قلبي مقبوض

تاريخ التعديل
5 سنوات 5 أشهر

يا بني ما سبب انقطاعك عن الدراسة وبلوغك نسبة الحرمان؟ وما سبب طَي قيدك السابق؟ وما سبب تأجيل دراسة الفصل الدراسي الذي قبله؟ 
قلبي مقبوض يا دكتور فإني أخرج من بيتي منشرح الصدر، وعندما أصل الجامعة كأن من يمنعني فأرجع إلى بيتي، أجبته وأنا والله أخرج من بيتي كذلك وأدخل مكتبي وقلبي مقبوض ومنقبض يصرفني من عملي، لكني أزيح هذا المانع بالإيمان والتغلب على هوى النفس وحبي لعملي.
جواب لم أسمعه من واحد ولا اثنين من الطلبة بل لا أبالغ إن قلت عشرات وعشرات ! وهنا لا أملك والإرشاد الطلابي في الكلية إلا الوعظ وكلمات التشجيع  وبذل أقصى الجهد في محاولة معالجة وضعه الأكاديمي ومساعدته.
ويرجع بعضهم بعد ذلك بنفس المشكلة ونفس الدعوى وتتصاعد حالته إلى اكتئاب وانطواء فيحال حينئذ إلى الإرشاد النفسي في الجامعة. 
هذه الحالات ترجع في ظني إلى ضغوط نفسية متنوعة يواجهها الطالب في منزله أو لأنه أجبر على الدراسة في مجال لا يرغبه أو لم يستوعب الفرق بين الجو الجامعي وجوه الدراسي السابق ولم يحسن التعامل معه إلى غير ذلك. 
وهذه الحالات واقعة قطعا في الكليات الأخرى مشكّلة عبئا على الجامعة وإعاقة واضحة لجهود التطوير فيها وهدرا للإمكانات. وهي حالات ميدانية للأقسام المتخصصة في كليتي التربية وكلية الطب. لا أعلم هل هناك دراسات مختصة حولها وإن وجدت فأين تطبيقها؟
ويقيني أيضا أنها مشكلة عامة لا تختص بجامعتنا
ومن خلال تجربتي الإدارية في الكلية اهتمت الكلية بتفعيل الإرشاد الطلابي (وهو غير الإرشاد الأكاديمي) وقام عليه نخبة من الأساتذة الفضلاء باذلين جهودا مميزة في معالجة هذه الحالات وكان، وما زال، لرأيهم تأثير فاعل في معالجة هذه الحالات التي تستلزم العرض  على مجالس الأقسام والكلية.
ودعت الكلية إلى تفعيل الإرشاد الطلابي في الجامعة وتبع ذلك قيام عدد من اللجان المختصة في الجامعة؛ إلا أني أرى أنها غير كافية لأسباب معدودة لا تمنع من إقامة ندوة علمية حولها تتبناها الجامعة ولقاءات فاعلة وحلقات نقاش وورش عمل؛ لتكون أول خطوة في طريق يهم بناة مستقبل هذا الوطن الزاهر.