التراث العمراني أصالة وإرث عظيم
التراث العمراني هو جزء لا يتجزأ من أصالة المكان، وهو موروث لأمم سبقتنا، وهو تاريخ للأجيال المقبلة. ويعد التراث العمراني الدليل الأكبر على كيفية العيش القديمة التي جعلت الآباء والأجداد يتكيفون على العيش، ولاشك بأن الدولة قد أولت التراث العمراني أهمية تليق به بإنشائها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
ما دفعني لكتابة هذا المقال، أني زرت المسجد القديم بحي النصب والذي حظي بلفته كريمة من قبل ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، والذي أمر سموه بترميمه وعدة مساجد في منطقة عسير ومساجد أخرى في مناطق المملكة ضمن «مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية».
الملفت في هذه الزيارة وبينما أنا أسير بين أزقة حي النُصب القديم كنت أنظر إلى جمال هذه القصور والبيوت التي كانت تعد في زمنها شاهقة ويضرب بها المثل من ناحية دقة البنيان، وبعض الأفكار التي يُدرس بعضها الآن في أعلى التخصصات الجامعية.
وكنت أفكر في المعدات المستخدمة لبناء هذه القصور والبيوت، ولاشك أنها كانت معدات بسيطة جدا مقارنة بما نراه من معدات حديثه في هذا الزمن.
وسألت أحد كبار السن، فقلت له يا والد ماهي المعدات التي كنتم تستخدمونها سابقا؟ فأجابني وبشكل بسيط وبلهجة عامية قائلا «أم كزمه وأم إزميل وأم شاكوش وأم كريكات وأم مساحي، ولكن يا ولدي يد واحدة ما تصفق» وحينما انتهى كلامة تبادر إلى ذهني على الفور بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول فيه:
إن التعاون قوة علوية
تبني الرجال وتبدع الأشياء.