سبع نفسك

تاريخ التعديل
6 سنوات 3 أشهر

استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا على الصدقات؛ فلما عاد قدم بها وسلمها إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستأثر بأموال زعم أنها أهديت إليه، فكان الجواب النبوي «أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته» 
«سبّع نفسك» شعار يدخل به بعض الناس المنصب الحكومي، والرابح عندهم من يخرج من منصبه، صغر أم كبر، بغنائم في ظنه أحرزها بنفوذه أو شخصيته الاعتبارية التي اكتسبها من وظيفته لا من شخصه، «سبّع نفسك» منطق غريب تستحل به الأموال العامة في سبيل المصالح الشخصية دافعه ضعف الإيمان والمراقبة للرحمن.
فرجل عذب في شملة غلها من غنائم يوم خَيْبَر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دون المسلمين «ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون».
«سبّع نفسك» منطق شيطاني يدخل به الإنسان الحرام إلى بطنه وبطون أهله وولده «وكل لحم نبت من السحت فالنار أولى به» وكم أرانا الزمان صنوفا من هؤلاء ابتلي في نفسه وأهله وولده بالمصائب والأمراض.
«سبّع نفسك» سبيل فضيحة لمن كان يشار إليه بالأصابع احتراما وتقديرا باعتبار منصبه وجميل ستر الله عليه؛ فيدور عليه الزمان ويتأذن الله بأخذه فينال فضيحة تلحق بذريته لا يجبرها شيء فلا نافع ولا مغيث. 
«سبّع نفسك» أنانية الفرد بتعطيل مصالح الآخرين ونهب الأموال العامة بغير حق ونبذ ذوي الكفاءات وتقريب الفاسدين الذين يتسترون ويعينون على القبيح، وعلى التراخي وفساد المنتج لأنه مبني على فساد. 
لقد سطر سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بأمره الملكي تشكيل اللجنة العليا لمكافحة الفساد، برئاسة سمو ولي العهد حروفا من نور لبيان أثر الفساد المالي على الفرد والدولة والواجب الشرعي تجاهه، ثم أعقب القول بالفعل لنقض كل منطق فاسد تستحل به الأموال العامة ويتوصل به إلى تعطيل مسيرة النماء لوطننا الغالي.