إعتذار شديد

تاريخ التعديل
6 سنوات 8 أشهر

في أعقاب حادثة غير مألوفة أقدمت شركة خاصة تسيّر قطارات العاصمة اليابانية، طوكيو، على تقديم «اعتذار شديد» للركاب بسبب مغادرة أحد قطاراتها لمحطة قبل موعده المعلن بمقدار عشرين ثانية.

ولقد تفاوتت ردود الأفعال على هذا الاعتذار غير المسبوق لدي الناس خارج اليابان بين فخور به لأن الخطأ، مهما كان، جدير بالاعتراف به، وبين متهكم لا يرى بأسا في التجاوز عن بضع ثوان فهناك ما هو أعظم وأهمّ، خاصة وأن الشركة المعنية تنقل سنويا على الخط ما يربو على ١٣٠ مليونا مسافر.

وقد يكون سبب السخرية عائد إلى أن مستخدمي وسائل المواصلات المختلفة قد تعودوا على التأخير في بلدانهم والذي قد يمتد إلى دقائق وساعات؛ لكن يظهر أن الدقة في المواعيد مبدأ وثقافة في طباع اليابانيين.

فإذا احتكمنا إلى أصول الجودة نجد أن الشركة أحسنت صنعا بما فعلت، فاعترافها بالخطأ الذي أدى لمغادرة القطار قبل موعده هو من قبيل مراجعاتها وتقييمها لمستوى الخدمة المقدمة منها للجمهور، وأن إقرارها بالسهو هو تطبيق لمبدأ تحسين وتطوير العمل، وأنها حريصة على أن تتوافق أفعالها مع أقوالها.

فاعتذارها هو استرضاء لعملائها، وهذا يدل على تبني اليابان لأساسيات الجودة في كافة نواحي الحياة.

وهنا نذكّر بأن عمر الإنسان هو الوقت، والوقت هو تتابع الثواني والدقائق والساعات وأي إساءة في استغلال الوقت في ما لا يفيد وفي ما لا ينفع هو نوع من العبث في حياة الإنسان. ولقد اهتم الإسلام بعنصر الوقت لما له من شأن عظيم، فأقسم الله تعالى بالأزمنة والأوقات.

واحترام الوقت والمواعيد من صفات الرسل والأنبياء ومن سمة المؤمن الملتزم وعامل من عوامل نجاح المسلم وحسن خلقه، ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»، (متفق عليه).