«قالوا لي»!

تاريخ التعديل
5 سنوات 10 أشهر

«لم لم تحضر حفل استقبال المستجدين» الجواب «وإيش أستفيد؟»، «طيب تعلم ما معنى هذا الحفل؟»، «لا، ولكن قالوا لي!
«أريد أن أنتقل من هذه الشعبة إلى الشعبة الأخرى، الأستاذ شديد جدا، هكذا قالوا لي»!
«فإذا قد يكون الآخر شديدا؟»، «لا الشباب قالوا لي».
«لم لا تواظب على حضور المحاضرات العملية؟» الجواب. «حضور على الفاضي، هكذا قالوا لي»!
«لم تتأخر عن حضور المحاضرات؟»، «المهم التحضير كذا قالوا لي»!
«غيابك عن المحاضرات بدا ظاهرا وقد تحرم من الاختبار؟»، «لا لن يحصل، كذلك قالوا لي»!
«طيب.. ألا تذاكر؟»، «ألا يكفي مذاكرة ليلة الاختبار؟، أيضا قالوا لي»!
«درجاتك في الأعمال الفصلية منخفضة وهذا سيؤثر على الدرجات النهائية وبالتالي على المعدل»، «سأعوض هذا في الاختبارات النهائية هكذا قالوا لي»!
«ليس المراد مجرد النجاح، بل لا بد من معدل عال جدا تحققه في الفصل الأول لتبني عليه معدلك النهائي»، «لا المهم النجاح.. هكذا قالوا لي»! 
ويستمر الجواب هكذا حتى يجد الطالب نفسه مفصولا أكاديميا، وقد استنفذ جميع الفرص المتاحة له بسبب «قالوا لي». 
«قالوا لي» شبه جملة تتردد على ألسنة الطلبة، لها وقع السحر،  يبادروني بها تعليلا منهم لأي مخالفة أو مشكلة أكاديمية منهم.
ولأني ممن يستهويهم الغموض، فإني أهيم  في عالم الخيال شوقا لمعرفة هؤلاء الخارقين الذين أحاطوا علما بكل شيء، فتخطوا اللوائح والأنظمة وألغوها بمجرد كلمات.
وما هذا التأثير العجيب في نفوس المتلقين عنهم حتى انقادوا لهم كالمنومين مغناطيسيا وما هذه السطوة التي امتلكوها؛ ليتكلموا باسم رئيس القسم والوكيل والعميد بل ومدير الجامعة.
وأي صفاقة وجه يمتلكونها حين يقع الطلبة في ورطات لم تنفعهم فيها توجيهاتهم ؟ لا أريد معرفتهم حتى استمر في جو التشويق والمغامرة؛ لكن لا بد من السؤال!1
ويأتي الجواب أكثر غموضا لدى الشباب؛ فيزداد التشوق لمعرفتهم فيزداد الأمر تعقيدا؛ لأن الطالب قد أيقن أنه ركن إلى جرف هار فانهار به فأضاع مستقبله وحطم آماله. 
بقي لي سؤال لرئيسة التحرير والمشرف العام، هذا المقال هل سينشر؟ لماذا؟ الشباب قالوا لي.