إنهم يرغبون في الشهادة
في الحد الجنوبي لنا أحبة، قدموا أنفسهم فداءً لهذا الوطن الغالي، لم يتوانوا في الدفاع عنه؛ لأنهم يحملون رسالة من الله تعالى عنهم: «فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أجراً عظيما».
أنتم يامن افترشوا التراب والتحفوا السماء، يامن هجروا الكرى والنوم لننام نحن والوطن بأمان وأمن، إلى من هاجروا لله وتركوا أهلهم ووالديهم وأبناءهم وسعادتهم مع أسرهم، ليحموا وطنهم وشعبهم ويقفوا بوجه العدو، أقول هنيئاً لكم؛ فأنتم جنود الله هنيئا لكم فالشرف يصاحبكم والجنة ترافقكم.
نعم هذا هو الجندي المسلم المواطن الذي أحب وطنه، فلم يتوان في أن يكون الحصن القوي لهذا الوطن، لا يتوانى في دفع الشرور التي تحيط بنا والتي يسارع أعداء الإسلام لطرق كل السبل التي تحاول أن تزعزع هذا الوطن الذي لن يمسه شيء بأذن الله؛ لأن له رجالاً بذلوا أرواحهم دفاعا عنه وعن مقدساته، حيث لا يخفى على أحد أن هؤلاء الأعداء يريدون النيل من أمن هذا الوطن، ولكن سينصرنا الله عليهم وعلى ألاعيبهم، فالله يقول لجنده: «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا اللَّه ينصركم ويثبت أقدامكم».