أثر القدوات في تغيير الذات

تاريخ التعديل
5 سنوات 7 أشهر

القدوة هي نموذج ومثال مطلوب لتوجيه المجتمع وله تأثير عالي في مسار حياة الأفراد والمجتمعات فالقدوة هو مشعل الهداية إلى الطريق الصحيح وهو نور للأمة ويعول على وجوده في التوجيه والإرشاد وتقديم النصح والمشورة ان لزم. 
والنفوس مجبولة على محبة القدوة والأسوة الحسنة الذين لهم تأثير كبير على حياة الآخرين.. 
 وأعظم قدوة عرفة التاريخ هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ» (سورة التوبة 128).
وهو القدوة العملية والأُسوة الحسنة للمؤمنين، قال الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» (الأحزاب:21).
قال ابن حزمٍ: مَنْ أراد خيرَ الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها، واستحقاق الفضائل بأسرها، فليقتدِ بمحمد صلى الله عليه وسلم، والسيرة النبوية مليئة بالمواقف الكثيرة التي يظهر من خلالها مدى تأثيرُ النبي الكريم على أصحابه، والتي قد لا تتوافر لمجرد الدعوة النظرية، ومنها مشاركته صلى الله عليه وسلم لأصحابه العمل والحفر في غزوة الأحزاب، حمل الحجارة، وجاع كما جاعوا، وقد تأثر الصحابة رضوان الله عليهم بذلك تأثرًا كبيرًا، وعبروا عن ذلك بأقوالهم وأفعالهم.  
لقد كان عليه الصلاة والسلام صورةً حيةً لأخلاق الإسلام السامية، رأَى الصحابة رضوان الله عليهم فيه الإسلام رأْيَ العين، فهو أفضل معلم وأعظم قدوةً في تاريخ البشرية كلها، والذي أمرنا ربنا سبحانه بطاعته واتباعه والاقتداء به.
قال الله تعالى: «وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» (الحشر من الآية:7)،
وقال: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). 
كان عليه الصلاة والسلام لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وكان لا ينتقم لنفسه قط الا ان تنتهك حرمات الله وكان لا يتلفظ بقبيح ولا يقول إلا خيراً، وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد، وبنصر المظلوم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وعلى هذا ربى أصحابه رضوان الله عليهم فخرج قدرات أمثال أبوبكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلي المقدام كما خرج قادة فتحوا الدنيا ونشروا هذا الدين.