ابتسامة موظف تنقذه من الموت

رئيس قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر

رجل في العقد الرابع من العمر يعمل مديرا في شركة كبيرة، وهذه الشركة تخضع لنظام دقيق في الدخول والانصراف، ويحظر على رجل الأمن (السيكورتي) الاقتراب من المبنى الرئيس للشركة، وذات يوم قبيل انتهاء الدوام الرسمي بدقائق معدودة، نزل صاحبنا على عجل للبدروم وتوجه سريعا نحو الخزانة العامة لأخذ بعض الأوراق المهمة، فتح الخزانة سريعا وترك المفتاح معلقا بالباب من الخارج ودخل الخزانة لأخذ الأوراق والخروج سريعا، غير أن المفاجأة أنّ باب الخزانة أغلق عليه، أظلم عليه المكان فلم يعد يرى ساعته التي بيده، وأخذ يضرب بيديه ورجليه على الباب ويستغيث بصوت عال. وعبثا حاول، فلو أن أحدا بجوار الخزانة لما سمعه؛ لأنها خزانة ضخمة ومصممة بعناية.
أيقن صاحبنا بالهلاك خاصة وأن هذا آخر يوم في الأسبوع، يعقبه يومان إجازة، وبينما هو ينتظر الهلاك، ويفكّر في مصيره! وبعد مضي حوالي النصف ساعة فوجئ بباب الخزانة يفتح، وعلى غير المعتاد رأى رجل الأمن واقفا بالباب.
هب صاحبنا من مكانه في الخزانة كالمجنون، وتعلق بعنق رجل الأمن الذي كان سببا في إنقاذ حياته، وأخذ يبكي بحرقة ويقبله بين عينه، ولم يتمالك الآخر دموعه كذلك.
وبعد يومين سئل رجل الأمن: ما سبب دخولك الشركة بعد انتهاء الدوام ونزولك للبدروم وفتح باب الخزانة وإنقاذ الموظف؟ علما أن دخولك لمبنى الشركة مخالف لنظام الشركة؟
فقال الرجل: هذا الموظف الوحيد الذي يستقبلني وزملائي بابتسامة عند القدوم، وهو الوحيد أيضا الذي يودعنا بنفس الابتسامة، وقد استقبلنا بابتسامة، ولم يودعنا بها، فعلمت أنه لا يزال في المبنى، فأخذت أبحث عنه فلم أجده في المكاتب، ونزلت للبدروم أبحث عنه، فرأيت مفتاح الخزانة معلّقا بالباب والباب مغلق، فعلمت أنه محتجز داخله.
لا تغلق فمك أخي الكريم بحجة المنصب أوالهموم، فهذه الابتسامة كانت سببا في نجاة هذا الشهم المتواضع من الموت، وإنّي لأرجو الله أن تكون سببا في نجاته يوم القيامة.
ابتسم فإن فيها رضاء رب العالمين، وكسبا لقلوب الآخرين، وتبسمك في وجه أخيك صدقة.