الشريان .. علامة فارقة في الإعلام

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر

قامة إعلامية ملهمة  ذات ملامح ظاهرها الجد والجرأة وداخلها اللطف والإنسانية، اتسمت بالعفوية والصرامة.. إنه أستاذ الإعلام وكبريت الصحافة داوود الشريان الذي وقف في ثامنته  حاملا  نبض الشارع وهموم المجتمع ومدافعا عن مشكلات الناس منافحا عن تحديات واجهت الوطن والمواطن فكان ملاذا للمظلومين وصوتا للحق على  مدى  900 ساعة تلفزيونية و 938 حلقة

الشريان البالغ من العمر 63 عاما هو خريج قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، بدأ حياته الصحفية عام ١٩٧٦، وعمل في عدد من المطبوعات السعودية محررا وكاتبا ومديرا للتحرير، وكاتب عمود في عدد من الصحف المحلية، كما عمل في تلفزيون دبي لمدة ثلاث سنوات، وقدم برنامج «واجه الصحافة»  في قناة «العربية»، وقدم في إذاعة «إم بي سي» برنامجا يوميا بعنوان «الثانية مع داوود».

وبكفاح ونجاح رسم الشريان صورة الإعلامي الحقيقي حينما كلف بالعديد من الأعمال الإدارية والتحريرية الإشرافية على العمل الإعلامي، حيث عمل رئيسا لتحرير موقع «العربية. نت»، ومديرا عاما لمجموعة «إم بي سي» في المملكة، وعضوا بمجلس إدارة «العربية»، ومجلس إدارة مجموعة «إم بي سي» .

وتوج رحلته الإعلامية الصادقة  في ٢٠١٢  من خلال برنامج «الثامنة» في «إم بي سي» ، فحاور بلغة بسيطة مؤثرة في الوقت ذاته على مدى ست سنوات مئات المسؤولين من أبرزهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عبر الهاتف، حينما كان وليا للعهد، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مايو الماضي، في حلقة مسجلة، وتطرق لآلاف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

يمتلك الشريان ضميرا إعلاميا وحسا قياديا يرى العدالة عنوانا والحق منهجا، وضع من خلالهماالشفافية رمزا  لثامنته وكان صوتا لمن لا صوت له، فظهر اهتمامه جليا  بالقضايا التي يناقشها وبأطرافها المتضررين  وساهم في  انهاء معاناة الكثيرين،  ودعم الطاقات الشبابية المتميزة بروح الأب الحاني وكمعلم شاهد على مستقبل متفرد، وجمع أبناء بأمهاتهم فصلت بينهما الأحكام والظروف، وأحضر الظالم والمظلوم في مسرح إعلامي قاض و محايد. قال عنه تلاميذه: في سنوات عملنا مع الشريان كل يوم منها كان اضافة لنا ولعملنا؛ فقد كان صحافيا حقيقيا محبا لمهنته ومدافعا عن نبلها وهدفها في أن تكون صوتا للناس  وكان  داعما لنا ومحبا للشباب لايزاحمهم ويضيق عليهم وكان الحصن الحصين لجميع من عمل معه، ووصفوه بالعراب و المعلم الصارم  وهو من أكد بأن قلم الصحافي لايمكن ان يكسر  مادام مدافعاً عن قضاياه العادلة و مادام صاحب  ثروة فكرية وثقافية ومهنية.

في منتصف نوفمبر ودع الشريان الثامنة على طريقته بالدموع الصادقة والعبرات الحقة  وبصوت الوفاء «محمد عبده» لتكمل هذه العلامة الفارقة توهجها في هيئة الإذاعة والتلفزيون بعد أن أصدر وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عواد العواد، قرارا بتعيينه رئيساً تنفيذياً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وسط توقعات من الجميع بأن يحمل مستقبل الإذاعة والتلفزيون في عهده الكثير من التغييرات الإيجابية وخطوات جريئة وجديدة ستنطلق على يديه لتواكب المرحلة التطويرية والتنموية الشاملة التي تشهدها المملكة في ظل قيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وهذا ما أكده  في أول قراراته حول إعادة تشكيل لجنة الاستقطاب لتسريع عملية التوطين في الإذاعة والتلفزيون.

يتفق الجميع برأي واحد على  مهنية الشريان وكفاءته  وإخلاصه في عمله و صدقه في التعامل الإعلامي مع كافة القضايا وتسخير إمكاناته لخدمة وطنه وشباب وطنه والوقوف ضد كل ما من شأنه تعطيل مصالحهم، راسما الاحترافية بكل صورها ومشاهدها الموضوعية، فهو مدرسة متفردة درست الإعلام لتقدمه  وتعلمه في أسمى صوره، مرتكزة بذلك على أساس متين هو  «مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء».