله لآفاق الشاعر الغامبي أبو بكرمارون خلال الحوار التالي.

من هو الشاعر أبو بكر مارون ؟

أنا أبوبكر مارون، بالتحديد من دولة غامبيا من مواليد ديسمبر  1999م ، تلقيت دراسة النظامية الأكاديمية في مدرسة إسلامية وعربية ؛ يقال لها نور الدين الإسلامي، من هناك بدأت الدراسة من الروضة إلى أول الإعدادي، هكذا ثم انتقلت إلى معهد آخر إسلامي ؛ كذلك يقال له المعهد العربي الإنجليزي ؛ فأكملت هناك الدراسة الإعدادية والثانوية، وبعده التحقت بجامعة الملك خالد بعد تخرجي  (2019م). تلخيصا أنا شهير في الدولة بأبي بكر مارون من الصف التعليمي، ومن الصف الشعبي –أعني الأسرى- يقال لي أبوبكر مارون ويطلق علي اسم آخر ( باعرفا ) .

 ما معنى  باعرفا ؟

(عرفا )عندنا بمعنى الشيخ  ، و( با ) بمعنى الوالد، من المسميات للتكريم.

ما هي علاقتك بالشعر العربي ؟

 علاقتي مع الشعر العربي بدأت لما كنت في أول الثانوي،  وكان قبله  لدى محاولات عدة عن الشعر؛  لكن العلاقة القوية مع الشعر كانت في بداية الأول الثانوي،  فكنت أحفظ الشعر، وكان هناك في المعهد محاولات شعرية من بعض الأساتذة،  أراهم يكتبون الشعر فأُعجبت  بهم، ولكن كنت لا أعرف العروض حينئذ ؛ إلى أن وصلت الثاني الثانوي، ودرست العروض في الصف التعليمي، وقد كنت آخذ الدرس الجانبي الخارجي، خارج الدرس الأكاديمي على أيدي المشايخ في البلاد، يصعب أن أحصر أسماءهم، لكن كان هناك شيخ لي من موريتانيا، كنت آخذ العروض على يده ، ومن آخرين أيضاً ،فكنت أدرس العروض وأكتب،  وأتذكر أن أول قطعة (أربع أبيات) كتبتها ؛  مكثت عليها أكثر من اثني عشر ساعة، وبعده كنت أحاول أن أكتب، والقصة كانت طويلة ؛  هكذا بدأنا إلى أن وصلنا إلى هذه البلد المباركة ؛ وقبل أن أصل هذه البلاد كانت عندنا عدد من القصائد، كلها كانت باعتبار سلم  نرتقي به إلي الشعر ؛  وإلى الآن ما زلنا نطمع لنعلم  الطريق إلي الشعر الرفيع الأعلى.

هل يمكن أن تتذكر أول قصيدة  كتبتها ؟

 لا أتذكر الآن بالضبط، لكن أدركت أني كنت أحاكي شعراً من شواهد ابن هشام، نسيت البيت وكانت أربعة أبيات.

كيف يأتيك الشعر؟

يختلف جداً، هذه المسألة ربما يكثر القول فيها، هل الشعر يملي على الشاعر ، أو الشاعر يكتب، هذه مسألة اختلافية بين النقاد، لكن الشعر شعور، يأتيك ثم تكتب، هذا هو الأمر، وأحياناً الشاعر يريد أن يكتشف عن شيء مجهول.

بمن من الشعراء تأثرت ؟

 أول شاعر  له تأثير  علي  هو المتنبئ، كنت أحاكيه كثيراً؛  فهو من أوائل الذين بدأت أقرأ لهم ،  ومعجب ببعض قصائده وأحاكيه،  هذا أول تأثير لي، وكان له  بعد كبير  على الملكة عندي.

أنت تلقب بشاعر الجامعة ؟

هذا لقب فقط

نتابعك في عدد وسائل الاعلام والمواقع الاجتماعية مثل: مجلة النهضة في غامبيا، ونادي غامبيا الأدبي، وكذلك الجمعية الدولية للشعر العرب، حتى في المملكة العربية السعودية نرى مشاركاتك في نادي أبها الأدبي، ما علاقتك بهذه المؤسسات، هل أنت عضو في كل منها أم هم معجبون بمهارتك فقط؟

أنا عضو في مجلة النهضة الثقافية، و عضو في نادي غامبيا الأدبي، أما نادي أبها الأدبي، وكذلك جمعية الدولية للشعر، كنا  ضيوفاً مع بعض الزملاء، وكان هناك نشاط شاركنا فيه، ولست عضواً.

