الدراسات العليا تحدي وأمنية
تسعى «رؤية المملكة العربية السعودية 2030» في التعليم على حصول أربع جامعات على الأقل على أن تكون من ضمن الجامعات المتميزة عالميا؛ ومما يدعم تلك الرؤية للجامعات الحالمة التوسع في فتح برامج الدراسات العليا فهي بلا شك تعزز مكانة تلك الجامعات، كما أنها تساهم في خفض النفقات المالية على الطلاب الذين يواصلون دراساتهم في الخارج، وتمكن الطلاب المتميزين من حملة الشهادات الجامعية من مواصلة دراساتهم داخليا، وتساعد في إعداد وتأهيل الطلاب تأهيلا جيدا في مجالات المعرفة المختلفة.
إن الدراسات العليا لها مردودات كبيرة في حياة الإنسان وهي مرحلة فاصلة ونقلة متقدمة تضيف للإنسان مهارات علمية وعملية، فمن الناحية العلمية تجعله متعمقاَ في التخصص ومكتشفا لما هو جديد في هذا التخصص ودحض الأفكار والشائعات وتحكيم الآراء والأقوال بناءً على النتائج العلمية التي تثبتها الدراسات والأبحاث.
أما من الناحية العملية فهي تكسبه مهارة تنظيم الوقت ومهارة القيادة والإدارة والنقد والتحليل والاستنباط، كما أن المردود من برامج الدراسات العليا لا يتوقف على الإنسان فحسب؛ بل أنها تجعل المجتمع على درجة عالية من الوعي والانفتاح العقلي والحراك العلمي المميز فيكثر المبدعون والمؤلفون العلميون في التخصصات المختلفة.
ومن المقومات التي تيسر لك النجاح في بداياتك كباحث:
1) الاستعداد والتهيؤ النفسي
أن يجهز الباحث ذاته لمواجهة الضغوط والصعوبات وأن يكون متقبلا ومهيأ لمطالب هذه المرحلة؛ فهي تحتاج للشخص الذي يتميز بالصلابة النفسية القوية ولا يستسلم من أول فشل ولا يحبط من أول خطأ.
2) الاستعداد المادي
أن يجهز الباحث نفسه اقتصاديا؛ فيؤمن تكاليفه التي سينفقها في دراسته.
3) الاستعداد المعرفي
أن يجهز الباحث نفسه معرفيا؛ فيكون ملما بأساسيات التخصص وأحدث الدراسات التي توصل إليها العلم، وأن يكون مطلعا وقارئا مستمرا، لا يكتفي من طلب المعرفة والتزود بالحقائق.
4) الاستعداد لتغير نمطية الحياة
إن حياة الباحث مختلفة عن حياة الشخص العادي، ولا نعني بهذا الاختلاف الشذوذ الغريب؛ بل نعني أنها حياة منظمة ومرتبة الأهداف ومخططة المهام فهي ليست حياة عشوائية أو تسويفية.