أشركني.. سوف أفهم
لم تغادر ذاكرتي عبارة أرددها دوما مستشعرة مدى عمقها وأثرها عند خوضي لأي تجربة: «قُل لي وسوف انسى، أرني ولعلي أتذكر، أشركني وسوف أفهم».
سمعتها قبل خمس سنوات عند مشاهدتي حلقة بعنوان «أشركني» لبرنامج «خواطر»، وكان الهدف الأساسي من الحلقة، توضيح الأسلوب الأنسب لإيصال المعلومة للطلبة وتوضيح الأثر الكبير لطريقة التعلم في مدى فهم واستيعاب الطالب.
مُثلت العبارة في البرنامج عمليا لإثبات صحتها، بجعل ثلاث فتيات صغيرات يصنعون عصير الليمون بالنعناع بطرق مختلفة.
الفتاة الأولى شُرح لها كيفية عمل العصير فقط والفتاة الثانية رأت مقطع قصير لطريقة عمل العصير، بينما الثالثة شاركت في صناعة العصير وشرح لها خطوة بخطوة عمل ذلك.
بعد ذلك طلب من نفس الفتيات عمل العصير لوحدهم الفتاة الأولى شعرت بالإحباط والتوتر وتوقفت عن صنع العصير بعد أن بكت، أما الثانية فقد تذكرت بعض الخطوات وطبقتها بمستوى جيد، بينما نجحت الفتاة الثالثة وكانت هي الأفضل، ويعود ذلك للطريقة التي تعلمت فيها صنع العصير، فقد كانت عملية تعليمية إشراكية وليست تلقينية.
الطريقة التي تعلمت بها الفتاة الاولى طريقة تلقينية بحتة لا تفيد كثيرا في التعليم، خاصة في بعض التخصصات التطبيقية؛ وما حدث معها من إحباط ربما حدث مع بعض الطلبة أثناء دراستهم، وهذا يعكس مدى أهمية تفعيل دور الطالب والاهتمام بالجزء العملي أكثر من النظري،كون ذلك يعود بأثر نفسي كبير لن ينساه، فالتجربة هى من تعطي الانسان العلم والخبرة، فيصبح الشخص ذو معرفة شاملة بالتجربة التى يمر بها.