الدراسة في جامعة الملك خالد ؛  هل لها أثر في شاعريتك؟

لم أخرج من البلد قط إلا بعد وصولي إلى المملكة، المملكة كانت أول بلد خرجت إليها، كان لهذه الإقامة الوجيزة تأثير كبير على شعري لأني تعرفت من خلالها شخصيات نقدية كبيرة واستفدت منهم،  كما استفدت قبلهم في الدولة من المشايخ هناك ، ولا شك أن التعارف على هؤلاء كان له تأثير كبير على شعري.

في أبو ظبي، هناك مسابقة عالمية أمير الشعراء ، ما طموحاتك في هذه المسابقة؟

يصعب أن أحدد المسابقة بعينها في هذا الوقت الراهن، لعله كان لي رغبة في المشاركة، أما حالياً الرغبة  لدي رغبة شعرية، بغض النظر لمسابقة. المسابقات نزيد ونضيف، هي ليست الرغبة، هي وسيلة.

          هل من طموحاتك مثل أبي الطيب المتنبي، أن تكون شاعراً لا غير؟

نعم

     الحياة ممزوجة بالفرح وغيره ، هل الشعر يحقق لك السعادة التي تنشدها؟

يصعب تحديد ذلك بالضبط، لأن السعادة لا تكتمل دوماً وحالياً أشعر بالسعادة بعد أن اكتشفت  أني محظوظ في مجال الشعر وأحتاج إلى مزيد من الخبرات لكي تكتمل سعادتي في هذا الجانب .

التحديات والمواجهات في الحياة سنة كونية، كيف واجهت تلك التحديات والصعوبات؟

التحديات تختلف، مثلا في إفريقيا كما نعرف ذلك جميعاً، هناك تحديات ضد دارسي العربية أولاً، وهناك تحديات أخرى شخصية أسرية، أما التحديات ضد الدارس العربي تكاد تعم في إفريقيا جميعاً، وتلك التحديات مررنا بها وتختلف تلك التحديات من دولة إلى أخرى، ولله الحمد لم تكن هناك تحديات  في الدراسة الأكاديمية.

وأما على صعيد الشعر فهي كثيرة جداً؛  ككثرة القراءة، والمواظبة على الكتابة، حيث أنها تعد من  الضروريات للشاعر، فالشاعر الحقيقي هو القارئ، وعندما ينسلخ من قوس القراءة فإنه لا يكتب إلا غثاء.

          ما أحب قصائدك إليك؟

 

القصائد كثيرة جداً، ربما قصيدة أُرْجوحَةُ الآمال.

تعني؛ في الـمَـهْـدِ صِـبْيَةُ آمـالي تُريقُ دَمـا # لمّا اسْتَهَـلَّ عـليـها الليل مُقْـتـحِـمـا

أبوبكر: لعلها تتحدث عن حقيقة آمالي.

          أين ترى  نفسك  في العشر سنوات  القادمة؟

الطموحات كثيرة جداً، نسأل الله أن يحققها، النبي يقول "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، لا ندري سنصل إليه أم لا نصل، الأمل معلق على الله سبحانه.

          ما قولك في الشعراء الذين يتخذون الألفاظ الغريبة  أو اللغات الأخرى ؟

الشاعر عليه أن يتجنب الكلمات الوحشية مهما استطاع، لكل عصر لغته. لغة هذا العصر تختلف عن لغات العصور الماضية، فلغة العصر سلسة وسهلة جدا .

          هل كتبت  شعراً عن عسير؟

نعم كتبت قصيدة  في عسير؛

هي قبلة المعنى قمت فريضة # وقصدت منطقة العسير مكبرا

نقصت على قلب الحنان فراشة # سكرى يعانقها العزام فسكرا

لي نملة في القلب تعمر دولة # ما ضم دولتها التراب ولا الثرا

 

 عبدالرؤوف توفيق