اخت الشهيد
لا توجد لحظة حزن، تعادل لحظة الكتابة عن شهيد استشهد في سبيل الوطن والدفاع عنه وعن مكتسباته، وتحقيق رسالته النبيلة في نشر السلام والأمن.
نعم شعرت بالحزن، وأنا أكتب هذه الكلمات عن شهداء الوطن؛ فقد كان أخي واحدا منهم. إنه حزن مشبع بالغبط، والاعتزاز بهم كونهم شهداء.
الشهيد نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه؛ ولكن هيهات، فهذا الشهيد، هو رمز الإيثار.
فكيف يمكن لنا، ألاّ نخصص شيئاً لهذا العظيم. فأيام الدنيا كلها تنادي بأسماء الشهداء وتلهج بذكر وصاياهم، فأنّا لنا ألاّ نصغي لها.
ما زلت أسيرة لهذا المشهد، لم استطع أن أنساه، حينما فاجأنا المتحدث باسم القوات المسلحة بأداء تحية الشرف العسكرية لأرواح الشهداء، الذين استطاعوا أن يثبتوا ويهزموا الرعب و الموت والخوف من الرصاص.
أي روح قدسية تملكتهم في تلك اللحظة، أي بطولة يعجز عن وصفها اللسان. أيكون الشهيد هو «الإنسان الكامل» الذي أسجد الله له الملائكة؟ «الإنسان الأسمى» الذي حلم به أفلاطون؟ «الإنسان السوبر» الذي ضل عنه نيتشه؟
فحين يبذل الشهيد روحه طواعية، حين يثبت في مواجهة الموت، حين يسمو على الحياة التي نحرص عليها بغريزة أساسية، مثلنا مثل سائر المخلوقات.
رحم الله تلك الروح الطاهرة التي ذهبت فداء للوطن، الشهيد علي إبراهيم علي عسيري جندي أول.