التفكك الأسري وأثره على الأبناء
لقد شرع الله الزواج كي تعمر هذه الحياة ، وجعل لنتاج ذلك الزواج حقوقًا عظيمة تبدأ قبل اختيار الزوجة ، ثم تستمر بعد أن يرتبط الزوجان برباط شرعي ، وميثاق غليظ ، وما زال الإسلام يرعى تلك الأسرة في جو هادئ حتى تنشأ على تقوى من الله ورضوان ، ولكن يأتي ما يعكر صفو تلك الأسرة ، ويقلق مضجعها فينشأ نشء غير مستقر اجتماعيًّا ، جيل لا يعتمد عليه .
وللطفل حقوق على والديه قبل أن ينجباه ومنها القدرة على الإنفاق، والعيش في بيئة مطمئنة ، وبأن يختار الأب الصالح أمًّا صالحة له فقال النبي –ص لى الله عليه وسلم- : " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ "وأمر نبينا بأن يختار للمولود اسمًا حسنًا ، فقد روى أن النبي قال لامرأة : «مَا اسْمُ ابْنُكِ؟» . فَقَالَتِ: اسْمُهُ السَّائِبُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «بَلِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ» .
كل هذه الأمور من أجل أن تقوم أسرة صالحة في المجتمع تستطيع البناء لا الهدم ، ولكن قد تصاب الأسرة بالحمق فتدب الخلافات ، وتنشأ الحماقات ،ويحدث الطلاق ، ويتشتت شمل الأسرة ، والضحية هؤلاء الأطفال الذين أتوا إلى هذه الحياة الدنيا وكانت الضحكة ترسم وجوههم ، والسعادة تملأ قلوبهم ، فتتحول الضحكات إلى بكاء ، والسعادة إلى شقاء ، وما ذنب هؤلاء الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة حتى ينشؤون في تلك البيئة المضطربة غير الآمنة والتي تؤثر على مستقبل حياتهم ؛ فينشأ الطفل مهزومًا نفسيًّا ، مقهورًا اجتماعيًا ، مضطربًا في قرارته ، وقد يسلك مسالك لا تحمد عقباها .
فلينتبه المربون ، وليعقل الراشدون ، ولتكن الحكمة سبيل حياتنا ، والرحمة بصغارنا هي شعارنا ، فمن لا يرحم لا يرحم.