«أنت ولد غبي»!

رئيس قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
تاريخ التعديل
5 سنوات 3 أشهر

«توماس إديسون»، الطفل العبقري، صاحب الألف ومئة اختراع، ولد غبي، هكذا وبكل بساطة حكم عليه ناظر المدرسة، ومعلموها الأغبياء، ولد توماس إديسون في الولايات المتحّدة الأمريكية سنة 1847م، ودخل المدرسة في سن مبكرة، ولم يستمر فيها سوى ثلاثة أشهر حتى تم رفضه من المدرسة، وأعطي رسالة ليسلمها لوالدته.
أخذت المرأة العجوز الرسالة فإذا فيها: ابنُك هذا غبي بليد ولا يمكن أن نسمح له بالمواصلة في مدرستنا هذه، قرأت الرسالة والطفل ينظر إليها.
سألها عن فحوى الرسالة فقالت بابتسامة: المدرسة تقول بأنك عبقري ولا تصلح لهذه المدرسة؛ لأن عقلك أعلى من مستوى الطلاب، أخفت الأم الرسالة وأخذت تعلم ابنها القراءة والكتابة في المنزل، وتمضي الأيام والشهور والدهور، وتموت الأم، ويعرف العالم المخترع الذي أبهر العالم باختراعاته التي لم يحققها أحد قبله، ولم يصل إليها أحد إلى اليوم والتي كان أولها الحاكي «المسجل»، وأشهرها المصباح الكهربائي الذي أضاء العالم.
وفي يوم من الأيام وإديسون يفتش في بعض الأوراق وقعت يده على رسالة، فتح الرسالة فهاله أنها الرسالة التي أرسلتها المدرسة لوالدته وإذا فيها: ابنك هذا ولد غبي لا يمكن أن نسمح له بالدراسة في مدرستنا حتى لا يؤثر بغبائه على طلابنا، وأخذ يقارن بين كلام هؤلاء الأغبياء، وعبقرية والدته التي لم ترسل له هذه الرسالة السلبية الغبية، بل حولتها لرسالة إيجابية.
عزيزي المربي أيا كان: لا تكن عونا للشيطان على طفلك أو تلميذك، أرسل له الرسائل الإيجابية وإياك والرسائل السلبية التي قد تدمر مستقبله وأنت لا تعلم.
كم مرة نقول لأطفالنا عند أي هفوة: يا غبي! ويا أحمق! والله لن تفلح أبدا! ورسول الإسلام عليه الصلاة والسلام يقول «من قال هلك الناس فهو أهلكهم».
نحن بإرسالنا الرسائل السلبية ساهمنا في تنشئة جيل متمرد على القيم، والمبادئ، والأخلاق، وبعضهم وصل تمرده للدين، واعلم أن كثرة الأسئلة دليل على الذكاء، والتذمر منها سبيل الأغبياء.